طلقانة في مسماها!! منى سلمان [email protected] للتعبير عن حالة الحواصة والدخلة والمرقة بلا غرض نقول (فلان زي أم العروس .. المشغولة بلا شغلة)، إلا أن أم العروس مظلومة في هذا الوصف، لان مهمة الاشراف على كل صغيرة وكبيرة ومتابعتها لكل التفاصيل وحرصها على الاطمئنان على راحة واكرام جميع ضيوفها، يجعلها في نهاية ذلك اليوم أكثر اجهادا وتعبا من الآخرين المشغولين حقيقة بانجاز تكاليف واجبات الدعوة، أما المظلوم الآخر في مناسبة الزواج دون أن يحس ب (حسسه) أحد، فهو العريس .. بطل المسرحية شخصيا، فرغم مؤازرة وزير العريس ومساعدة أخوانه والاصحاب في انجاز تكاليف وتجهيزات الزواج، إلا أن كمية التوتر الذي قد يعانيه العريس في يوم زواجه من الارهاق الناتج عن الحركة الدؤوبة لأيام عديدة، وهم المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه واشرافه على كل تجهيزات الليلة الموعودة، وكل تلك ضغوط (الصرف العشوائي) قد تنفجر في صورة تصرف حاد أو غير متوقع يصدر من العريس أمام أي مشكلة تواجهه، مما قد يؤدي لفشل أو إنهيار الزواج حتى قبل اكتمال أركان صحته. - تجمع المدعوون ودارت أطباق العشاء واتخذ افراد الفرقة الموسيقية مواقعهم استعدادا لبداية الحفل، وأنطلاق ابواق السيارات معلنة عن وصول موكب العرسان لمكان الإحتفال .. بدات الفرقة الموسيقية في عزف مقطوعة الزفة انتظارا لدخول العروسين، إلا أن انتظار الفرقة طال فملت آلاتها وتململ الحضور .. وفي خارج الخيمة، يبدو أن الفرحة طيرت عيون العريس وعقله قبلها!! فبسبب اللخمة وزغاريد رفيقات العروسة وتبريكاتهم، بعد خروجها من الكوافير، لم يمعن النظر في عروسته ولم ينتبه لشكل فستانها الذي ترتديه حتى وصولهم لخيمة الإحتفال، وهناك بعد أن نزل من السيارة و(بشر) ذات اليمين وذات اليسار، إنحنى إلى داخل السيارة ومد يده كي يعين عروسه على الخروج منها .. حينها فقط انتبه لملابسها التي تصف وتشف عن أكثر مما تحتمله اخلاقه ورجولته .. نظر إلى ملابسها بحدة ثم صاح في تهور: علي الطلاق من العربية دي ما بتنزلي ب فستانك ده! جاطت الأمور بعد ذلك القسم المتهور، ولم تجد اللحظة الحرجة من يمسك بلجامها ويقودها لبر الأمان بحل توفيقي يزيل الحرج عن الطرفين .. فقد انفجرت دموع العروس ونزلت من السيارة وجرت باكية إلى داخل البيت، وغادر العريس المكان مغاضباً لتنتهي الزيجة قبل أن تبدأ. قد يلقى البعض منا باللوم على العروس في هذا الموقف، بإفتراض أنها تعلم طبع العريس وطريقة تفكيره، وما يرضاه وما لا يرضاه من لبس، فكان من واجبها مراعاة مشاعره، كما قد يلوم البعض الآخر عقلاء الاسرتين في عدم تدخلهم لنزع فتيل التوتر، ولكن تظل حقيقة (مافي قسمة) هي الفيصل والحكم. - في ذاكرة الطفولة ما زلت احتفظ بالموقف الطريف، فبعد أنتهاء حفل زواج احد المعارف، تحلقنا حول السباتة المفروشة في نص الساحة في فضول وترقب لمشاهدة رقيص العروس .. خرجت العروس مغطاة بالفركة تقودها شقيقاتها وتحفها الزغاريد، وما أن كُشفت عنها الفركة، وفردت يديها وبدأت في الرقص بفستان (جكسا في خط ستة)، حتى أسرع العريس برمي الفركة عليها وصاح صيحة الممكون: علي بالطلاق ما بترقص!! ماجت الارض وهاجت أخوات العروس .. قالت احداهن في تهور: يا بت أرقصي رقيصك .. خلي اليطلّق المتخلف ده!! إلا أن العريس الحمش اخذ بيد عروسته وغادر المكان تاركا خلفه أخوات العروس (يجقجقن) والمدعوات ما بين شامتة وضاحكة. وفي حفل زواج آخر كنت من حضوره، تصرف العريس فيه تصرفاً عاقلاً مشابهاً لموقف زولنا (رافض الرقيص) .. فبعد حضور العروسين وجلوسهما على الكوشة، بدأت الحفلة وتقاطر الشباب نحو الساحة وبدأوا في الرقص، فجأة خرجت عليهم عمة العروسة وهي من مشاهير سيدات العمل العام .. صعدت للمسرح وامسكت بالمايكرفون من يد المطرب، وبعد السلام وشكر المدعوين على تلبيتهم للدعوة، اعلنت عن انتهاء الحفلة لرفضها مبدأ (الغنا والرقيص) الحرام .. جاطت الأمور ايضا ودارت (الشكلة) بين العمة وشقيقات العريس اللاتي رفضن مغادرة الساحة، وطلبن من المطرب المخلوع لي روحو مواصلة الغناء، بزعم ان شقيقهم يتزوج للمرة الاولى ومن حقهم أن يفرحوا به وال (ما عاجبو يحلق حواجبو) .. فما كان من العريس العاقل إلا أن اخذ بيد عروسته وغادرا الحفل تاركين خلفهم عجاجة الشمطة.