بالمنطق ثورة الشحادين!!!!! صلاح عووضة * المستشار الرئاسي مصطفى اسماعيل نعتذر له إعتذاراً شديداً عن كل ما بدر من قلمنا تجاهه في الفترة الماضية.. * الفترة تلك التي كنا نطلق عليه خلالها اسم المستشار «الطائر» تارة.. * واسم مستشار الرئاسة لشؤون «لبنان» تارة أخرى.. * فهو إما طائر «على طول!!» منذ أن كان وزيراً للخارجية.. * وإما «حاطٌّ» بطائرته في بيروت للتوسط بين متناحرين هناك.. * فمستشارنا الرئاسي فيما يبدو يحب لبنان «وايد!!».. * فهو «يطير» إلى لبنان كلما نشبت أزمة سياسية هناك للعمل على حلها.. * ولكنه لا يطير إلى دارفور أبداً بما أن استشاراته هي لما «وراء البحار!!».. * ولا يطير كذلك إلى كجبار بالشمال.. * ولا إلى الشرق.. * فهو غير معنيٍّ بأزمات «الداخل» الإقليمية كثيراً، ولكنه يطير «فُريرة» إلى مسقط رأس نانسي عجرم فور سماعه بأن أحدهم هناك - من السياسيين - «واخد على خاطرو شوية من التاني!!».. * نعتذر إذاً بشدة للسيد المستشار ونترجَّاه أن يعود الى ما كنَّا هاجمناه بسببه.. * نترجَّاه أن يعود إلى همومه الخارجية و«اللبنانية» ويطير إلى حيث يريد مصحوباً بالسلامة.. * فنحن «عافون» عنه تماماً نيابة عن الشعب ولو طار هذه الأيام ليمكث هناك شهراً «بحاله» ريثما تنجلي الأزمة الراهنة بين معسكري الحريري وحزب الله.. * فهو ما أن «بطّل طيران» مستشارنا الرئاسي و«حطَّ» بين ظهرانينا حتى صارت تصريحاته «كتير مؤلمة!!».. * صارت تفتقر إلى الدبلوماسية رغم أنه مستشار دبلوماسي.. * ولعلَّ أول تصريح له من هذه الشاكلة عقب مكوثه في بلده هو وصفه للسودانيين بأنهم كانوا «شحادين!!!» قبل مجيء الإنقاذ.. * وإن كان بتصريحه هذا قد أغضب السودانيين جميعهم فإن تصريحه التالي أغضب الذين ينتمي إليهم جهوياً حين حاول أن ينتزع مسقط رأسه «رومي البكري» وليس شخصه فقط من سياقها النوبي الأصيل.. * أما تصريحه الثالث فقط أغضب الذين دعاهم للجهاد أنفسهم من شباب وطلاب المؤتمر الوطني بحجة حماية الوطن حسب قوله من المخاطر التي قد تواجهه حال وقوع الانفصال.. * فدبلوماسية المستشار الدبلوماسي تضحى «خشنة» حين يتم «توطينها!!» بعكس دبلوماسيته «الناعمة!!» خارجياً سيما في لبنان.. * فهي دبلوماسية ذات تصريحات «تفلق» ثم لا «تداوي».. * ثم لا أحد من زملائه بالمؤتمر الوطني يعاتبه بلغة الشوام التي يحبها ويقول له: «شو فيك يا خيِّي؟!».. * لا أحد يقول له ذلك مادام هناك «أخٌ له!!» يُهشِّم مشاعر الناس تهشيماً عبر تصريحات «دُرَّابية» وليس فقط «يفلق» دون أن يعاتبه حزبه.. * ونأتي الآن إلى آخر تصريحٍ للمستشار الرئاسي ولن يكون الأخير بالتأكيد أدلى به في سياق نفيه لأيِّ هرب محتمل من تلقاء الرئيس حال حدوث ثورة شعبية ضد الإنقاذ.. * ومصطفى إسماعيل لم يفعل في الواقع أكثر من «تبرُّعه» بترديد ما سبق أن قاله الرئيس «ذات نفسو» في هذا الصدد.. * أما «الجديد!!» الذي كان يمكن أن يضيفه إسماعيل فهو تأكيد عدم هروبه هو كذلك بحسبانه رمزاً إنقاذياً مشاركاً في كل الذي يمكن أن يُغضب الشعب فيثور بسببه.. * فثورة الشعب التونسي التي أشار إليها السيد المستشار في إطار نفيه هذا لم تستهدف الرئيس بن علي وحده وإنما رموز الحكم أجمعين.. * وثورة الياسمين هذه حسبما سُمِّيت هي التي كانت «وقوداً!!» لتصريح إسماعيل الأخير الذي تحدثنا عنه.. * فقد استبعد المستشار الدبلوماسي حدوث ثورة شعبية في السودان مماثلة لتلك التي حدثت في تونس.. * قال إن شعب تونس إنتفض بسبب ما استشرى هناك من فساد وقمع وإرهاب ومحسوبية.. * والسودان حسب قوله ليس فيه فساد ولا قمع ولا إرهاب ولا محسوبية.. * إذاً لماذا ينتفض الشعب السوداني؟!.. * وما درى المستشار الذي لم يعد «يطير» أن تصريحه ذاك وحده الذي وصف فيه السودانيين ب «الشحاتين!!» يكفي لإشعال فتيل الثورة الشعبية.. * فهو لا يقل استفزازاً لأبناء السودان عن التصريحات تلك التي أطلقها النميري قبيل سفره الذي بلا عودة إلى أمريكا.. * ثم أي معايير للفساد يريدها مصطفى إسماعيل أكثر من تلك التي تفوح «روائحها!!» عبر تقارير المراجع العام؟!.. * وأي معايير للمحسوبية يريدها أكثر من التي تتبدَّى «سيماها!!!» في كل مرفقٍ من مرافق القطاع العام في طول البلاد وعرضها؟!.. * وأي معايير للقمع يريدها أكثر من التي عبّرت عنها قبل أيام تصريحات «تحذيرية!!!» من «العيار الثقيل!!!» في أعقاب تململ الشعب جراء زيادات في الأسعار؟!.. * من الأفضل لهذا الشعب «الما ناقص!!» أن يعود مصطفى عثمان إلى دبلوماسيته «الطائرة» بدلاً من أن «يحطّ» بينهم.. * ويكون «كتير مليح» لو أنه «طار» سريعاً نحو بيروت ل «يلحق» بالأزمة السياسية الناشبة هناك هذه الأيام.. * ونتعهد للسيد المستشار حال حدوث ثورةٍ «هون» رغم التحذيرات «النارية!!» أن نختار لها اسماً يجمع بين ثورة الياسمين «سجعاً» وبين أحد أكثر تصريحاته «ألماً».. * نعده بأن نسميها «ثورة الشحادين!!!!!». الصحافة