من المسئول عن موتهم وعن معاناتهم ودمار ديوم بورتسودان؟؟! بقلم محمد صالح [email protected] من المسئول عن جرف السيول لاحياء باكملها والرمي بها الي البحر؟ من المسئول عن العشرات من الشهداء اغرقتهم السيول ورمت بهم طعاما للسمك؟ وعن انهيار المنازل التي شيدها المواطنون البسطاء بعرق الجبين وتعبوا في ذلك سنين وراء سنين؟ من المسئول عن معاناة الجموع التي تجوب شوارع المدينة بحثا عن مساعدة او مكان جاف يقضون فيه بضعة ايام؟ اخبرنا ابائنا ان معتمد بورتسودان ومعه مفتش المركز الانجليزي زمن الاستعمار كانوا يذهبون لمجري الخيران زمن الخريف ويتاكدوا انها خالية من المنازل. ووضعوا الخرط وقالوا هذه المناطق لا تصلح للتخطيط العمراني. حتي في فترة الاستقلال كان المهندسون في الجيلوجيا والتخطيط يرفضون اجراء التخطيط في مجري الخيران. فضل بعض المهندسين في اباء وشمم تقديم الاستقالة عندما تعرضوا من قبل السياسيين لاجراء التجطيط فيها. فقالوا لا يمكن ان نتسسبب في قتل الابرياء. فاستقالوا وذهبوا. لكن خرط التي رسهما الانجليز موجودة في المساحة وعند ناس التخطيط. والي وقت قريب ظلت الخيران خالية من المنازل. الي ان جاءت الانقاذ. الاتقاذ لا تعطي اعتبار لحياة فقراء المدينة فصارت تخطط وتخطط في الخيران والمنخفضات والملاحات وترمي بالطبقات الفقيرة اليها. لم تكتفي بذلك. بل شرعت في عمل شوارع علي ردميات مرتفعة عن مستوي المنازل تحيط بالمربعات من الاتجاهات الاربعة. لم تكتفي بهذا بل ردمت مصب الخيران عند البحر. وقالت شوفوفونا نحن نبني الكرانيش ونسفلت الشوارع, شوفوا الإضاءة والمنتزهات الجميلة. ومساكين المدينة كان همهم في اشياء اخري. في الحصول علي لقمة العيش وعلي الماء والعلاج من الامراض المنتشرة بالمدينة. كان همهم التخلص من الباعوض والذباب. لكن هذا ليس من اولويات الوالي المولع بالكرانيش والاضاءة وبالتصفيق والهتافات الجفاء. لكن عقلاء المدينة كانوا قد حذروا من كارثة قادمة من قفل مصب الخيران ومن ارتفاع الردميات عن المنازل. لكن السلطة لم تهتم طالما المتضررون اناس بسطاء لا صوت لهم وطالما مال المقاولات يصب في الجيوب وتجد التطبيل من صحفيين مغمورين وزوار عارضين. ان المياه الراكده تزيد كل يوم من معاناة المواطن. لقد ضج المواطنين منذ سنين من جيوش الباعوض والذباب واهمال صحة البيئة. لكن مع هذه البرك الضخمة التي عمت كل المدينة ستتضاعف كمية الحشرات الناقلة للامراض. قالوا السيفونات طفحت والبراز يطفو فوق البرك .. يا له من منظر سياحي جذاب ..وقالوا مياه الشرب تلوث فيا للكارثة التي ستقع بالمدينة. يتوقع الخبراء انفجار للدوسنتاريا والاسهالات والملاريا والحميات النزيفية وامراض التهاب الصدر. الكارثة قادمة, لا شك فيها. علي السطة ان تمنح الناس المساكين بعضا من عنايتها. يجب علي الفور ازالة البرك بالشطف والردم. عليها توفير المنازل للتائهين. والماء الصالح للشرب والعلاج والطعام للمنكوبين اجراء مسح عاجل للمناطق المتضررة وتحويلها الي مناطق بعيدة عن الخيران. عليه ان تتعهد ببناء المنازل في المناطق المرتفعة كتعويض عليها تقديم التعويض المادي للمتضررين عليها دفع الدية لاهل شهداء الاهمال والتخطيط الخاطئ توفير الادوية للكارثة الوبائية القادمة فتح تحقيق تشترك فيه كافة الكيانات السياسية حول الكارثة. علي الاحزاب السياسيه ان تعلن تضامنها مع المنكوبين وتدافع عن حقوقهم المهضومة. علي السلطة العدلية وعلي راسها القضاة ووكلاء النيابات والمحامين ومعهم عقلاء القوم ان يصروا علي اجراء تحقيقات صارمة ليحددوا من المسئول عن ازهاق ارواح الابرياء حتي ينال جزائه. قوله تعالى : من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا انه القتل بالاهمال وبصرف الاموال علي الكرانيش والردميات والاضائات وعلي شوفوني انا. صرف اموال البؤساء في غير وجهها عاد عليها بالدمار والدمار الكامل الشامل. اللهم لا ترحم القوم الفاسدين.