كما توقع رجل الشارع الاردني فقد نأى حزب الملتحين بشقيه حزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين عن مسيرات الغضب التي اجتاحت شوارع العاصمة عمان وعددا من المدن والبلدات الاردنية ورفع الفساد وبتشكيل حكومة وطنية تمثل الاطياف السياسة التي تتبنى قضايا الشرائح الاجتماعية المسحوفة والمستغلة والتي تتحمل وطأة الغلاء والفقر والبطا لة. لماذا غابت وجوه الاخونجية عن هذه المسيرات ولم نراهم كما جرت العادة يتصدرون صفوفها الامامية فيما حناجرهم تجلجل ضد الغلاء ولحاهم تهتز غضبا ضد البطالة ؟؟ فهل يكون السبب كما جاء في التسريبات الاولية ان الظروف الصحية لبعض قادتهم وكوادرهم المتقدمة لا تسمح لهم بالمشاركة فيها وخاصة في \"اربعينية \" الشتاء شديدة البرودة بسبب اصابتهم بانفلونزا الخنازير ام ثمة اسباب اخرى حالت دون مشاركتهم ؟؟ ردا على هذه التاويلات والتسريبات اصدرت جبهة العمل الاسلامي بيانا اوضحت فيه انها لن تشارك في مسيرة الغضب التي كان مقررا ان تنطلق يوم الجمعة الماضي من باحة المسجد الحسيني في عمان وذلك تمشيا مع القرار الذي اتخذته تنسيقية احزاب المعارضة والقاضي بتنظيم اعتصام لها امام مبنى مجلس النواب احتجاجا على الغلاء!! في الواقع بيان \" الجماعة \" لم يقدم الا السبب الظاهري والشكلى الذي يبرر مقاطعتهم للمسيرات وحتى هذا السبب لم يلاقي قبولا لدى رجل الشارع طالما ان الجماعة قد نظموا في السابق العديد من المهرجانات الخطابية والمسيرات الغاضبة دون التنسيق مع احزاب المعارضة ولهذا لا يبقى من تفسير لمقاطعتهم سوى ان الذين دعوا اليها وساهموا في تنظيمها ينتمون لتيارات قومية ويسارية وعلمانية كما ان الشباب الذين سيشاركون فيها ينتمون لنفس التيارات وفي هذه الحال كيف لحزب الملتحين ان يرفع شعاراته التقليدية مثل \" لا حل للتصدي للغلاء والاستغلال والفقر الا بالحل الاسلامي \" بينما التيارات الاخرى ترفع شعارات نقيضة و حيث لا يرون حلا لكل هذه المشاكل الا بتضييق الفجوة الطبقية بين الاغنياء والفقراء وباقامة مجتمع الكفاية والعدل ولا ننسى رفعهم للاعلام الحمراء وصور ارنستو جيفارا وجمال عبد الناصر وغيرهم من قادة التحرر الاممي والوطني وهي رموز طالما حاربها وتصدى لافكارها اخونجية الاردن ببرامج ومنظومة قيم سلفية وماضوية لاتمت بصلة الى القرن الذي نعيش فية : ولقد يتحمس \" الاخوان \" للانخراط في مظاهرة ترفع صور الزرقاوي والظواهري وبن لادن وابو محسود وصور قادة شباب الاسلام في الصومال وقادة طالبان وهنية ومشعل ولكنهم لن يلوثوا \"طهرهم\" العقائدي بالانخراط في مسيرات شيطانية ترفع صورا كالتي اشرنا اليها: التفسير اذا انهم لايطيقون جيفارا وعبدالناصر تماما مثلما لا يطيقون رؤية اناث غير محجبات ومنقبات او رؤية ذكور لاتتدلى لحاهم في هذه المسيرات , ثم كيف للملتحين ان يشاركوا في مظاهرات ترفع شعارات تندد بالفساد وتطالب بمحاسبة الفاسدين فيما القضاء الاردني قد وجه الى اثنين وعشرين من قادتهم وكوادرهم المتقدمة تهمة اساءة استخدام اموال المركز الاسلامي الذي كانوا يسيطرون على مجلس ادارته ويتصرفون بامواله منذ تاسيسه في اربعينات القرن الماضي وحتى الاطاحة به بفرمان رسمي واستبدالة بلجنة شبه حكومية في عام 2006 وهل يعقل ان ينبشوا في مثل هذه القضايا بعد ان اودع القضاء ملف المركز الاسلامي في الادراج وتوقف تبعا لذلك عن اصدار حكم بادانتهم لاشعار اخر ؟ اعجب لكل الاطياف والنخب السياسية التي بادرت الى توجيه عتب من العيار الخفيف للاخونجية وهم يعرفون ان الاخوان لم يقفوا في يوم من الايام ضد الاستغلال بل وقف نوابهم في البرلمان الاردني الى جانب ارباب العمل حين صوتوا ضد قانون تحديد الحد الادنى لاجر العامل وحيث اصروا ان تتحدد تسعيرة العامل طبقا لقانون العرض والطلب كأي سلعة مثل البطاطا والبصل كما لم يقفوا ضد التجار الذين كانوا يطرحون في الاسواق لحوما ومواد غذائية منتهية الصلاحية بل وقفوا في سنة 1994 ضد وزير الصحة الدكتور عبد الرحيم ملحس عندما شن حملة ضد التجار المخالفين للانظمة الصحية وحين اغلق محلاتهم بعد ان اكتشف مفتشو وزارة الصحة فيها لحوما ومواد غذائية منتهية الصلاحية فطالبوا باقالته زاعمين ان الوزير لم يكن يستهدف من اغلاق المحلات التجارية واتلاف المواد الغذائية حماية المستهلك بل كان هدفه قطع ارزاق الناس !!! من هنا اقول لكل الذين غمرهم الحزن حين غاب \" الاخوان \" عن مسيرة الغضب لا تحزنوا ولاتغضبوا فالاخوان اذا تحركوا فلن تروا حراكا لهم في ولا صراخا ينطلق من حناجرهم فوق المنابر الا اذا رصدت اجهزتهم السرية والعلنية توجها لدى الرئيس الفرنسي ساركوزي توجها لاصدار قانون يمنع بموجبه على طلاب المدارس الفرنسية ارتداء الرموز الدينية مثل التحجب وتعليق الصلبان ونجمة داود او اذا احرزت حماس نصرالهيا ضد العدو الصهيوني او اذا شاهدوا رجال الشرطة في السودان يجلدون امرأة لارتدائها لباسا غير محتشم الى غير ذلك من التجاوزات والمحرمات التي يعتقدون انها تثير الفتن وتساهم في انحباس الامطار !! في الايام القادمة ثمة تسريبات تفيد بانهم سينظمون مظاهرات حاشدة تعبيرا عن فرحتهم بااطاحة الشعب التونسى \" بالطاغوت زين العابدين \" وهنا اتساءل هل كانوا سيتحركون لو اطاح الشعب السوداني بالطاغوت عمر البشير الاشد قمعا وارهابا واراقة لدماء الشعب السوداني ناهيك عن تقطيع اوصال السودان من الطاغوت زين العابدين ام انهم سيذرفون دموعا غزيرة و يقيمون المناحات حزنا عليه ؟؟ .