[email protected] كانت مصلحة الخدمات الاجتماعية في الجزيرة (ليها شنة ورنة) حيث كانت تقيم الشفخانات وتحفر الابار وتشيد المدارس والاندية وتقيم المنافسات الرياضية والفنية والثقافية كل ذلك بما يساوي واحد وعلى اكثر تقدير اثنين في المائة من مباع القطن (والله ايام يازمان وافتكر مافي داعي لصقع الجرة) كانت قريتنا من القرى التي تقام فيها منافسة تفتيش (مكتب) اللعوتة الذي يضم عدة قرى ثم منافسة القسم الشمالي الذي يضم عدة مكاتب لموقعها المتوسط ولكبر حجمها ولما كان منتخب قريتنا متواضعا (مثل حال الفريق القومي السوداني حاليا) كان دوما يخرج من المنافسة في مراحلها الاولية ولم يحدث ابدا ان نافس في كاس التفتيش ناهيك عن كاس القسم ولكن المنظمين للمنافسة كانوا يمنحون قريتنا كاسا يسمى (كاس الاخلاق) في منافسة التفتيش وفي منافسة القسم التي لانشترك فيها اصلا يحدث هذا كل عام الي ان توقفت تلك المنافسات بتذويب مصلحة الخدمات الاجتماعية الذي حدث مع ادخال الحساب الفردي والغاء الحساب المشترك في منتصف ثمانينات القرن الماضي . حتى الان مازلت محتارا في جدوى هذا الكاس هل هو رشوة لحث القرية على الاستضافة ام استهزاء لان فريقنا لايذهب بعيدا في المنافسة ويخرج من اول مباراة وبالتالي لايمتحن حتى في اخلاقه لابل هناك قرى اخرى كثيرة لاتختلف اخلاقها عنا في شئ فالمهم في الامر اننا اصبحنا قانعين بكاس الاخلاق ولم تقم للرياضة قائمة في القرية الي انتهت تلك المنافسة فالحمد الله اليوم اولادنا الذين لم يشهدوا زمن كاس الاخلاق (في امان الله ) ولامش كدا يابريش ؟ هذة الرمية الطويلة غاية ووسيلة اما انها غاية فقد اردت ان اذكر الناس بماض الجزيرة والتقدم الي الخلف الذي حاق بها كما انني اردت التوسل بها للتعليق على ما نسمعه من الحاكمين في بلادنا والسياسين المراقيبن خاصة الاجانب من ان الاستفتاء تم بهدؤ وبدون اي شوشرة وان في ذلك اغاظة للاعدء المتربصين بنا لانهم كانوا ينتظرون ان تحدث فيه توترات وصراعات وحمامات دم .. وماعارف ايه.. وبهذا يصبح شعبنا شعبا معلما في الجنوب المبتهج الان وفي الشمال الحيران الان فالمهم الامر وصل الي نهايته من انفصال ومايتبعه من استقلال فهنئيا لشعب السودان هذا الانشطار الناجح جدا بشهادة مركز كارتر والايقاد والاتحاد الافريقي والجامعة العربية.. وماعارف ايه... وكان الشعب السوداني (جاب الديب من ديلو) لابل صوروا لنا ان السودانيين بفعلتهم هذة فعلوا ما لم يفعله التوانسة. انها صورة من صور التخدير الاعلامي الذي يصور الفشل نجاحا لقد انتهى الاستفتاء بهدؤ وبسلام لبسبب بسيط جدا وهو ان هناك اتفاقا سياسيا مسبقا على ذلك وهناك صفقات كبيرة دولية واقليمية ومحلية على ان يخرج بهذا الشكل الاملس لكن هذا يجب ان لاينسينا حجم الماساة وعظمها وهي ان بلادنا قد انشطرت واننا فشلنا في ان نعيش في معا شمالا وجنوبا في دولة واحدة واننا عجزنا عن ادارة التنوع وان بلادنا ولابل كل الدول الافريقية سوف تتخذ من انفصالنا الاملس نموزجا يحتذى و(هاك ياتفكيك ) وان مافعله السودان افضل من الوحدة القطرية ناهيك عن الوحدة الافريقية (الوهم) و(يلا اتفككوا كلكم) ان التركيز على سلامة الاستفتاء بهذة الصورة كانما القصد منه ان يلهينا عن الخيبة الكبيرة التي حلت بنا انه مثل كاس الاخلاق الذي حرم قريتنا من التطور كرويا في الرمية اعلاه بالطبع لم نتمنى ان تراق الدماء في عملية الاستفتاء ولم نجهل سعادة اهلنا الجنوبيين بما تم ولم نجهل التراكمات التي ادت الي الانفصال قديما وحديثا ولكننا ندعو ان يطرح الجميع على انفسهم خاصة السياسيين وقادة الراى الاسئلة من شاكلة لماذا حدث ما حدث؟ ولماذا فشلنا في التوحد الذي يسعى له العالم المتحضر والذي لايختلف اثنين في جدواه؟ لماذا اصبح هذا العلاج المر امرا محتوما لنا ؟ لماذا اصبحت خياراتنا بين السئ والاكثر سؤا؟ ولماذا فرح الجنوبيون ووجم الشماليون ؟ ان سلاسة الاستفتاء و(ملوسته) ليست نصرا نفخر به . نعم نحمد الله على عدم اراقة الدماء فيه ولكن هذا يجب ان لايعمينا من الفشل الذي حل بنا.عليه يجب التخلص من هذا المخدر لرؤية واقعنا البائس وباعجل ما تيسر لنستفيد من هذا الدرس وياله من درس مؤلم و قاس ومكلف .