يوم السبت الماضي كان يوم الوادع الحزين لخارطة السودان القديمة لقد ملا الحدث الدنيا وشغل الناس لقد كانت كل الفضائيات الدولية والاقليمية في جوبا وكذا الاذاعات وكل الوسائط الاعلامية لقد سرق انفصال الجنوب الاضواء من ليبيا وتقدم ثوارها نحو طرابلس وتهديدات القذافي لاوربا بانه سيكون اشدعليها من بن لادن ومن اليمن وجروح علي عبد الله صالح التي غيرت شكله نهائيا ومن سوريا واحداث درعا واهتزاز الاسد الذي كان هصورا ومن لبنان والاتهام الظني لحزب حسن نصر الله وبالطبع هذا شئ طبيعي وليس كية في السودان لان ميلاد دولة جديدة ليس امرا عاديا فبعد موجة الاستقلال التي اعقبت الحرب العالمية الثانية لم يشاهد العالم ميلاد دولة من العدم كما في حالة جنوب السودان فجنوب السودان دولة نشات من العدم لانه لم يكن دولة في يوم من الايام نعم دول البلقان تشتت وظهرت منها عدة دول ولكن هذه الدول كانت قائمة قبل تيتو ارتيريا انشقت من اثيوبيا ولكن ارتيريا كانت دولة قائمة قبل ان يضمها هيلاسلاسي نحن في السودان وان حزنا لخروج الجنوب من دولتنا الا اننا نقدر فرحتهم بهذا الخروج وهذا الاستقلال وليس من المنظور ان نعود لبعض ولكن حتما ان هناك ما يجمعنا بالاضافة للجوار والحدود ذات الالفين كيلومتر فهناك المنظمات الدولية على راسها الاممالمتحدة والمنظمات التابعة لها وهناك الاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد والكوميسا ودول حوض النيل هذا من ناحية سياسية واقتصادية ولكن من ناحية رياضية فهناك الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا والاتحاد الافريقي لكرة القدم الكاف وهناك رابطة دول شرق ووسط افريقيا سيكافا وهناك اللجنة الاولمبية فالمنظمات الرياضية ما تديك الدرب ومن المؤكد ان دولة الجنوب سوف تنضم لها جميعا وبما انها ستكون مبتدئية فهي تحتاج لمن ياخذ بيدها وان كانت الاتحادات الدولية سوف تدعمها عليه اتمنى من كل قلبي ان تكون الكوادر الفنية التي سوف تتولى امر الجنوب رياضيا من دولة السودان لاننا الاقرب اليهم في كل شئ اتمنى ان نرى شداد في جوبا وكل الخبراء في كافة الالعاب بالطبع ستكون هناك منافسة حامية بين الدولتين في المستقبل لابل ستكون هناك حساسية شديدة كما هو الحال بين مصر والسودان ولكن هذا سوف يحدث بعد زمن اي بعد ان تتلاحق الكتوف اذا نهض الحنوب رياضيا على يد الشمال سيكون في هذا مدخلا لعلاقة حميمة جديدة (خلونا من حكاية اعادة الوحدة) وبهذا المناسبة لقد تملكني الحزن وانا اشاهد المباراة التي اقيمت في مناسبة الاستقلال في استاد جوبا كانت بين الفريق القومي الكيني والفريق القومي الجنوبي والتي انتهت بفوز الاول ثلاثة واحد وليتها كانت بين اللاعبين الجنوبيين في الشمال واحدى اندية جوبا او اي مباراة اخرى غير تلك التي مع الكينيين بتهد جبال هدارة زي رعد المطر فيا استاذنا عثمان جمال الدين انها دموع انسانية فالدموع لاتعرف الجندرة لكن معليش قبلناها منك لانها جاءت في اطار شفيف اما مناسبة هذه الرمية فالاسبوع هذا شهد انهمار الدموع في كل السودان بصورة لم تحدث من قبل لان هذا الاسبوع قد شهد حدثا فريدا يندر تردده وهوانشطار السودان وظهور دولة الجنوب المستقلة فالشماليون باستثناء الطيب مصطفى بكوا حزنا على تقسيم السودان والجنوبيون بكوا فرحا بمناسبة نيل استقلالهم الذي سعوا له طويلا وهذا الموضوع على اهميته لن نقف عنده كثيرا في هذه الصفحة لاننا بصدد دمعتين رياضيتين جديرتين بالاحتفاء الدمعة الاولى هي دمعة الكابتن بشارة عبد النضيف في استديو الشروق التحليلي بعد هزيمة المريخ من سيمبا التنزاني لقد اكدت دمعة بشارة انسانيته وحبه للسودن وحبه للمريخ لقد بكى بشارة هوان اسم السودان على ابنائه لان فريق سيمبا فريق اي كلام لكنه الاستهتار من المحترفين والوطنيين لقد تذكر بشارة ايامه النضرات ايام كانوا يحملون اسم السودان في حدقات العيون كانوا يذودن عن الحمى بكل رجولة وثبات واخلاص وبتجرد ونكران ذات لقد ابكى بشارة كل الذين شاهدوه لانه كان مخصا وصادقا في دموعه اما الدمعة الثانية فهي دمعة اللواء شرطة سمير خميس سليمان وهو اقدم ضابط جنوبي في الشرطة السودانية وهو من الذين فقدوا وظيفتهم نتيجة انفصال الجنوب وقد اقيم له مع منسوبي الشرطة الجنوبيين حفل وداع كبير ومؤثر انهمرت فيه الدموع مدرارا وكان سيادة اللواء من الذين ذرفوا الدمع سخيا على رؤوس الاشهاد ولعل هذا امر طبيعي من انسان عاش كل حياته في الشمال ولم يحس بجنوبيته الا ساعة تسلمه ورقة الاستغناء عنه وفي مقابلة له مع صحيفة الاحداث قال من الاسباب التي ابكته لابل السبب الرئيسي هو حبه الشديد للهلال الله الله الله عليك ياسيادة اللواء والله ياهو الببكي ما انبل دموعك الهلالية الراقية ولكن اطمئن ياسمير سيظل الهلال في داخلك وسوف تتابعه اينما كنت انها الرياضة المترعة بالانسانية وهي لاتعرف الحدود السياسية دمعة مريخية واخرى هلالية الدموع هي السائل الذي ينزل من عيون الانسان في حالة الحزن في حالة الفرح وتفرزها الغدة الدمعية بامر من المخ وهي نوع من انواع التعبير عند الانسان وتشترك بعض الحيوانات في هذا الامر مع الانسان هذا هو التعريف الموضوعي للدموع ودون شك تعريف (مسيخ) يهبط بامر الدموع ويجردها من ابعادها الانسانية الباذخة فالدموع اداة من ادوات التعبير الراقي وهي تدل على رهافة الحس ورقة الشعور فقد استعاذ رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم من العين التي لا تدمع والقلب الذي لايخشع بهذا يرفع الدموع الي مرتبة الايمان من الامور التي تفرسني وصف الدموع على انها من لوازم الانوثة وان الرجالة الجد ان تكون في حالة قطيعة مع الدموع وهناك من يبحث لدموع الرجال مخرجا يميزها عن دموع النساء فالشاعر الرقيق عثمان خالد في قصيدته الرائعة التي غناها حمد الريح (الي مسافرة) قال في احدى المقاطع افراح سالبة الكرة نشاط انساني ابداعي لايعرف الحقد ولاالكراهية لانها تقوم على المحبة فالواحد منا يحب الفريق الذي يشجعه ويتابع اخباره ويدفع الوقت والمال ليحصل على المتعة منه فيفرح في حالة الانتصار ويتالم في حالة الهزيمة فهذا هو الامر الطبيعي ولكن يبدو لي ان العاطفة الكروية في كل العالم قد انحرفت فاصبحت لاتقوم على حب الفريق المعين لابل كراهية الفريق الذي ينافسه فالطبيعي عندما يلتقي فريقك مع الفريق المنافس له ان تتمنى فوز فريقك وهزيمه غريمه ولكن تطور الامر ليصل مرحلة ان تتمنى هزيمة الفريق الذي ينافسه من اي فريق اخر حتى ولو كان من دولة اخرى وبهذا اصبحت الرياضة تضرب بالوطنية عرض الحائط في السودان شهدنا في اليومين الماضيين فرحة هلالية عارمة بمناسبة هزيمة المريخ من سميبا التنزاني وبالتالي ضياع فرصته في الفوز ببطولة سيكافا وبالطبع مافعله الهلالاب كان قد فعله المريخاب عندما فقد الهلال المنافسة في بطولة الكونفدرالية الافريقية امام الصفاقصي التونسي وهذه الظاهرة قديمة وفي كل الدنيا ولكن الذي استجد هو التعبير العلني عنها الذي اصبخ يتم مؤخرا فمثلا كان اذا انهزم الهلال يحزن الهلالاب ويكتم المريخاب فرحتهم ولايظهر هذا في كاتباتهم اما الان وكما حدث قبل يومين بمجرد هزيمة المريخ انطلقت الرسائل الجوالية وصدرت في اليوم التالي بعض الصحف الهلالية تتصدر اخبارها هزيمة المريخ وتعبر اعمدتها عن الفرحة بهذا فكانما الهلال هو المنتصر وقد حدث نفس الشئ عندما انهزم الهلال من الصفاقصي وهذايعني انه عندما تكون هناك مباراة لاي من الفريقين امام اي فريق اجنبي فان هناك فرحة سوف تعقب اللقاء فرحة ايجابية اذا انتصر الفريق وفرحة سالبه من الضفة الاخرى اذا انهزم الفريق فمثلا اذا لعب الهلال مع انيمبا في الاسبوع القادم وكسب النتيجة سوف يزدحم القراء امام الاكشاك لقراءة الصحف الهلالية واذا انهزم الهلال سوف تزدحم واجهات الاكشاك لقراءة الصحف المريخية اي في الحالتين فرحة واحدة ايجابية وثانية سالبة اها شفتو كيف خربت علينا هذه الصحافة عاطفتنا الرياضية ؟ سمعت شفت جابوه لي سمعت شفت وجابوه لي سمعت شفت جابوه لي عودة الروح اكبر دليل على ان فريق الهلال يمر هذه الايام بعافية طيبة هي عودة الجمهورللمدرجات فالمعلوم ان الجمهور كان قد قاطع المدرجات منذ خروج الهلال من الكونفدرالية الافريقية ثم فقدانه لكاس السودان بتلك الصورة البشعة التي قام بها الحكم مع نفر من المريخ ردا على حادثة راجي عبد العاطي والمعلوم ان مقاطعة جماهير الهلال للاستاد تعني مقاطعة الاخرين تلقائيا لان الجمهور الهلال هو القلب النابض ويكفي دليلا على هذا ان الوالي فتح الاستاد مجانا لجماهير المريخ اكثر مرة فالان وفي تمارين الهلال ثم في مباراتي سوكوفابا الكيني وصل الدخل قرابة النصف مليار وبالجديد قرابة النصف مليون مما يشئ ان الجمهور تاهب لمساندة الفريق الذي بذلت الادارة جهدا مقدر في اعداده وتحضيره لدوري الثمانية والافريقي وتسافر من غير وداع بعد ان استطاع الحضري ان يقود المريخ لدور الاربعة في سيكافا الاخيرة وذلك بعد امساكه لثلاث كرات ثم احرازه للكرة الفاصلة شعر بارتياح شديد واطلق العنان لحنجرته وقال انه يريد ان يسعد جماهير المريخ بسيكافا فنزلت الصحافة الصفراء غزل في الحضري ونسيت كل اهاناته السابقة بانه يلعب ضد عشرين لاعبا لابل نسيت شتيمتها له ثم في المباراة الاولى في دور الاربعة مع سيمبا عاد الحضري وتسبب في خروج المريخ فهدف التعادل كان بسبب خطا منه ثم فشل في صد اي ضربة جزاء فاعلن انه لامريخ بعد اليوم وانه حتى ولو نام في بيته في مصرولكن الذي حيرني وما يتحير الامغير الخبر الذي مفاده ان الحضري اهدى ملابسه لزملائه فاي ملابس هذه ؟ هل ملابس اللعب ؟ ان كانت هذه فهي ملك النادي كما ان اللاعبين لايحتاجون لها لانهم يملكون مثلها اما اذا كانت ملابسه العادية من بنطالين واقمصه وجزم وكرفتات وبدل فلااظن ان احدهم سوف يقبلها على حسب الثقافة السودانية التي نعرفها فياصديقنا احمد محمد احمد هذا الخبر منسوب لك فمن فضلك اشرح لنا الحكاية حتى لانظلم احدا اخوانيات قريبي الهلالي المتعصب عبد اللطيف مختار اتصل من السعودية بعد مباراة المريخ سيمبا مباشرة وكانت الفرحة تملاه للاخر وكل الدنيا لاتسعه والكلمات تتقافز منه تقافزا فقلت هون عليك شوية فقال لي الناس الديل لو جابوا سيكافا اكان حايورمونا ورم الناس ديل شالوا قروش البلد وادوها الحضري والبدري وماعارف مين الناس ديل حاقدين على الهلال فقلت له خلينا في الهلال ودور الثمانية فرفض بشدة وقال لازم نخلص من الناس ديل اولا وكادت ضحكاته تتطرشق الموبايل اما اخونا انس الفيل المريخي التليد و التاجر بالسوق الشعبي ام درمان فقد قابلته ونحن خارجين من صلاة الجمعة قال لي والله العظيم ان ولده لن يكون مريخيا وسوف يمسكه علم الهلال من هسي لان المريخ شبعه مغص فقلت له ماتجي انت ذاتك فقال لي نحن بعد مافينا طريقة خلاص فات فينا الفوات ارحموا اسم السودان مهما كان راينا في سيكافا فهي عندنا بطولة المجاعة والجاكولا والفقر والجفاف والتصحر انها بطولة طيش المناطق الافريقية كرويا وان الاندية السودانية قد تجاوزتها فانديتنا اليوم تتبارى مع اندية غرب وشمال افريقيا القوية مثل الاهلي والزمالك والصفقاقصي والرجاء البيضاوي وانيميبا وكانون والقطن والذي منه ولكن رغم ذلك عندما يكون اللعب باسم السودان في سيكافا اوغيرها يجب ان يحترم اسم السودان . مناسبة هذا الكلام هو ماقاله البدري من انه ليس مستعدا لسيكافا ولن يفوز بها ولكنه يريدها استعدادا للدورة الثانية من الدوري الممتاز ونفس الكلام قاله الرشيد المهدية كما كتبه بعض كتاب المريخ فاسالكم بالله كيف تكون بطولة خارجية استعدادا لبطولة محلية ؟ هل هذا سؤ تعبير ام لعب على الدقون ام ماذا ؟ خساسات على ذمة الاستاذ الكبير كمال حامد في صحيفة الانتباهة ان السيد صلاح ادريس قال له ان الاهداف العكسية التي ولجت شباك المريخ في سيكافا الاخيرة كانت متعمدة فاللاعبين ارادوا الكيد بها للحضري والبدري . طبعا هذا كلام لا يصدق ولكن ان يصدر من صلاح ادريس شخصيا امر يستحق التوقف لان صلاح كان رئيسا لاكبر نادي في البلاد ولفترة طويلة ثم انه كان لصيقا باللاعبين فهو يذهب معهم في الرحلات الخارجية ويعسكر معهم ويسهر معهم فهذا يعني انه يعرف حركات وخساسات والاعيب اللاعبين ولكن برضو مامعقول ياصلاح لانه ان كان ذلك كذلك فان الحضري انتقم من كل المريخ في مباراة سميبا الاخيرة الفرج جاء من الحصاحيصا تاسيسا على نظرية الافراح السالبة فان الله قد فرجها على المريخ قي الحصاحيصا فالتعادل الذي خرج به نيل الحصاحيصا امام الهلال سيكون قد اسعد المريخاب كثيرا لانه اوقف افراح الهلال التي بدات مع الصعود لدور الثمانية وخروج المريخ المبكر ثم تواصلت مع اهلي الخرطوم الذي حرم المريخ من بطولة العلامة الكاملة الوهمية ثم وصل قمته في خسارة سيكافا الخيرية لابل خسارة وصافتها فالان وبعد الحصاحيصا يمكن للمريخ ان يعود للدورة الثانية من الممتاز مرتاحا وينتظر المزيد من الاخبار السارة من نيجيريا