لماذا ؟ ثورة .... السودانيون أمل شكت [email protected] عندما قرأت في صحيفة الأحداث السودانية ، عدد يوم الأثنين الثالث من يناير الحالي ما قاله مدير عام الشرطة هاشم عثمان ، في إحتفال أستعراض القوات المشاركة في تأمين الأستفتاء (( أن الذين يقولون بأنهم سوف يخرجون للشارع تحت مسميات العصيان أو الأنتفاضة والتعبئة ، وهلم جراء ، و بأن لن يخرج أحد إلآ بالقانون ، ومن يخالف القانون الشرطة له بالمرصاد ، وأضاف قائلا ما بقول ليكم الما بصدق يجرب ، ولكني أقول ليكم أوعوا تجربوا )) ، فأنني أسال آلم يسأل المسئولين في الدولة بما فيهم مدير عام الشرطة أنفسهم قبل هذا التهديد وأرهاب الشعب ؟ ، لماذا يريد الشعب الخروج إلي الشارع وما هي خطورة الأوضاع الراهنه علي كل المستويات ونتائجها علي مستقبل البلاد ؟ ولماذا دعت القوي السياسية المعارضة الشعب للعصيان المدني والأنتفاضة ؟ أن معاناة هذا الشعب والتحديات التي تواجهها البلاد لا تخفئ علي أحد ، وأنما لان الشعب السوداني يعاني من مشاكل عديدة مستعصية \" منها \" مشاكل تتعلق بالقهر الاجتماعى والاقتصادى والجرى على لقمة العيش ، وعددا من القوانيين التي تكبل حريته ، إلي جانب أثار التجارب السياسية المتعاقبة التي فشلت أن تحقق الأستغلال الحقيقي للبلاد وشعبها والنهوض بهما منذ العام ١٩٥٦ م . وأنما الشعب السوداني الذي أستطاع أن ينتزع إستقلاله وحقوقه من براثن المستعمر الإنجليزي ، قادرا أن يفعل الكثير وقادرا علي التغيير ، فلا تستهينه به وللشعب الأعزل تجاربه فهناك ثورة أكتوبر التي أسقطت نظام إبراهيم عبود في العام١٩٦٤م فهي ثورة شعب أنتفض بكامله ضد الظلم من أجل استعادة الديمقراطية ووقف الحرب في جنوب السودان ، فلم يستطيع الرصاص و لا الدبابات أن تطفئ لهيب الغضب الشعبي الغامر وتفريق الأمواج الهادرة التي نزلت إلى الشارع في تحد كبير ، وقد كانت ثورة أكتوبر في السودان حدثا عالميا أثار تساؤل كآفة دول العالم عن عبقرية الشعب السوداني الأعزل الذي قضى على حكم عسكري بالإرادة والتضامن وعبر وسيلة لم يشهدها العالم من قبل وهي الإضراب السياسي والعصيان المدني ، و حتى يومنا هذا تلك الثورة تدرس في الأكاديميات السياسية والعسكرية في أوربا وغيرها من دول العالم باعتبارها علامة بارزة تتجسد فيها عظمة الشعوب مهما أحاط بها الفقر والظلم فالنصر في النهاية للشعوب لأنها تمتلك الإرادة والقدرة علي التغيير ، ولا ننسي تجربة أخواننا الجنوبيين الذين حملوا السلاح لأكثر من عشرون عاما من أجل سودانا جديدا أو الإنفصال ، وأنهم الآن يخوضون تجربة تكوين دولتهم رغم قساوة التجربة وتحدياتها ، وهناك ثورة الجياع والمهمشين التي يقودها أبناء غرب السودان ، وهناك مثلهم كانوا وسيكونون في شرق السودان ، ومثلهم في النيل الأزرق ، ومثلهم في الخرطوم الآ تعلمون ماذا يمكن أن يفعل نفرا من هؤلاء ؟ ، فأن السياط والرصاص والزنازين لن تمنعهم من المسير فماذا أنتم فاعلون ؟