الصادق المهدي الشريف [email protected] (1) كان أحد الفنانين من ذوي الشهرة يقترح على زميله (بول جوجان) إقامة رابطة تجمع كل الفنانين الأوربيين وتساعدهم في تسويق أعمالهم. لكن جوجان سخر منه سخريةً جعلته يقذفه بالكأس التي في يده... ويسقط مغشياً عليه، فالرجلُ من رقته لم يحتمل سخرية (جوجان) من حلمه بجمع الفنانين الأوربيين في رابطة واحدة. وأضطر جوجان الى حمله للمستشفى ثمَّ الى المنزل. وفي منتصف ذات الليلة احتدم النقاش بينهما مرة أخرى، فأمسك الرجلُ بشفرة الحلاقة وطارد (جوجان) في شوارع فرنسا... حتى تعب وسقط مغشياً عليه. بعد أن أفاق في المستشفى تذكر (فنسنت فان جوخ) محبوبته (ارسيولا) والتي كانت قد أبدت إعجابها بأذنه، وطلبتها منه. تذكرها فان جوخ، وتذكر شفرة الحلاقة التي طارد بها (جوجان)... فأمسك الشفرة وقطع بها أذنه، وربط رأسه المصاب، وذهب الى محبوبته وقدَّم لها الأذن التي طلبتها منه ذات يومٍ على سبيل المزاح. لكنّ الدم النازف بغزارة جعلت فان جوخ يسقط مغشياً عليه. وأنبل القصص هي التي تلهب القلوب... وأجمل القصص هي التي تلهم الشعراء... وقد كتب زميلنا المهندس والشاعر بدر محمد فرح مقطعاً رائعاً مرتكزاً على هذه القصة : سأقطع أذنيَّ الأولى ولن أسمعْ حكاياتٍ بنا صدأتْ بها نأتي لها نرجعْ لاقطع أذنيَّ الأخرى ولن أسمعْ (2) أحد الوافدين على المملكة العربية السعودية – كما ذكرت صحيفة المدينةالمنورة – كان يرغب في إمتلاك خروفين. لم يكن ينوي الإكتلاك عن طريق الشراء أو الإستدانة، بل كان ينوي السرقة، وفي منتصف الليل تسلل الى مزرعة أحد البدو. إستيقظ البدوي، وأمسك سكينته الحادة، وأمسك بالرجل بعد أن قذف بإثنين من الخراف فوق سور المزرعة... وقبل أن يلحق بهما. البدويُّ الذي كان يعزُّ خرافه أيُّما معزة، أمسك باذنيِّ الرجل وسمَّى الله وكبَّر وقطع أحدهما قائلاً :(هذه للخروف الأول)، ثُمَّ بسمل وكبَّر مرةً أخرى وقطع الأذن الثانية، وقال :(هذه للخروف الثاني). ورجع الى خيمته ونام حتي مطلع الشمس. (3) أشهر من كلِّ هذا قصة الحلاق الذي أمسك بأذن الزبون وسأله : (هل تريدُ هذه الاذن؟؟). فأجابه بالنفي... فقطعها الحلاق ورمى بها بعيداً. وأمسك بالاذن الاخرى وسأله ذات السؤال :(هل تريدُ هذه الأذن؟؟؟). فأجابه بالإيجاب... فقطعها ووضعها له في يده. والسرُّ المخبوء وراء هذه القصة أنّها محوَّرة... وجُعل الحلاقُ لها بطلاً. لكنّها من فعائل جهاز أمن أحد الأنظمة العربية... وبطلها حلاقٌ من نوعٍ آخر. أين هذا الزبون الذي ينتظرُ الحلاق ليقطع له أذنه الأخرى؟؟؟. (4) قال الحكيم لزوجته الثرثارة : ألم تتفكري يوماً في السبب الذي جعل الإله يصنع لنا أذنين إثنين وفمٌ واحد؟؟؟؟... لقد أراد لنا الإله أن نستمع أكثر مِمَّا نتكلم. التيار