تراسيم كم تبلغ ثروة البشير؟!. عبدالباقى الظافر [email protected] في شهر يناير القادم على الرئيس الامريكى باراك اوباما ان يضع فى جدول اعماله موعدا لمقابلة محاسب متخصص فى ضريبة الدخل الشخصي..يتعين على اوباما وكل مواطن امريكى ان يعلن ثروته كل عام ..في العام الماضي تجاوزت ثروة الرئيس اوباما وزوجته الستة ملايين دولار..مصادر هذه الثروة تحدد بدقة وتصبح متاحة للرأي العام لمراجعتها. تعجب أهل السودان ومدعى الجنائية الدولية يتهم الرئيس السوداني بتهريب نحو تسعة مليار دولاروتجنيبها بخارج السودان..مصدر العجب ان المبلغ الذى يتحدث عنه اوكامبو يمثل ربع ديون السودان بالتمام والكمال..ونحو عائد عام من صادراتنا النفطية ..ثم كيف يضع الرئيس امواله فى بريطانيا التى لا يستطيع دخولها ..لا أحد يتهم البشير في شخصه بمثل هذه التجاوزات المالية ..خاصة ان مجتمعنا السوداني شفاف جدا..يدرك السودانيون جيدا المسئول الشريف او الذى يسرق بنفسه أو ذاك الذى يترك المهمة الدنيئة لمن سواه من الأقارب والأصهار. اتهام الزعماء بالفساد ليس جديدا ..غرماء الزعيم الازهرى رموه بذات الفرية ..وكان الازهرى يرد بطريقته الساخرة \"سأبنى طابق جديد كلما رميتموني بهذا الاتهام\" وعندما توفى أبو الاستقلال وجدت عليه كمبيالات واجبة السداد . الرئيس عبود ظن به معارضوه الظنون..عندما اجبروه على التنحي من السلطة قدم طلبا متواضعا..ناشد الثوار ان يتركوا له معاشه العسكري حتى يتمكن من سداد أقساط منزل أسرته الذى اشتراه من البنك العقاري السوداني. الرئيس جعفر نميرى لم يسلم من لسان الخصوم ..خاصة ان بعض من كبار معاونيه قد بانت عليهم مظاهر الثراء الفاحش ..غاب نميرى من الساحة السودانية لائذا بقصر فسيح خصصته الحكومة المصرية لسيادة المشير..ولما هبط الخرطوم لم يكن يملك غير منزل الأسرة الكبير بودنوباوى وبيت في ضاحية السلمة بجنوب الخرطوم. اتهام اوكامبو المبالغ فيه أكد ان الرجل يخلط السياسة بالقانون ..ويستعين في مكره ببعض الدبلوماسيين الأجانب ..هذه كلها دلائل تؤكد تسيس مهمة العدالة الدولية. بدلا من الاستفادة من هذه الجزئية في الرد على مهمة اوكامبو.. طفق المستشار ربيع عبدالعاطى ويقول ان الرئيس البشير لا يملك حسابا مصرفيا في داخل أو خارج السودان..بل من المطلوب ان يكون للرئيس البشير حسابا بنكيا بالسودان ..حسابا شفافا يسهل الوصول اليه ومراجعته ..عدم وجود الحساب يعنى ان رئيس الجمهورية يصرف بغير حساب . النافذة التي أتى منها اوكامبو هذه المرة كان من الممكن إحكام إغلاقها ان كان نظامنا المالي شفافا بما فيه الكفاية ..تستطيع عزيزي القارئ من مقعدك هذا ان تعرف ثروة ساركوزى ..وكم يبلغ مرتب رئيس وزراء بريطانيا..وما هى مخصصات ملك اسبانيا..وفى ذات الوقت ستعجز عن معرفة أين يضع والى ولايتك أمواله. تستطيع الحكومة السودانية ان ترد على هجمة اوكامبو المباغتة ..ردا يصبح فيه عظة وعبرة ..يعلن الرئيس وكبار معاونيه ووزرائه وأقربائه عن قائمة دخلهم الشخصي ..عن مصفوفة ما ملكت أيديهم من المنازل والسيارات..وان يؤكد الرئيس ان ولاية الناس تأتى بعد إبراء الذمة. العتمة هى أفضل مكان لتوالد الفساد ..علينا أحيانا ان نشكر الأعداء ان نبهونا إلى مكامن الخلل.. من منكم يعرف ثروة السيد رئيس الجمهورية حتى ننبرى مدافعين عنه؟.