[email protected] أخاف ان يأتي يوم ما ويكون لهؤلاء الفئة حكومة بوزرائها و ولاتها و شعابها..هذا الكلام لا أقوله على سبيل الاستهتار أو المزاح و لكن هذا الواقع الماثل أمام عيني.. مئات من هؤلاء ذكورا و إناثا يملأون أرجاء و شوارع العاصمة و الأدهى من ذلك تجدهم أمام مجمعات و أماكن تعتبر إستراتيجية..يعيشون الحياة في الهواء الطلق أكل..نوم..حمام و كل شئ في الشارع العام..ما بالنا لا نهتم بهذه الشريحة الاهتمام المطلوب و الواجب؟! لماذا نطلق عبارات لمن يهتم بأمر هؤلاء الفئة مثل (ديل شماسة) و (لا أمل لنا فيهم)و (لن نضيع وقتنا معهم) ( انت فايق تهتم بهؤلاء) لا وألف لا.. الأمل موجود في التقويم و الوقت لمعالجة أمورهم ليس ضياعا..هم بشر مثلنا شاءت الظروف أن يحمل كل منهم قطعة مبللة ب(السلسيون) يستنشقها ليرى الحياة بشكل يتمناه..لماذا لا نحقق حلمه و ندعه يرجع لعالمنا؟! تراءت لي أفكار كثيرة و أنا أتأمل هذه الفئة يوميا فقد شاءت الظروف ان يكون مكتبي في قلب مدينة امدرمان محاطا بهذه الفئة..صرت أتأمل حياتهم يوميا..جموع غفيرة منهم هائمة و هم حفاة..رغم ذلك يضحكون عندما يسمعون أو يشاهدون تلفازا أمامهم به أشياء مفرحة....يتقافزون عند مشاهدتهم للمبارة و يرقصون مع نغمات الموبايل..أحيا يلجأون للمشاجرة أو افتعالها للسرقه..و عندما يصفعهم احدأ أرآهم منكسرين..نظرت أمامي فشاهدتهم يتسلقون جدار سينما امدرمان القديمة و يقضون فيها حاجتهم ثم يعودون للشارع مرة اخرى..لماذا لا تقوم الدولة بفتح هذه السينماو جعلها دارا لهم؟! توفر لهم فيها خدمات و لو بسيطة حتى لا يزداد عددهم أكثر من ذلك..ترى فتاة صغيرة حافية و هي تحمل طفلا انجبته في الشارع و سوف يعيش كما عاشا و عاش والده.. هؤلاء المشردون طالما هم يفهمون و يشاهدون و يلعبون (الدمينو) لماذا لا نستوعبهم؟! اذا أصابنا اليأس فما بالنا حيال ما يصيبنا من كثرة وجودهم في الشوارع سوف نصاب بكارثة بيئية..صحية و أزمة اقتصادية و ..و ... حتى وان كنا داخل فلل و عمارات و شقق مغطاة بزجاج نرى فيه من حولنا و لا يرونا سوف نراهم في أحيائنا، سوف يؤثرون علينا..ما بالنا و ما الذي أصابنا من صمت!! أرجو الانتباه قبل أن تقوم هذه الدولة.. منال محمد الحسن/ امدرمان