محمد عبد الله برقاوي... [email protected] يا اخوتي غنوا لنا ..غنوا لنا اليوم نرفع راية استقلالنا.. يا نيلنا يا أرضنا الخضراء ياحقل السنا.. يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتني.. كم غنيناها سويا ..نساء ورجالا علي مر السنوات الأربع والخمسين التي اعقبت استقلال سوداننا الموحد ولو من قبيل العافية درجات.. وكانت كل الأناشيد تخرج من الصدور بالأمل في غد يهدر في الأصوات ليعانق عنان السماء..كنا نسقي تلك الأرض بدموع الفرح..لتتنعانق مع دماء الشهداء الذين احتقروا الموت وعاشوا ابدا.. وكم تحدينا الليالي التي بسطت ثوبها الكالح وصادرت مصابيح فجرنا الوليدة غير مرة..فالمجد للالاف تهدر في الشوارع كالسيول يدك زاحفها قلاع الكبت والظلم الطويل.. ونبدأ في ايقاد شمعات الاصرارمن جديد لنمشي طريقنا وان كان طويلا.. فلابد من سودان يسع الجميع الوانا ولسانا وأديانا.. زمانا ومكانا .. لتتحد كل السواعد دون سيد ومسيود عمرانا و خضرة ومودة وتحنانا..لكن الليل يعاود بعناده الأسود المقيت.. فلا جعلنا ننام لنحلم مثل كل الشعوب.. ولا أعاد نهار الفرحة لنؤوب الي صدور بعضنا لتتلامس دقات القلب في الجهة اليمني مع وجيب الجهة اليسري.. وهاهو .. عيدنا الأخير ..ربما.. يعود وهو منكس الرأس ليجد بلادنا التي اوصاها بنا خيرا وأوصانا ببرها ترقد في حجرة القسمة الجائرة.. يتنازعها منشار فريقين ما ملكا حق تقسيمها علي طاولة مصالحهما الا في غياب منطق العقل و في وجود هيمنة صوت السلاح.. وكلا الطبيبين فاشل..دون خبرة البصيرة أم حمد.. سيقتسمان جسدا الي جسدين.. اي منهما مهدد في ابتعاده عن جزئه المفصول بحدوث عاهة مستديمة ستتداعي لها اطراف أخري بالسهر والحمي وربما الغرغرينا القابلة للبتر ..لا قدر الله.. وها نحن .. نرتاد العيد بلا زهور ولا عطور.. ننتظر خارج غرفة العمليات النتنة تلك .. واطباؤنا الفاشلون بعض يضحك فرحا بنصر كالسراب والبعض الاخر يذرف دمعا بلون خيبته في عدم صون التراب..ورب البيت الذي هو بالدف ضارب.. وشيمته الرقص لا يعي من امر خطابه انه نعي لوطن كذب علي أهله في غير مرة.. حانثا بقسمه الا يتقسم .والا تطأه قدم أنجس من حذائه.. فلا هو بر بذلك العهد ولا حافظ علي وحدة الأرض .والوطن. فعاث صبية سياسته فسادا في مكتسباته التي كان مهرها الدم الغالي والنضال النفيس..وها نحن .. ننشد مرسية استقلال وطننا الذي كان موحدا و المسجي اليوم علي نعش المزايدات الرخيصة.. والمدثر بكفن الخطل السياسي المتعنت..وقد تدلت العيون حزنا قبل الدموع و الكل يسير خلف جنازته.. وقتلته..يقولون ان في ذلك الخير وسنسيكم الحزن.. بالتنكيل والتقطيع الجسدي و.. المعنوي.. وسنحكمكم بعدالة السوط.. ونسوي اختلافكم الثقافي والآثني بحد السيف.. ونجعل اعجميكم يجثو تحت علمائنا ليجروا اصبعه بالأديم لتعلم لغة القران وان كان ..ممن خيرهم الله علي لسان نبيه قائلا ( لكم دينكم ولي دين ) عملا بشوري الفهم السليم لحرية الفرد التي كفلها الله له.. وحباه ان شاء هو بالهداية.. وهاهو نشيد هذا العام يخرج لهيبا مع بحة الأصوات التي تتساقط علي الدروب كجمر ينتطر نفخة الغضب.. الدموع تتقطر من كل حدب وصوب كجريان النيل الذي حواه شريان السودان وقد كان شريانا موحدا تنهل منه القلوب التي ستفرقها يد الخيانة .. و الغدر وتقطع ذلك الشريان الي جزيئات تنزف خارج الجسد لتهدر..تاريخا .. بناه الرجال واضاعه اغرار السياسة التي تصب في مجري الغرض الدنيء.. فتبا لمن باع مجد أمته.. بثمن ارخص من حذائه.. ولكن ماذا نقول في ساسة نظام.. لايعرفون حتي قيمة النعال ..وحق للحذاء ان يلبسهم ... فيا ايها العزيز .. أفديك بالروح يا موطني ..فانت دمي كل ما اقتني.. بلادي انا .. وعافاك الله من كل شر .. وكل عام وانت وشعبك بكل خير .. ..والله المستعان..وهو من وراؤء القصد..