الحضري محظوظ ..! منى أبو زيد [email protected] تحدث البعض عن مدى قانونية انتقال اللاعب عصام الحضري حارس مرمى الزمالك المصري إلى نادي المريخ .. فكان رد بعض مجلس إدارة المريخ هو أن اتفاقية الحريات الأربعة القائمة بين مصر والسودان ستكون الغطاء القانوني الذي يعفي الحضري من شرط الحصول على الجنسية السودانية ..! ولا غرو فالرجل محظوظ لأنه مصري يقيم في السودان ولو كان العكس صحيح، لدفع عشرين جنيهاً مقابل زيارة حديقة الحيوان باعتباره سائحاً أجنبياً .. ف حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك بين البلدين مفعلة إجرائياً في جنوبالوادي ومعطلة في شماله .. أما كيف ولمه .. فسؤال يتيم، لا أب له ..! السودانيون في مصر حالة خاصة جداً .. معظمهم مهاجرون وليسوا مغتربين .. أجيال متعاقبة .. وأسر ممتدة .. منصهرة في مجتمعها .. وذائبة في عجينة الشخصية المصرية الطيبة .. صورة حلوة من صور التعايش والتكامل بين بلدين متجاورين تعاهدا على فتح أبوابهما على مصراعيها أمام حرية التنقل .. حرية الإقامة .. حرية العمل .. وحرية التملك، بين شعبين شقيقين .. ولكن ..! لا بد من استدراك واجب .. يفتح أبواب الحيرة .. ويظهر الوجه الآخر .. الوجه الغائم لصورة أولئك المقيمين/المغتربي/ المهاجرين إلى أقرب بقعة جغرافية على امتداد ذات النيل العظيم .. فالناظر إلى تلك اللوحة من خارج الإطار قد لا يستشف - أبداً – حكايات المعاناة والمشقة التي يعيشها السودانيون في مصر بسبب عدم تفعيل تلك الاتفاقية في مصر ..! الجنسية .. الجوازات .. السودانيات المتزوجات من مصريين والعكس .. التكييف القانوني لانتماء الأبناء .. المدارس .. الجامعات .. المعاملات القنصلية .. الرسوم الباهظة .. وغيرها من مظاهر تلك الحالة البرزخية الخاصة جداً ..! قبل شهور أوقف الطيران المدني المصري رحلات الخطوط السعودية بين المدينةالمنورة والقاهرة، بعد أن أوقفت سلطات الطيران المدني السعودي رحلات مصر للطيران إلي المدينةالمنورة .. رحلة من هنا مقابل كل رحلة من هناك .. عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل .. فما بالك بتفعيل اتفاقية ثنائية من جانب واحد .. للحكومات حساباتها ولكن اقتناع الشعوب بمنطقية الأسباب يبقى مقدماً على الإذعان والتحفظ .. والمعاملة بالمثل في العرف الدولي حق واجب وليس تفضلاً ..! أشقاؤنا المصريون في السودان ينعمون بكل مزايا وخصائص تلك الاتفاقية .. والأبواب مفتوحة أمامهم على مصراعيها .. فلماذا تغلق ذات الأبواب في وجوه أهلنا هناك ..؟! منى أبو زيد [email protected]