الثورة انطلقت (2) بادي البادي [email protected] مرحى لتونس الخضراء بثورتها العظمى ونأمل أن تنداح روح هذه الثورة لجزائر المليون ومغرب العرب وما سمي زوراً بجماهيرية عظمى، بل وكل معاقل القهر والظلم والاستبداد على وجه الأرض، فلتتنفس شعوب المغرب عطر الحرية وعليل المتوسط وعبق الزيتون، ولدينا بالسودان فقد تحرك قطار الحرية بالفعل إلى وجهته الميمونة، وليس هنالك من قوة ستوقف هدير الشعب في ريفه وحضره، فالثورة بإذن الله قائمة وليست قادمة، ليس من أجل القوت وحسبه سبباً ولكن ثأراً لعزة وكرامة هذا الإنسان الأبي، نريدها كما تونس ثورة شعب، ثورة من يسوم الخزي والعذاب لمن أذاقوه الهوان والجوع والدموع. آن لهذه الفئة الضالة الباغية أن تدفع ثمن الكثير الكثير، فمن أين نبدأ، من تمزيق الوطن؟؟ أم من إذلال الشعب؟؟ أم من التآمر عليه من أجل تحرير رقبة بئيسهم الذي علمهم السحر من براثن المحكمة الجنائية الدولية؟؟ في الوقت الذي تتقطع فيه أوصال الوطن نجد بئيس خارجيته يفاوض في باريس من أجل عتق سيده من لاهاي، هذا فهمهم للدين وللمبدأ، وهذا فهمهم لمعنى كلمة وطن، تلك الكلمة التي تفننوا في قتلها وما كان لهم أن يفهموا معناها أبداً، تلك الكلمة التي رأينا كيف دفع صدام العراق ثمناً نفيساً لها حين صدقت نيته فلم يفقد رباطة جأشه وهو يدفع روحه سخيةً من أجل الوطن والمبدأ. لقد تجاسرت هذه الفئة الضالة الباغية على الدين والشعب من أجل البقاء على أنفاس الوطن ولكن هيهات هيهات وما توعدون لآت، فمن قلب الخرطوم قرعت الأجراس، ومن قبل الوطن الأربع هبت رياح التغيير فأنَّى لكم بها، وبإذن القهار سيرى هذا الباغي وفئته المستفئرة المستحقرة كيف ينتفض الشعب، وسيعرف كيف يثأر أبناء العزة الشهامى لوطنهم ولرجولتهم ولذويهم، سيعلم أن كل تلك الحصون والدروع ليست بحاميته وزبانيته ممن استخفوا بهم يوماً، وسيرى كيف ستباغته الجموع من حيث لم يحتسب. وكما قلت في مقال سابق أكرر الآن، الحذر الحذر من هذا الترابي المتحاذق أن يسرق ثورتكم كما سرق النسب من آل بيت المهدي فتحول رمحاً مسموماً في خاصرتهم، لقد تسلق مجهول النسب هذا تلك الشجرة الراسخة فخنقها كما يخنق النبات المتسلق النبات الراسخ بعد أن وصل إلى ضوء الشمس، والآن أخشى ما أخشاه على إخواننا الذين يأتمنونه من بقية الأحزاب والذين يدخلون معه الغرف المغلقة أن يهوي بهم كما فعل إبليس بأبينا حين دخل الجنة على فم أفعى لعينة، لا تنسوا بني وطني ما قاله لبشير شؤمه يوم انقلب على مؤسسات الشعب (اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً)، لقد كان من الخسة والوضاعة التي تنبئ عن أصله أن يتآمر على من ارتضوا له نسباً ومن رفعوه إلى كرسي الشهرة الذي ما دخل عليهم إلا طمعاً في أن يعتليه. وحين تمكن من نواصي السودان المثخن بالجراح عبر مكر الليل والنهار، وخدع الجميع بممارسة دنيئة يعف عنها أسوأ أهل الأرض خسةً ودناءة أوصلته إلى جيد الوطن بعد أن زج بنسبه وصهره بغياهب السجن ورماهم في سراديب المجهول، ولم تسلم في ذلك الحين الرأسمالية الوطنية الشريفة التي كانت بالفعل جزء من نسيج هذا المجتمع السوداني الفريد، فدفعت دفعاً إلى شفير الحاجة والعوز وليتهم اكتفوا بذلك بل زجوا بهم إلى غياهب السجون إمعاناً في التنكيل. ثم جاءت بعد ذلك بحين مسرحية هزيلة أخرى فيما سمي انشقاقاً داخلياً، أقصي فيها بصورة درامية مستنكرة ترابي الخراب واستفرد بهزلية مبكية بالحكم بشير الشؤم والبؤس، يعاضده من تربَّى على لحم الأسود وموز القرود، ومجموعة من البلهاء تمتهن صيد السمك ولكن لا تحسن له عداً، ومن خلال تلك المسرحية الهزيلة تم تصفية أراجوزات النظام الذين تسنمهم لكرسي العرش، من دفاع شعبي ولجان وتشكيلات شعبية لم يكن لهم أبداً أن يقتسموا مع أسيادهم كعكة الظفر بوليمة الوطن الجريح، ولا أسف عليهم فهم مجموعة من المتخلفة عقلياً والمرتزقة المنحطة أخلاقياً سامت هذا الشعب الكريم صنوف العذاب في شتى مجالات الحياة بدأً من لقمة العيش، وليس انتهاءاً بتصفية الكوادر المؤهلة في شتى المجالات. بالله عليكم كيف انطلت هذه المسرحيات الهزيلة على هذا الشعب وأمم الأرض؟؟ كيف يكون هذا الترابي الخبيث مسجوناً بسجون المؤتمرين على الوطن وفي نفس الوقت واللحظة يحاضر في قادة أجهزة أمنهم وصفوة قادتهم في نظام بشير الشؤم؟؟ لقد غرر بالتعساء المتخلفين عقلياً ممن تبعه بسوء، فيما كان مكره ومكر أبالسته يسبح بين النجوم. لقد علم هذا الخبيث الوضيع الماكر بعد ضربة مصنع الشفاء أن الولاياتالمتحدة جادة في إزاحة نظام السودان اللا إسلامي فذهب إلى مسرحية الانشقاق، ثم بعد أحداث سبتمبر وزوال نظام صدام البطل علم أن الطريق إلى الخرطوم بات معبداً، فذهب بسوء غير معلن ومسرحية هزيلة أخرى إلى نيفاشا ببضاعة مزجاة أقلها سوءاً ووقاحة تفتيت وحدة تراب الوطن ثمناً لبقاء نظامه الآثم، نعم من ذهب إلى نيفاشا لم يكن آكل سحت الحيوانات بل زعيمه وقابض تلابيبه الخبيث. هذا الترابي الوضيع لايتورع عن شيء أبداً طالما ضحى بما لم يكن له أبداً أن يمتلك، فهو قد اشترى عرائس الجنة لبلهائه فلم يتورع في زجهم لأتون الحرب في أدغال الجنوب، ثم عاد ليصفهم بالفطائس، ولم يعلم هذا الترابي الخبيث المخادع بأنه قد باع نفسه للشيطان حين ألحد في آيات الله من أجل مجدٍ لن يطال وأيم الله حتى كعب معزةً منه. المجد لشعبنا الأبي والخزي والعار للمنتفعة والمرتزقة والمتخلفة ولا نامت أعين الجبناء والأحداث تترى وللحديث بقية