عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يوجد بالسودان أحزاب ؟؟؟ا
نشر في الراكوبة يوم 05 - 02 - 2011


هل يوجد بالسودان أحزاب ؟ ؟ ؟
عبدالله حمد الملك
لنبدأ بتعريف الحزب ؟ Definition Party The political
الحزب السياسي كما اعرفه ببساطة هو برنامج وطني يعبر عن نظام إقتصادي سياسي متجدد ( IDIOLOGY ) اتفق عليه واضعيه من المفكرين القياديين الوطنيين الأكفاء وروجوا له وسط الجماهيرالمتعلمة التي قرأته واقتنعت بانه هو سبيلها لحل كل مشاكلها ورفعة وتقدم الوطن وبقائه متحداً آمن الحدود ؟ والحزب تنظيم ديمقراطي له برنامج وطني والولاء فيه للوطن قبل الأفراد ويسمح فيه بتداول المراكز وكذلك النقد البناء لتطويروتجديد الحزب وبنائه ؟
واذا أردنا أن لا نطلق كلمة حزب جزافاٌ على أى شلة أو مجموعة لنتشبه بالدول المتطورة سياسياً وإقتصادياً ونقول أننا مثلنا مثلهم دولة راقية لها أحزاب سياسية عريقة ؟ أو نتجاهل المضمون ونتمسك بالقشور ونسمي الطوائف الدينية التي ترأسها و ترعاها اسرة واحدة بحزب ؟ فهذا سيقودنا الي خطأ فادح ؟ ونكون اخطأنا و سمينا الأشياء بغير مسمياتها ؟
فى علم الرياضيات وعلم المنطق يقال : أن الإفتراض الخاطئ يؤدى قطعاً الى نتيجة خاطئة .
فعندما نطلق بجهل تعريف أو كلمة حزب علي أسرة ما يتبعها كم من الذين فاتهم قطار التعليم والوعي وتربطهم بها روابط دينية بالأضافة الي فئة قليلة من المتعلمين من نفس الأسرة أو من أنسبائهم او من أنتهازيين لهم مصالح معهم ويظهرون كواجهة أنيقة ومتعلمة ولها فى المقابل الجاه والمناصب البراقة عندما يستولون على السلطة فهذا هو عين الخطأ ؟
مع احترامي لهم كأسر دينية تشكل حقبة من تاريخ السودان وخاصةً أسرة محمد أحمد المهدي بطل السودان العظيم طيب الله ثراه ، الا أن هذه الأسر أثبتت على مدى التأريخ أن الهدف الأساسى من نشاطها هو المحافظة على مستواها المادى والأجتماعى الذي تكون في عهد الأستعمار قبل أن تراعي مصلحة الوطن والمواطن المقلوب على أمره ؟ انهم يهتمون ويناضلون في كل ما يخص مصالح أسرهم الا في ما يطور السودان بنفس القدر : اقتصاد , تعليم , صناعة , طاقة ,الخ . بعد الأنتخابات رأيتم كيف اغرتهم المناصب التي تكرمت بها الحكومة لبعضهم علهم يحافظون علي مصالحهم والأستمتاع بجزء صغير من الكيكة الشهية بالرغم من معارضتهم للحكومة ؟؟ كما أنهم لم يترددوا في استلام مبالغ كبيرة من أموال الدولة كتعويضات عندما تراجعوا عن دخول الأنتخابات ؟؟؟
كيف يمكن أن نسمى تنظيم الأسرالطائفية بحزب وهم ليس لهم أى برنامج وطنى مكتوب أو لهم خطة سياسية اقتصادية لتطوير الوطن ؟
عندما كانوا في الحكم لم يبرهنوا علي اهتمامهم باصدار اي قرار حتي يوضح انهم منحازين للوطن ورفعته قبل مصالحهم الشخصية ؟ وهذا ما أظهر للعامة ان الحكومات الشمولية تعمل وتنجز مشاريع تنموية بصورة اوضح مما ازهدهم في هذه الطوائف ودعاهم للغفران للحكام ولأخطائهم مهما كانت ؟
1
يقول البعض انهم لم يعطوا الفرصة والوقت الكافي ؟ ان القرار يمكن ان يصدر في لحظة ؟؟ مثلاً اصدارقرار بإلغاء قوانين سبتمبر النميرية علماً بانهم كانوا من أشد معارضيها ؟؟؟ او إصدارقرار بتكوين لجنة من كبار الأطباء والمسؤلين لتطوير قطاع الخدمات الطبية ووضع مقاييس جديدة متطورة توقف نزيف العملات الصعبة التي تذهب للعلاخ بالخارج علماً بأن السودان يزخر بالأطباء الأكفاء الذين يخدمون دولاً متقدمة ؟؟ قرارات مثل هذه كان يمكن ان تصدر في لحظة وحتي من باب الأستعراض والكذب والتمثيل لكسب ود العامة لم تصدر !!
انهم تحت ستار الدين اغتنو وعاشوا في بحبوحة اسطورية تخدمهم جيوش من الخدم والحشم وأستمتعوا بكل ملزات الدنيا ببذخ ليس له مثيل ؟ ويكفي انهم كانوا هم الأسرتين الوحيدتين اللتان تملكان كل شيء في السودان ويقبل اياديهم المتعلم والجاهل الذي يمنحهم جزء مقدر من محصوله اوعرقه علماً بأن ديننا الحنيف يأمرنا بالتصدق علي المسكين فقط ؟ والتاريخ يقول انه من المحال بقاء هذا الحال ولن يرزح شعب السودان تحت الثالوث المخيف الفقر والجهل والمرض؟
في الأمارات كل يوم تتطالعنا الصحف بقرار جديد يصب في مصلحة مواطني الدولة : توطين الوظائف , منع التدخين في الأماكن العامة , تطوير التعليم والمناهج وتجنب الروتين في التعليم الخ وكل هذه القرارات تنفذ وتتابع بدقة ؟؟ فهنيئاً لدولة الأمارات التي حباها الله بحكام وطنيين افذاذ يسهرون علي تطوير وخدمة مواطنيهم بكل تفاني واخلاص ؟
كيف يمكن أن نسمى تنظيم أسرة طائفي بحزب وهذا التنظيم رئيسه من نفس الأسرة ثابت لايتغير الا عند الموت وبالوراثة ويملك وحده حق تعيين المكتب السياسى والأدارى واي منصب آخر ومن اسرته فقط ! وفصل أى عضو لا يدين بالولاء والطاعة ويقبل الأيادي ؟ انها لا تطبق الديمقراطية داخل طائفتها فكيف نتوقع منها التعامل بديميقراطية ؟ اليس هذه هي الشمولية بعينها ؟ انني اعتقد ان الذي يسمي هذه التنظيمات الأسرية أحزاب هو شخص عاطفي يمتاز بالطيبة يقبل بالموجود او السذاجة السياسية او لا يعرف ماذا تعني كلمة حزب او له مصلحة في ذلك ؟؟ وأذا سألنا اي شأب: لماذا انت تتبع اي من هذه الطوائف ؟ وهل تتبعها لقناعة ماء ؟ سيكون الجواب أن أهلي كلهم من هذه الطائفة ؟؟؟
هذا لا يعني اقصاء الآخر ؟ فالمجال مفتوح لهم لتكوين احزاب ديمقراطية حقيقية بمعني الكلمة ولها برامج وطنية مدروسة تواكب العصر وليتذكروا أن الأجيال المتفتحة الجديدة الحالية لا تعرفهم ولن تقبلهم بصورتهم القديمة ؟؟ والا فاتهم الركب واصبحوا تاريخ منسياً !!!
اما التجمعات الخرطومية والتي انشأت بواسطة الطلاب الذين كانوا يدرسون في العراق وسوريا وسمو انفسهم بأحزاب كالبعث العربي وكذلك الناصريين الذين درسوا في مصر ؟ اين هي برامجهم وجماهيرهم ؟ وكيف يمكن ان يقنعوا سودانيي الشرق والغرب والجنوب بالبعث العربي ؟؟؟ اذا كانوا يعتبرون هؤلاء اصلاً سودانيين ؟؟؟
2
هنالك أحزاب صغيرة أخري لها برامج طموحة وامكانيات مادية ضئيلة وتتركز في العاصمة والمدن الكبيرة بعددية ضئيلة وسط المتعلمين لا تمكنها من الفوز بأي انتخابات حرة او غير حرة ؟؟ فهل يمكن أن يتجمع كل هؤلاء والذين يقدروا بعدد 85 تجمع (حزب) ليكونوا حزب سوداني ديمقراطي كبير له برنامج واهدافه وطنية يتفق عليها الجميع ليجد له مكانة في قلوب السودانيين بمختلف اعراقهم ودياناتهم اي برنامج يتوافق مع العصر ومتطلبات السودان الحالية يضعه في مكانته المنشودة بين الأمم المتحضرة ؟ حزب قوي يستطيع ان يناطح في الأنتخابات او في المعارضة ؟ والا علينا أن ننسي ونترك الساحة لمحتلها ليفعل مايشاء !
أمريكا القارة بجلالة قدرها لها حزبان رئيسيان ؟؟ جمهوري وديمقراطي ؟؟ انجلترا لها ثلاثة : المحافظين , العمال والليبرالي الديمقراطي؟ هل أحزابنا الكثيرة المتواضعة وصغيرة لها اعتراض علي تسخير اموال البترول والذهب في الزراعة
وتامين الغذاء للجميع والتصدير ؟ هل تعترض علي تطوير التعليم ليكون وطنياً مرتبط بالعمل المنتج ؟ اي التعليم من اجل الأنتاج وليس التعليم من اجل التعليم والشهادات ؟ هل يعترضوا علي ترشيد الأستيراد لتكون هنالك اولويات ؟ اي استيراد المعدات الطبية والأدوية قبل التفاح ؟ وادوات الأنتاج قبل العنب ؟ هل يعترضوا علي تحرير المرأة ومحاربة العادات الضارة ؟ وعلي اغراء وتسهيل عودة الكوادر العلمية المهاجرة لخدمة السودان ؟ وعلي استثمار أموال المغتربين في شركات مساهمة انتاجية مثمرة ؟ وغيرها كثير من المتطلبات البديهية لتطوير الوطن وجعله يتسع للجميع ؟؟
فاذا كانت كل هذه الأحزاب وطنية وتؤمن بهذه البديهيات ؟ فلماذا لاتتوحد تحت برنامج وطني يطوره ويتفق عليه الجميع ؟ ياتري من هو المستفيد من هذه الشرزمة اي التفكك ؟؟ واذا رضينا بهذا التفكك فلا مناص من ان نرضي بما يحصل الآن ولا نكون مثاليين ونحلم كثيراً ؟؟؟
انني اعتقد انه لا يمكن لنا ان نصل الي مرحلة الديمقراطية الحقيقية التي ننشدها الا اذا كونا احزاباً حقيقية وسط المتعلمين بعدد لا يتجاوز ال 3 نميزهم بحزب الوسط , اليمين و اليسار, لها برامج تواكب العصر وترضي طموح السوداني الذي انفتح علي العالم ورأي بعينه كيف تتطور الشعوب بسرعة مذهلة ونحن الي الآن 90 % من مواطنينا في مرحلة الأنسان الأول الذي كان يبحث عن الماء والكلا والغذاء والمأوي وان وجد الغذاء فهو ( موية فول او ويكة ) ؟؟ وان وجد المياه فهي ملوثة وان وجد المسكن فعشيش او ما لا يصمد أمام الأمطار ؟؟ قد يكون كلامي هذا مستفزاً للكثيرين العاطفيين الذين يحبون الأطراء والأحلام الوردية ؟ ولكني اعتقد انها الحقيقة المرة ؟
كيف يمكن أن يصوت الأمي الذي اذا قلب رمز الشجرة رآه فجلة واحتار وتسآءل لمن ترمز الفجلة ؟؟ والأمي الذي لا يستطيع ملأ ورقة التصويت فيساعده المراقب في ملئها ؟؟
انني اشبه الأنتخابات الأخيرة في السودان بالذي يود ان يركب ماكينة سيارة في عربة كارو !!! اي الذي يحاولة تطبيق نظام متطور ابتدعه انسان وصل مرحلة الرفاهية علي انسان امي جائع لا يعرف ان هنالك اصلاً برنامج ولا يعرف مصلحته حتي ! فلماذا نكذب او نخدع أنفسنا ونعيش في حلم ونصرف مبالغ طائلة هباءً؟
3
الذين يمارسون الديمقراطية في بريطانيا وغيرها لهم ثلاثة احزاب كبيرة عريقة لها برامج مدروسة ورئيس منتخب يراقب من الصحافة الحرة وأعضاء الحزب ويحاسب وينتقد ويصحح ويمكن اقالته بكل سهولة ؟ وينتخبهم متعلمون يقرأون البرامج وينتقدوها ويصححوها حتي تكون مقنعة وتحقق لهم مصالحهم ؟؟
ان القاعدة تقول انتخابات الجهلاء قطعاً سوف تأتي بجهلاء ؟؟؟ لا يعني هذا ان ننتظز الي ان يتعلم كل السودانيين حتي نقيم انتخابات؟؟ ولكن المصلحة تملي علينا ان يختصر حق الأنتخاب والترشيح علي المتعلمين فقط حتي وان كانوا في بريطانيا لا يفعلون ذلك ؟ ولا مجال للعواطف والكذب علي انفسنا ؟ واعتقد ان ذلك سيكون في مصلحة الغير متعلمين؟ والبصير يقود الأعمي وليس العكس؟؟
نعم ان لنا متعلمين كثر منهم افذاذ يعرفهم العالم !! كل برع في تخصصه !!
يتعجب الكثيرون ويقولون: اننا نري السودانيين يتفوقون في الجامعات بالخارج ويتبوأون المناصب الرفيعة في دول متقدمة ونفاجأ عندما نري حالهم في الأخبار المصورة بالتليفزيون؟؟ يمكن لهؤلاء ان يتجمعوا في حزب ديمقراطي كبيرويمولوه ويضعوا له برامج وطنية انتاجية متطورة تواكب العصر تغيير من حال رجل افريقيا المريض والمديون ؟؟؟
وان لم نفعل ذلك فستكون مناقشة شؤون الوطن مجرد تسلية صالونات في المناسبات اي في بيوت العزاء والولائم الخ ؟ او تسلية بالكتابة والقراءة في الصحف الألكترونية؟؟ ويصدق علينا المثل القائل الكلب ينبح والجمل ماشي ؟؟؟
هذا الرأي قد يكون سابقاً لأوانه ؟ وسيحاربه بشراسة من ما يسمون انفسهم أحزاباً
وهم في الواقع ( طوائف دينية ) !! وكذلك من المستفيدين من جهل جيوش المواطنين الذين فاتهم قطار التعليم وهناك من عمل وسيعمل علي ابقائهم جهلاء ليحركهم مثل قطع الشطرنج ؟ اذ كيف يمكن لدولة نالت استقلالها قبل اكثرمن 55 عاماً تصل فيها نسبة الأمية الي اكثرمن 70% وتستورد الشعيرية والبيض؟؟
هل يمكن ان نطمح بأن تتجمع كل الأحزاب الصغيرة لتكون حزب ديمقراطي كبيراً تحت لواء انقاذ السودان الذي في طريقه للتشرزم والزوال ؟؟؟ اعتقد ان هذا ممكن لو
تجرد قادة تلك الأحزاب الصغيرة من حب الرئآسة وأصبح همهم وسبيلهم وولائهم للسودان الحبيب ؟؟؟ اما ان يكون لنا 85 حزب صغير يتندر عليها البعض ويسميها أحزاباً ديكورية ؟؟ كل منهم يعزف لحسابه ؟ فهذا قطعاً يخرج مقطوعة موسيقية نشازأً ؟؟ ويترك السودان فريسة لكل مقامر طموح ليفعل به مايريد ؟ او حزب واحد ينفرد بالسلطة لأنه لاينبري له اي منافس قدير بالساحة ؟؟
ما الذي يمنع السودان من أن يكون سلة غذاء العالم ؟؟؟ هل لقلة الأرض ؟ ام المياه ؟ ام الأيدي العاملة الرخيصة ؟ ام الطاقة ؟ ام الخبراْء؟ لا ثم لا ؟ انها لقلة العزيمة والوطنية الصادقة !!
ان الحل الوحيد لكل قضايا السودان هي تطوير العنصر البشري و الأنتاج ثم الأنتاج ثم الأنتاج ... وليس التسول والأستدانة عنوان المهانة .
كيف يمكن لدولة صحراوية مثل دولة الأمارات بها شح في المياه والتربة الصالحة والأيدي العاملة والكوادر العلمية في الزراعة ان تصدر الي اوربا اطنان من الفراولة والزهور والي الدول العربية الخيار والطماطم وتهديهم سنويا عشرات الأطنان من التمور ؟
4
انها الأرادة والوطنية الصادقة وليست الأمكانات كما يعتقد الكثيرين والذين دائماً ما يعلقون الفشل علي شماعة عدم الأمكانات؟؟ ان الأمكانات تصنعها الشعوب تحت قيادة وطنية ورشيدة ؟ ( ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغييروا مابأنفسهم ) صدق الله العظيم . ينتج السودان بترول ، ذهب ، سكر، لحوم، قطن ،صمغ، جلود وغيره بالأضافة الي العملات الصعبة التي تدخل نقداً بواسطة المغتربين تقدر ما بين 7 الي 9 مليار دولارسنوياً حسب تقديرات صحيفة الفاينانشيال تايمز اللندنية وهذا غير مايدفع للسفارات في شكل رسوم، ضرائب ومساهمات ؟ واذا اردنا الحصول أكثر من ذلك فلنستفيد من امكأناتنا الطبيعة التي حبانا بها الله من ماء واراضي خصبة وشباب طموح يتوق الي العيش الشريف ؟
هنالك سيدة كينية أحرزت جائزة نوبل سنة 2004 تُدعي ونقاري ماساي بزراعتها مليون شجرة ببلدها ؟ هل نطمح في ان تقوم حكومتنا بزراعة مليون نخلة سنوياً اي 4 مليون نخلة خلال سنواتها الأربعة القادمة ؟ خاصةً في وجود واحد من اكبر خبراء النخيل بالعالم بالسودان وهو الدكتور/ عوض محمد احمد عثمان وغيره من علماء مشهود لهم ، قد تكون صدقة جارية للمحتاجين وما أكثرهم ؟؟
انني أدعوا جميع الحريصين علي مصلحة ومستقبل سوداننا الحبيب بالعمل علي تكوين حزب جامع لكل الأحزاب الوطنية الصغيرة ليتكون من المتعلمين له برنامج وطني متطور لأنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان وضياع السودان وذلك في ظرف السنوات الأربعة القادمة عله يدخل الأنتخابات القادمة منافساً قوياً ان شاء الله .
عبدالله حمد الملك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.