إليكم الطاهر ساتي [email protected] طلابنا بالقاهرة يستنجدون .. ولا مجيب ..!! ** اليوم تخلي أمريكا رعاياها بالقاهرة، أما بريطانيا لقد بدأت عملية الإخلاء منذ فجر البارحة، ودولا أخرى - مثل تركيا والسعودية والكويت - أرسلت طائرات خاصة لعملية الإخلاء، وهذا يعني بأن الأمن لم يعد مستتبا بالعاصمة المصرية .. وأنظمة تلك الدول وغيرها لم تلجأ إلي عملية إخلاء رعاياها - مكرهة - من القاهرة وبقية مدائن مصر إلا وفق محتوى تقارير سفاراتها ، وهي الأقرب إلى واقع الحال تفحيصا وتمحيصا وتحليلا للحدث وتكهنا لما سيحدث .. وهنا أطرح سؤالين، ماذا فعلت دولتنا السودانية وحكومتها تجاه مئات الآلاف من رعاياها المتواجدة هناك بين مطرقة إنفلات الأمن وبلطجة الهاربين من السجون ؟ وماذا فعلت سفارتنا بالقاهرة حتى مساء البارحة ؟.. تابع الإجابة أدناه، حسب متابعة شباب قسم الأخبار بالصحيفة ..!! ** هنا بالخرطوم، منذ الخميس الفائت وإلى مساء يومنا هذا، لم تفكر وزارة الخارجية إلى إصدار بيان أوتصريح يوضح للأهل بالسودان عما يحدث لأهلهم بالقاهرة والأسكندرية وغيرها من المناطق الملتهبة..هكذا حال وزارة الخارجية ، سكونها قابع أمام شاشات التلفاز كأي مواطن يتابع الحدث، وبخل نهجها تجاه أبناء السودان بالخارج - وأهلهم بالداخل - ولو بمحض بيان أو تصريح يمنحهم الإحساس بأن لهم وطن يهمه أمرهم وحكومة حريصة على حمايتهم من المخاطر.. نعم لقد بخل نهج ولاة الأمر لرعيتهم هناك ولوبوريقة بيان ، ناهيك بأن تحدثهم أنفسهم بإرسال طائرة - أو حتى عربة دفار- لإخلاء كل مصاب أومتوجس، كما تفعل الدول التي تحترم شعوبها.. وأشك بأن تكون لوزارة الخارجية معلومات عن أحوال السودانيين بالقاهرة ..!! ** وذاك الشك مرده ما يلي .. ليلة أول البارحة، إتصل قسم الأخبار بالصحيفة بطلابنا وطالباتنا بالجامعات المصرية، وعلم بأن طلابنا وطالباتنا في وادي الخوف والهلع والخطر، بيد أن السفارة وسفيرها في واد آخر يصلح بأن يسمى بوادي التجاهل واللامبالاة واللامتابعة .. ولك أن تتخيل المشهد التالي ياصديق : طالباتنا بجامعة القاهرة تجمعن بإحدى بنايات مدينة ستة أكتوبر، ثم تجمع طلابنا أسفل البناية وعند مدخلها لحمايتهن من أعمال النهب والسلب - والبلطجة - التي عمت حى ستة أكتوبر والأحياء المجاورة، هكذا حال طلاب وطالبات السودان منذ ليلة الجمعة الفائتة، والسفارة إما تجهل أوتتجاهل ذاك الحال .. ومنذ السبت وحتى مساء البارحة، ظل الطلاب يهاتفون السفارة ويستنجدون بها، لتساعدهم على مغادرة القاهرة إلى وطنهم، ولكن لامجيب .. نعم، هواتف السفارة محض رنين ..!! ** ورغم أنف ذاك الحال المتواصل إلى فجرنا هذا، يقول الفريق عبد الرحمن سر الختم، سفير السودان بمصر - لبعض صحف البارحة - بأن (جميع) أفراد الجالية السودانية بمصر بخير ولم يتعرضوا لأية مضايقات أومتاعب ولم ترد أية شكاوى تشير إلى ذلك، أوهكذا يجمل السفير وضع رعاياه هناك وكأن هؤلاء الطلاب الذين يستنجدون بسفارته ولايجدون مجيبا لنجدتهم ليسوا ب (أفراد جالية ).. ثم كيف سترد شكواهم للسفارة وهواتفها صماء بكماء إلا من رنين لايلبي نداء المتوجس ؟.. ما الذي يمنع - غير الكسل و سوء الإدارة - بأن تخصص السفارة خطوطا ساخنة وطارئة لأفراد الجالية على مدار اليوم والساعة ، كما فعلت مراكز القوات المسلحة لشعب مصر؟.. ثم ما الذي يمنع - غير اللامبالاة والتجاهل - بأن يتفقد السفير وطاقمه طلابنا وطالباتنا في جامعاتهم و داخلياتهم ؟.. وإن لم تتحسب للفوضى والبلطجة، فلماذا لاتتدخل وتحمى هؤلاء وهى في بداياتها قبل أن تتفاقم ؟.. أما أن نهج السفارة - كما نهج حكومتها - ينتظر تفاقم الأوضاع وتأزم الأزمات، ليفكرر ويقرر( بعد خراب مالطا)..؟.. وعليه، فلتدع السفارة هذا نهج اللامسؤول والتفكير السلحفائي، وكذلك الخارجية وكل من يهمهم أمر الطلاب والجالية هناك، فليتحركوا تجاه هؤلاء.. فالقرون الإستشعارية لسفارتنا ليست بأقوى من قرون إستشعار سفارات أمريكا وبريطانيا والسعودية والكويت وتركيا وغيرها من الدول التى تلمست المخاطرو أخلت رعاياها.. نعم، نفهم ونتفهم بأنهم يستجيرون من رمضاء القاهرة بنار الخرطوم .. ومع ذلك،أخلوهم إن كانوا - فعلا - رعاياكم ..!! ........... نقلا عن السوداني