نمريات إرهاصات اخلاص نمر ٭ بات وشيكاً التاسع من يناير الموعد الرسمي (للنهاية) كما يطلق عليه المواطن الذي يزداد معدل الخوف في داخله كلما غربت الشمس تعلن (اسقاط) يوم وبزوغ آخر يسير في نفس اتجاه القديم حتى يحدث (الاقتران) النهائي باليوم الموعود بكل تفاصيله. ٭ غادر بعض المواطنين إلى شمال الوادي مودعين (العاصمة الحضارية) ملوحين لها بإشارات تحمل (امنيات حلوة) لما بعد التاسع من يناير الذي يحمل (عنواناً مختلفاً) لأول مرة في تاريخ السودان الذي ميز شهر يناير دون سواه وحشد له التظاهرات والاحتفالات والمسيرات السلمية التي حملت معنى الاستقلالية من المستعمر ورميه (خارج الحدود) في نشوى وابتهاج واحد جعلت من يناير شهراً له (خصوصية) ففي نفوس السودانيين الذين آذروا الزعيم الراحل المقيم الأزهري في أروع مشهد محفور في ذاكرة السودان التاريخ والوطن والمواطن.. ٭ جاء يناير بمفهوم جديد يعني (شتاتاً) بعد أن حمل معنى الكيان (الواحد) - قديماً - وإعلان الدولة الواحدة والشعب الواحد والطريق والمصير بأهداف واحدة نحو وطن يستند على قوة و(وحدة) شعبه بيد ان ذلك الآن أصبح في (كف عفريت) يلعب به في كل حين لكنه يثبت (اللعبة) عند (الانفصال) ذلك الانفصال الذي أملى شروطه (القاهرة) على الجنوبيين واجبرهم على (الرحيل) نحو ولايات ظلت (مهملة) لزمن ولم تعد تستطيع (فرد) احضانها لاستقبالهم فظلوا عالقين في بعض الموانئ والطرقات بلا (هوية).. ٭ (أحاديث الصباحات والمساء) الآن في العاصمة الحضارية والولايات الأخرى (مستقاة) من تصريحات الساسة والتحذيرات الأممية والأخيرة تؤكد أن 2.8 مليون شخص قد يتعرضون للنزوح بالسودان في حال اندلاع مواجهات عسكرية عقب الاستفتاء مما تقدم يتضح تماما (التوتر) الذي يعيشه المواطن السوداني في وجود تقرير يحكي عن تعزيز القوات المسلحة والجيش الشعبي لمواقعهما على الحدود بين الشمال والجنوب منذ أشهر مما يعني انفجاراً موقوتاً قريباً عند أول (احتكاك) وربما تطاير (شرره) عشية (الثامن) من يناير. ٭ لذلك لابد من بث الطمأنينة في نفس المواطن الذي يعد (حقائبه) يومياً ويغادر الى الخارج في (أسوأ) سيناريو يشهده السودان منذ استقلاله وهو (الخوف).. ٭ مهما تعهدت الحكومة بعدم الرجوع لخانة الحرب إلا أن وجود (إشارات) تحمل معاني الحرب هي التي تشكل الآن هذا (الخوف والتأرجح) من المستقبل الذي لم يتبق له إلا أيام (معدودات) ليكتب السودان بيده (تاريخاً) مغايراً ضد (إرادة) الوحدويين لتبقى (رغبة) الانفصاليين.. وان (غداً لناظره قريب).. همسة:- على طرف النهر.. نثر أسراره.. وغاص في بوح عميق.. اشترى صمت كلماته.. بعد أن أبحرت مع الموج المسافر.. الصحافة