[email protected] ها نحن هذه الأيام نشهد فصولاً جديدة من مسرحية الترابي/ النظام، أبطالها الترابي ونظامه المتهالك تم تمويلها ونسجت خيوطها من دم وشرايين هذا الشعب الأبي. فطبقاً لتوزيع الأدوار ذهب الترابي إلى السجن بطلاً حبيساً بوقوفه إلى جانب الشعب ومناداته بالثورة وتباكيه على الشعب الذي التهمه غول الأسعار، ولعب نظام البشير دور من يقبض بقوة على الزناد حامياً بقايا وطن نازف فهدف المخطط الخارجي حسب الصورة لا زال تقسيم وطن لم تتم له فصولا، أما أحزاب السودان فقد قدر لها أن تلعب دور الشاهد فهي أولاً وأخيراً (شاهد ما شافش حاجة). لقد علمت هذه الحركة اللا اسلامية (فالاسلام منها براء) أن هنالك حراك وتململ شديد يهدد ليس بقائها هذه المرة بل وجودها، وذلك بعد كل ممارساتها متاجرةً بالوطن وسرقةً لمقدرات الشعب وإقصاءاً وتقتيلا، فكان بعض ما نتج استفتاء يتم بموجبه تقسيم الوطن برغم فهمنا العميق لموقف إخوتنا بالجنوب، لقد قامت هذه الحركة بتغذية بذور الحقد والكراهية بدماء هذا الشعب التي أريقت في الجنوب واليوم غرباً إلى أن وصل الوطن إلى نقطة اللا عودة فحاولت إلصاق تهمته بمستعمر غادر البلاد منذ ما يزيد عن نصف قرن قضت هي نصفه على سدة الحكم. لعل الهدف من المسرحية هذه المرة ولكل مسرحية هدف، هو تخويف وترهيب وإذلال دهاقنة الأحزاب الذين أفنوا ربيعات أعمارهم في المغالطات والمماحكات السياسية على حساب الوطن النازف دون أن يعوا الدرس، وها هم اليوم أصغرهم سناً في سبعينيات عمره يكابد معادلة الدواء وخصوصية الغذاء، فليس لهم من طاقة للبقاء خلف قضبان النظام، فأفضل ما يمكن القيام به من أجل حفظ ماء الوجه الذهاب في تفاهمات وهمية حفاظاً على بقية وطن ووحدة تراب لا نعلم شيئاً عن جغرافيته بعد، ومن باب الحق الأبلج ليس خافياً أن أية مواجهة ستظهر للجميع إهتراء تلكم الأحزاب ومدى نضوب معينها، أما شبابها الذين بقوا على ولاء قديم فمارد حبيس قمقمه ما آن له أن يخرج دون مباركة الأسياد. وها نحن نرى جمهور الشعب وحده في ميدان النزال وقد تسلح بكبريائه غير آبه بأحد أو منتظر لمعين، غير مستلهم لأفكار الثورة من أحد وهو السابق في مضمارها للجميع، ما يحركه هذه المرة ليس غلاء أسعار أو تقسيم أوطان وكفى بأيهما سبباً، ولكن ما يحركه هو جرح الكرامة وقد آن لجرح الكرامة أن يندمل. لقد أعد الشعب عدته وحانت لحظة العتق، لقد اختار الشعب قدره برغم غزارة الدماء التي ستلون ساحة النزال، وليس هنالك من ساعة صفر كما يتوهم المرجفة، فإشارة البدء ستكون شرارة هنا أو شرارة هناك كافية لايقاد الفتيل، وحينها سيرى الجميع كيف وجه هذا المارد المتململ حين يستشيط غضباً. العزة والكرامة لك أيها الشعب الأبي ولا نامت أعين الجبناء