-المحامي مهما إنصرمت منا السنين عجلي وأصابنا الكبر وكبر أبنائنا وهم يذوقون مرارة العيش والتعاطي مع هذا الزمن المرير..تبقي حقيقة واحدة : سلبت حياتنا عقدين من الزمان وتسربت من بين أصابع الزمان لتلقي بظلالها القاتم علي مستقبل أبنائنا ومصيره المجهول. والتساؤل الذي يستعصي علي تفكيرنا المتواضع هو في تقديري الشخصي تساؤل مشروع لنا ماذا قدمت ثورة الإنقاذ للملايين من أبناء هذا الشعب حتي فاض بيت مال المسلمين ولم يجدوا من من مصارف الزكاة من يستحق العطاء ؟؟؟من وقف في المسجد النبوي بالمدينة وقال لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب \" لو قلت برأسك هكذا ..لقلنا بالسيف هكذا\" إذا صح منا الإستشهاد بالواقعة ومدلولاتها . متي عاش عامة الشعب السوداني في بحبوبة العيش ولم تطالهم أيدي العسكر لسداد الرسوم وجباية الضرائب والمكوس توطئة لتكديسها في خزائن السلطان ليدفع منها لكل متمرد علي السلطة ولكل من حمل السلاح أومعارض لإسكات صوته ويحرم المواطن المغلوب علي أمره من حقه في الحياة الكريمة حتي لا يمدد يده لإطعام فلذة كبده أو علاجه وعندما تموت بين يديه وتتسلل منها الحياة علي مهل تذرف عينيه دمعة حرة ويحمد الله أنه سيموت وفي عنقه بيعة للإمام بالسمع والطاعة في المنشط والمكره. لأكثر من عقدين من الزمان من من بطانة السوء التي تحض علي الشر خرج من بين جموعهم صالحاً رفع صوته للسلطان أن رفقاً بأمة المسلمين وأوقف تشريد الآلالف بحجة الصالح العام لأن في تشريدهم ضياع لأسرهم وتضييق عليهم في أسباب الحياة وهو أمر نهي عنه ديننا الحنيف . من يوقف أحفاد إبن اللتبية من الوزراء والولاة ورموز الحزب الحاكم عن قولهم المنهي عنه :(( هذا مالكم وهذا أهدي إلي)) فهلا جلسوا في بيوتهم فينظرون أيهدي إليهم أم لا؟؟؟ وليت هذا التشبيه يستقيم ولن يستقيم فيكفي إبن اللتبية أنه كان صحابياً . من يذكر القابضين علي السلطان بيد من حديد قوله تعالي : ((ِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) (طه : 15 ) وقوله عز وجل:(( (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) (غافر : 59 ) من يذكر الذين غرتهم الحياة الدنيا وغراهم بالله الغرور قول الله في كتابه العزيز:(( (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف : 49 ).. من يرشد الغافلين عن الدين والساعين في الدنيا والمتخذين لعقيدتهم مطية لكسبهم في الدنيا أنهم باعوا آخرتهم بدنياهم فكذبوا في الدين وكذبوا علي رعيتهم من عباد الله المؤمنين وهم يعلمون أن : ((الرائد لايكذب أهله )). الأن وقد سلبتم منا حياتنا وسرقتم مستقبل أبناءنا نبشركم بخبر سوء لن يروق لكم وقع كلماته وحروفه .....لم يبق لدينا ماتسلبوه سوي أرواحنا ولن تسلبوها لآن :(( الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً))..ألا هل بلغت؟؟؟