[email protected] لم نحتفل بعيد الأستقلال هذا العام ولن نحتفل .. وكيف نحتفل وبعد ايام قلائل سوف نفقد اخوان اعزاء علينا بفعل فاعل خبيث اغتصب السلطه من أجل الهدم لا البناء، ولن نسائر المواهيم الذين يرمون باللوم على الأجنبى ويتكئون على نظرية (المؤامرة) فالمتسبب فيما حدث بكل وضوح تنظيم الأخوان المسلمين فى السودان الذى يقوده (على عثمان محمد طه) و(نافع على نافع) و(عمر البشير) وباقى الزمره! ولقد ظللنا نحذر من هذا اليوم منذ أمد بعيد قبل توقيع اتفاقية سلام نيفاشا وبعدها بأن ممارسات نظام الأنقاذ (الصبيانيه) سوف تؤدى فى نهاية الأمر الى انفصال الجنوب عن الشمال أو استقلاله كما يحلو لأهل الجنوب أن يقولون، وما زاد الجراح عمقا والطين بلة هو أن مراهقى السياسه فى المؤتمر الوطنى ظلوا يعطلون القوانين ويضيقون الخناق على القوى السياسيه الجنوبيه ممثلة فى (الحركه الشعبيه) التى وقعوا معها ذلك الأتفاق واستخدموا بعض ضعاف النفوس من الجنوبيين لشغلها بنفسها وبالجنوب حتى لا تفكر فى تمديد مشروع السودان الجديد الذى يحلم به كل سودانى حر فى الشمال والجنوب، بل ضيقوا الخناق على كافة القوى السياسيه السودانيه المعارضه بصوره واضحه أو ملتويه كالحزب الأتحادى الديمقراطى (الأصل) وفروعه أو حزب الأمه و(شققه المفروشه) الذى اصبح لا عمل لزعيمه الصادق المهدى غير تحرير صكوك البراءة والطهارة والوداعه لرئيس المؤتمر الوطنى لا يهمه ضرب احدى فلذات كبده أو ضربهم لأمرأة سودانيه من عامة الناس بالسوط على تلك الطريقه الهمجيه المهينه والمذله. ولا ادرى هل تمسك الأنقاذ ورئيس المؤتمر الوطنى ذلة على السيد/ الصادق المهدى ؟ ولذلك يصدر لهم تلك الصكوك كلما اساءوا الي شخصه و(قلوا الأدب) معه ؟ فاذا كان فعلا قد حدث ذلك، فنحن غافرون للسيد / الصادق المهدى حتى ينفك من عتق تجميل وجه الأنقاذ ورئيس المؤتمر الوطنى بغير حق وأن ينضم لركب الشرفاء الأحرار الذى يعارضون النظام بوضوح رافضين اى مفاوضات أو ترقيع وتسويات والا يهتم لأستقطاب حاد او ارهاب وتطرف يهدد باللجوء اليه نظام الظلاميين الكوؤد. ولا أدرى اذا كان البشير غير متطرف وغير ارهابى كما وصفه السيد/ الصادق المهدى، فمن هو المتطرف وما هى صفاته؟ وكيف يعلن (ود بلد) فرحه وسروره على الطريقه البشعه التى ضربت بها تلك الفتاة السودانيه وهل يقبل سودانى (ود بلد) بذلك الفعل الشنيع حتى لو كان متوافقا مع احكام الشريعه؟ للأسف عدد من اؤلئك المعارضين ومن بينهم قادة ورموز من الحركه الشعبيه فى قطاع الشمال وبعد أن اصبح الأنفصال واقعا لابد من الأعتراف به ولا يمكن تزوير ارادة المواطن الجنوبى مثلما زورت الأنتخابات، رجعوا الى عصبيتهم القبليه وتحركت فى شرايينهم (الجرثومة الاسلامويه) وصاروا يكيلون الأتهامات للحركه الشعبيه ويقررون بأنها قد تنازلت عن مشروعها الوحدى الذى يدعو للسودان الجديد ويتحسرون على أستشهاد الراحل (جون قرنق) وكانه لو كان حيا سوف يرضى (بالمشروع الحضارى الأسلاموى) الذى يبشر به (البشير) عند كل صباح ومساء بعد أن فشل فى تزوير استفتاء الجنوب، وكأنهم يريدون من الأنقاذ أن تفرض سيطرتها وسطوتها ومشروعها الأقصائى العنصرى احادى النظره على السودان كله شماله وجنوبه. انها اراء محيره ومؤسفه تعكس ضيق افق كثير من النخب السودانيه التى تحن دائما (للموتى) وللأغنيات القديمه، واذا كانوا امناء فعليهم أن يسالوا انفسهم لو الأزهرى والمحجوب والشريف حسين الهندى كانوا احياءا حتى اليوم هل سوف يسلموا من لسان (نافع على نافع) الزفر؟ ولو كان الراحل (قرنق) على قيد الحياة هل يسلم من صقور المؤتمر الوطنى وكانوا سوف يضعونه على روؤسهم اذا رفض هيمنة (الدوله الأسلامويه العروبيه) مثلما يرفض تلاميذه المخلصين (سيلفاكير) و(باقان أموم) و(ياسر عرمان) وغيرهم، أم سوف يوصف بأنه عنصرى وانفصالى؟ما لكم كيف تحكمون؟؟ نحن نقول دعكم من الجنوبيين ودعكم من قطاع الشمال فى الحركه الشعبيه فنحن الذين ننتمى الى اصلاء السودان احفاد (بعانخى) (وتراهقا) نقرر بكل وضوح اما (سودان جديد) يفكك هذه الدوله الظلاميه المتخلفه ويتساوى فيه كافة اهل السودان دون تمييز بسبب الدين أو القبيله أو الجهه أو ان نوافق ونرضى باستقلال الجنوب رغم شعورنا بالأسف والمراره، ولا نقف عند ذلك الحد بل نتمنى أن يحذو حذوهم كل مظلوم ومهمش فى دارفور وفى غير دارفور، وفى نفس الوقت نعمل مع شرفاء السودان من أجل اسقاط هذا النظام حتى لا يضطر المهمشين والمظلومين الى زيادة شرزمة الوطن وتجزئته. ان الأصوات التى خرجت تنال من الحركه الشعبيه، ينطبق عليهم المثل الذى يقول (عينك فى الفيل وتطعن فى ظله). فبربكم من هو الأولى الوطن ووحدته أم الشريعه؟ وهل عبارة عبدالمطلب جد النبى محمد (ص) حينما قرر(ابرها) هدم الكعبه (للبيت رب يحميه اما انا فلى ابلى)، قيلت من أجل التسليه أم لتكون عبره فى الظروف المشابهه والمماثله؟ وهل كان (صلح الحديبيه) وما اشتمل عليه من بنود بدأت قاسيه وغير مقبوله لكبار الصحابه، قصه تاريخيه أم تجربة يستفاد منها ويتم توحيد الأوطان على هديها وعلى اساس (المواطنه) والدوله المدنيه التى تفصل الدين عن الدوله ولا تمكن حاكما متسلطا جاهلا أن يظن بأنه افهم من الآخرين؟ الشاهد فى الأمر أن (تبع) المؤتمر الوطنى وأرزقيته وطباليه ومن يكرهون الحق، يروجون لمفاهيم خاطئه تقول بأن دولة الجنوب الوليده لن تستقر وهم فى الحقيقه يتمنون ذلك ويعملون من اجل ان يتأجج فيها الصراع القبلى وان تشغلها النزاعات عن الأهتمام بالتنميه والأعمار. لكنى اقول بكل ثقة ان هذه الدوله ومهما كاد لها الكائدون سوف تصبح اقوى دوله فى افريقيا وأكثر ما يجنبها الأقتتال هو عدم وجود صراع دينى، اما الصراع القبلى فهو موجود فى جميع انحاء السودان شمالا وجنوبا، ومشكلة افريقيا الرئيسه كلها مشاكل اقتصاديه وتنمويه والجنوب فيه خيرات وموراد كثيره وامكانات سياحيه تجعل اقتصاده قويا، اضافة الى ذلك فأن امريكا ومعها باقى الدوله الغربيه الذين خسروا جنودهم بالآلاف وأكثر من 800 مليار دولار فى افغانستان من اجل محاربة الآرهاب وهزيمته ولم ينجحوا حتى الآن، لا اظنهم سوف يبخلون بعشرات المليارات من الدولارات من اجل استقرار دوله الجنوب وابرازها كدوله علمانيه مستقره ومتحضره الى جوار دوله دينيه (ثيوقراطيه) متخلفه يحكمها الظلام، الا أن يكون هؤلاء الغربيون اغبياء فيقفون يتفرجون على صراعات تدور بسبب شح الأمكانات الماديه، ولا أظنهم كذلك. ان من يقرأ الأمور بصوره جيده يدرك بأن امريكا والغرب من خلفها سوف يساعدون دولة الجنوب بكل السبل لتصبح اقوى دوله فى افريقيا ولا استبعد أن تتفوق على جنوب افريقيا خلال وقت وجيز، حتى يبينوا لكافة دول العالم خاصة الأسلاميه والعربيه نموذج للدوله الدينيه التى يروج لها (البشير) مخادعا الله ورسوله وشعبه وكيف تحول ذلك الشعب الى لاجئين ومشردين فى بقاع الدنيا المختلفه، ونموذج لدوله علمانيه حققت الأستقرار والرفاهيه لمواطنيها، وعليهم بعد ذلك ان يختاروا بين نظام يشبه نظام شمال السودانى الظلامى أو نظام الجنوب العلمانى الذى يعترف بالتنوع الثقافى والتعدد الدينى وأثمر دوله نموذجيه راسخه.