[email protected] في اول سنوات الاغتراب لم تكن الاتصالات قد بلغت ما بلغته الان فكان المغترب يكدح يومه وياوي الي فراشه ويشبع حنينه الي اهله باشرطة الكاسيت حيث لم تكن هناك فضائيات او موبايلات كما هو الان فصاحبنا كان من النوع الذي كان يدمن سماع الكابلي و كان الدجاج هو الوجبة السائدة في اوساط المغتربين لانه الارخص فعندما عاد صاحبنا في اجازته السنوية ارادت والدته اظهار احتفائها بها فنحرت له ديكا وديكا وكما هو معلوم ان الدجاج هو اكل الفقراء في كل الدنيا الا في السودان فانه اكل الاغنياء وهذة قصة اخرى يسال عنها المتعافي الذي حاول القيام بتعديل الصورة في السودان ليتماشى مع (المعايير العالمية) لكنه لم يوفق , ماعلينا ,عودة الي صاحبنا فعندما وضعت والدته الاكل امامه وابصر لحم الديك صاح مزعورا (دجاج لا .. كابلي لا) فمع حبنا وحب صاحبنا للكابلي فان الرجل (طارت له ) متلازمات الغربة التي من بينها الكابلي لعظمة فنه اما مناسبة هذة الرمية هي انني سمعت تصريحات لسياسين وقرات في الصحف تصريحات لمسؤولين مسيسين مفادها ان هناك كميات كبيرة من البترول المكتشف يمكن استخراجها في شمال السودان في دارفور وفي النيل الابيض والجزيرة والبحر الاحمر وانه سوف يبدا التنقيب فيها بعد الانفصال لتعوض الشمال عما فقده من بترول الجنوب فقفزت الي ذهني طرفة المغترب اعلاه لابل قلت في نفسي (بترول تاااااااااااااني ؟ ) بعد الذي جرى للسودان يمكننا ان نصف بترولة بكل سهولة ان يدخل في باب (لعنة الموارد) هذا بلغة الاقتصاد وان شئت للغة الادبية قل (نقمة في طي نعمة) ومافعله البترول في كثير من الدول مثل نيجيريا يدخل في ذات الباب لابل حتى الدول التي حول البترول ليلها الي نهار فشبعت دجاجا مثل الدول الخليجية اصابها البترول بالداء الهولندي اي الاعتماد على منتج واحد والخضوع لتقلباته العالمية والداء الهولندي اقل حدة من لعنة الموارد ولكنه هو الاخر داء من النوع الذي يتمسكن الي ان يتمكن البترول في السودان هو الذي جعل مبدا تقرير المصير يتنزل من الادبيات السياسية النظرية ويسعى بين الناس فاتفاقية نيفاشا التي عمادها تقسيم السلطة والثروة ليس فيها من الثروة الا البترول بعبارة اخرى لو لم يكن هناك بترول لما كانت قسمة ثروة ولاقسمة ثروة ولاتقرير مصير لابل ماكانت هناك نيفاشا (في عضمها) لان القوى العظمى ماكانت سوف تحشر انفها في السودان حتى ولو مات كل السودانيين لو لا البترول . الذين روجوا للانفصال في الجنوب حركة شعبية وغيرها اعتمدوا اعتمادا كبيرا على البترول في دعاويهم التاجيجية فمجرد القول ان الشمال ياخذ خمسين في المائة من بترولنا كفيل بوصم الشمال بالمستعمر الغاصب السارق و من في الجنوب من لايتمنى ان تكون كل ثروة الجنوب لدى اهله. فكراهية الشمال بعد ان كانت قائمة على اسس اجتماعية وثقافية جدلية اصبحت تقوم على استنزاف فاكتملت دائرة الامبريالية وقد قالها القادة الجنوبييين ان الشمال لايتباكى على الوحدة انما يبكي على البترول حتى لانظلم البترول ونصفه بانه (فراق الحبايب ) على طول لابد من ان نذكر اتفاقية فلج لحماية البترول التي وقعها رياك مع علي عثمان وهي اسرع اتفاقية وقعت بين الشريكين منذ بداية الشراكة في 2005 وذلك لان الشريكين شعرا بخطر ايقاف الضخ فطارا لي اماكن ابار النفط وتحت المداخن وقعا الاتفاقية التي جعلت النفط خطا احمرا واي لعب بين الشريكين ينبغي ان يكون (بعيد بعيد ) عليه اي دعاء لوجود النفط في اي مكان في السودان ينبغي ان لايكون مجردا بل يجب ان يقرن بالدعاء بان يكون نفطا نافعا . اللهم امين