عبدالقادر حين ضربت الفيضانات مدن وقرى البحر الاحمر خلال الاسابيع الماضية ، خلفت وراءها (33) قتيل انتشل نصفهم فيما طمر النصف الآخر تحت التراب ، وتركت مئات من الاطفال والنساء يلتحفون الارض وتغطي ابدانهم السماء بعد ان هدمت السيول والامطار منازلهم ، ونفقت من جرائها الاف الرؤوس من الابل والمواشي ، وتسببت في اغلاق طريق المرور السريع والطرق الداخلية في مدينة بورتسودان . تلفت الاهالي حولهم ، فلم يجدوا الوالي محمد طاهر ايلا بينهم ، واتضح ان لا احد – حتى من مسئولي الولاية – يعرف اين اختفى الوالي ، وانتشر خبر يقول ان الوالي تمرد على المركز و دخل الغابة لخلافه حول محاولة الخرطوم وضع يدها على اموال صندوق الشرق الذي جاد به مؤتمر المانحين بدولة الكويت ، ومرت ايام واسابيع ولا احد يدري جهة الوالي ، و... فجأة ظهر الوالي يقف الى جانب السفير السوداني في مطار الرياض ضمن جوقة الاستقبال المخصصة للسيد / علي عثمان طه الذي ذهب في زيارة رسمية للمملكة السعودية تسبقها عمرة لوجه الله . كشفت الايام ، اننا جميعًا قد ظلمنا الوالي ايلا ، واسئنا به الظن ، فالذي حرم الوالي من مؤازرة شعبه في تلك الايام السوداء التي عاشها ولا يزال يكابد آثارها بعد تفشي الامراض والوبائيات ، هو ما يعانيه الوالي من الام حادة بضرسه الشخصي ، جعلته يضطر لان يخطف رجله الى عيادة اسنان بمدينة الرياض السعودية لتلقي العلاج المناسب ، ولا يقدح في صحة هذا الخبر ما ورد في بعض مواقع الاخبار حول قيام الوالي باجراء فحوص طبية دون الاشارة لاسنان الوالي او ضروسه ، فالاخيرة – ايضًا – تشملها الفحوص الطبية . لا بد ان مواطني البحر الاحمر – مثلي – يشعرون بالخجل من اساءة الظن بحضرة الوالي ايلا يستوجب الغسل والتوبة ، حين كشفت الانباء ان الوالي ورغم ظروفه الصحية ، انفق الاسابيع التي امضاها مستشفيًا بمدينة الرياض في عقد لقاءات مع أبناء ولايته ورابطة أبناء القضارف ناقش معهم خلالها هموم المنطقة وأهلها ، كما التقى عدداً من المستثمرين، واسفرت اتصالاته عن توفير ثلاثة أطنان من الأدوية ولا يزال يجري اتصالاته مع جهات مختلفة للحصول على معدات طبية لمستشفيات ولايته ، فالحي ابقى من الميت ، فاذا كانت الطبيعة قد قضت على من مضى فليس على الوالي من حرج اذا هجر ارضه لخاطر من بقى . في الوقت الذي قام فيه الاهالي بانتشال جثث الضحايا ومواراتها الثرى بعيدًا عن صاحب الضرس الولائي وعيون اجهزة الاعلام الفضولي بالمركز والولاية ، كشف غياب الوالي ان الرئيس الامريكي اوباما رجل عديم شغلة ولا يعرف اصول مهنة ان يكون راع ومسئول عن رعيته ، فقد ظل اوباما يجلس لساعات طويلة الى جانب والد الطفلة كريستينا تايلور التي كانت من بين الضحايا الستة الذين قتلوا جراء اطلاق نار في ولاية اريزونا وعيناه ممتلئتان بالدموع فيما تنتحب زوجته ميتشيل وهي تمسك بيده الاخري اثناء حضورهما – اوباما وميتشيل – مراسم تشييع الجنازة . قبل فترة حملت انباء الصحف ايضًا ان السيد علي كرتي واثناء حضوره احد الاجتماعات داهمه شعور ب ( دوخة ) ، وهي ذات الدوخة التي تصيب ال 44 مليون مواطن سوداني ثلاث مرات في اليوم دون ان تنتابهم رغبة في زيارة اي مركز صحي او شفخانة ، ولان الناس مقامات ، فقد اسعف السيد علي كرتي بوجه عاجل الى احد المستشفيات الاردنية ، فليست اضراس الوالي بابخس من دوخة كرتي. في تصريح لوزير المالية ذكر ان الراتب الشهري للوزير الاتحادي يبلغ 14 و800 جنيه ، وتزامن مع ذلك تصريح آخر قال فيه والي ولاية الخرطوم ان راتبه الشهري 4 الف و 200 جنيه ( يتقاضى الولاة مخصصات الوزير الاتحادي ) ، سألت صديق من الداخل اين يذهب الفرق ، قال لي صديقي : رقم الوالي لم يشمل نفقات الحج الدستوري والعلاج بالخارج والسكن اللائق ، اما رقم وزير المالية فلم يشمل تكاليف تشييد المنزل الفاخر . وليهتف ابناء الشرق : عاشت اضراس الوالي سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر [email protected]