[email protected] الخرطوم9 فبرير 2011 افترض أن الجميع قد أطلع على بيان نقابة المحامين وهي تهنئ الجماهير المصرية وتبارك فيها لشعب مصر هبته في ذات الوقت الذي لا زالت حكومتنا السنية - والتي يؤيدها أتحادهم – تتخذ من الحريات التي هب الشعب المصري البطل في وجهها فزلزل اركان النظام المصري تتخذ من الحريات موقفا لا يختلف كثيرا عن النظام المصري الديكتاتوري والذي ندعو الله أن يزيحه من صدر الشعب المصري. ولا زال في معتقلات النظام معتقلين لا ذنب لهم الا أنهم خرجوا للتعبير عن رأيهم بحرية مثلهم مثل جموع الشعب المصري تماما فكيف يتسق هذا الموقف المتناقض من اتحاد المحامين. واتحاد المحامين كجهاز مهني يضم القضاء الواقف كان حريا به أن يتخذ موقفا لا لبس فيه ولا غموض من الحريات ولو لمرة واحدة في تاريخه وإن عجز عن فعل وقول الحق فكان الصمت أجدر. أما مثل هذا الموقف المتناقض فهو خطيئة وعار عار ..سيظل مكتوبا في سجل تاريخ السودان في موقف خذلان بعض من نخبة البلد التي باعته بأبخس الأثمان. يمكن أن يرد لنا اتحاد المحامين بالقول أن هؤلاء المتظاهرين، والذين لا زال بعضهم يقبع في معتقلات النظام، قد تم اعتقالهم لأنهم خرجوا في تظاهرة على الرغم من أنها سلمية ولكنها لم تلتزم بالقانون. ويكون ردنا عليهم بان الأمر نفسه ينطبق على من خرج من المتظاهرين في مصر. اللهم الا اذا كانوا يعتقدون بأن الشعب المصري أحق من جماهير شعبهم في الحق عن التعبير عن نفسه سلميا. لا يتوقع أحد من نقابة المحامين موقفا داعما للحريات وهي التي لم يفتح الله عليها بكلمة حق في وجه حزمة القوانين التي صادرت كل الحقوق التي وردت في الدستور واقفة جنبا الى جنب مع زمرة القضاة الجالسين في المحكمة المسماة دستورية وهي بذلك خرجت من كونها نقابة مهنية مستقلة ولم تعد اكثر من أحد منابر الحزب الحاكم وهو أمر مؤسف. نكتب هذه الكلمات لنذكر الناس...بمواقف هذه النفر من النقابة ونعلم أن فيها العديد من المحامين الشرفاء ونعلم ايضا أن جموع الشعب المصري الذين يخاطبهم بيان النقابة ستكون خجلة لأن يدعم موقفها مثل هؤلاء المنافقون. ففي نهاية الأمر أن هذه الجموع تناضل ذات النضال الذي يناضله شعبنا والذي سينتصر على الطغيان وتكميم الأفواه في زمان ليس ببعيد.