[email protected] وبالطبع هناك الكثير منهم بالمؤتمر الوطني..على عكس مايرى البعض فاننا نرى بأن هناك الكثير من الرجال والنساء المفكرون والمثقفون والوطنيون والمخلصون...ولا يقدح في ذلك أن باسمهم يتحدث من يهرف بما لا يعرف...ولكن سكوتهم عن قول الحق خطأ وخطيئة. ونحن لا نكل ولا نمل في السعي للخطاب والتحاور مع مثل هؤلاء من كوادر المؤتمر الوطني كما لا نمل من حوار متشنجي المؤتمر الوطني ...ولسوء الحظ فان هؤلاء الأخيرون هم الأعلى صوتا هذه الأيام ..من دون حاجة لذكر الأسماء. بيد أن القيمة المضافة من الحوار مع هؤلاء ضعيفة الفائدة. لذلك رأيت أن أوجه خطابي لعقلاء المؤتمر..وذلك باعتباري مواطن لا حزبي ولا أنتمي لأي تنظيم ولربما أكون من ضمن كسب المؤتمر..ومثلي بالقطع غالبية الشعب السوداني..فالمعلوم الذي لا يحتاج الى جدال أن الغالبية العظمى من الشعب لا تنتمي الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. وقد كتبت خلال الأيام القليلة الماضية وكتب غيري حول ضرورة النظر في المستقبل السياسي للبلاد بعد الآنفصال وتوجهات المؤتمر حول البناء الدستوري للبلاد..إثر الآنفصال. وإهمية معالجة الأمر أولا بمنهج العقل وبروح تستلهم مسئولية القيادة السياسية (راجع مقالينا في الراكوبة.17 و19 يناير .ومقال مصطفي عبد العريز المنشور في ذات الموقع بعنوان انتفاضة لله يا محسنين) ومخاطبة عقولنا بمنطق العقل وبالتحديد الأجابة على أسئلة محددة. وقبل طرح الأسئلة لا بد من ابراز قضايا هامة: أولا: أنا إذ اكتب هذه الكلمات أفترض أن بالمؤتمر عقلاء يودون مخاطبتنا كعقلاء. ثانيا :أفترض أن المؤتمر الوطني كأحد أهم المكونات السياسية الحديثة عليه أن يكون بقدر تحدي الحداثة...ولعل من أبجديات الحداثة ..هو العمل على مخاطبة الناس بروح العقل... ثالثا: أفترض ايضا أن هناك من الخطاب السياسي المار خلال الأيام الماضية حول مستقبل البناء الدستوري للبلاد أطلق على عواهنه ، ولم يخضع لتمحيص المؤسسات وخاصة ما جاء منه حول الشريعة الإسلامية وعدم قبول الحوار حول المرتكزات الدستورية الأساسية بحسب ما جاء بخطابات الرئيس المتكررة حول الموضوع. وفيه ما يناقض ما جاء في خطابات أخرى حول الموضوع لم تمض عليها سوى ايام معدودات. رابعا: افترض ايضا أن بالمؤتمر من المثقفين الشجعان من يمكنه أن يصحح ويوضح المواقف التي تصدر من قادة الحزب مهما علت مراتبهم. وخامسا: وافترض اخيرا أن الحزب يهمه أمر أعلامه وطرح رؤاه الفكرية حول قضايا جوهرية من شاكلة: هل يؤمن المؤتمر حقيقة بأنه لاعب سياسي مثل بقية المجموعات الوطنية التي تتدافع في الملعب السياسي لتكسب تأييد جماهير شعبها باقناعهم أم أن الأمر لديهم سوى ذلك؟ وما هو رأي الحزب حول قضايا الحريات وقضايا البناء الدستوري في بلد متعدد الأفكار والأديان والمواقف السياسية خاصة بعد زلزال الإنفصال ؟ وسادسا: افترض أن للحزب تراثا سياسيا مكتوبا يمكن احالتنا اليه في إطار الإجابة على التساؤلات المار ذكرها أعلاه..... سابعا: وافترض أخيرا أن عقلاء المؤتمر يرجى منهم ألا يتركوا الحبل على الغارب فيعلو صوت المهرجون وينزوي صوت العقل؟؟؟ ولحديثنا بقية ..ونأمل أن نسمع منهم....