تنحى يا البشير فأنت سبب الدمار والأنفصال! تاج السر حسين – [email protected] حينما أتحدث أو أكتب عن (البشير) وأطالب برحيله فلا أعنى (البشير) الضابط المتواضع الذكاء الذى أغتصب السلطه عن طريق انقلاب عسكرى، وهو لا يتميز عن باقى اهل السودان بأى ميزة، وأنما أعنى النظام الذى أتى بالبشير مستخدما الفكر الأخوانى الظلامى الشمولى الديكتاتورى الأقصائى المتخلف الذى يريد أن يحكم دولة فى القرن الحادى والعشرين بمفاهيم القرن السابع الميلادى! ولا أدرى ماذا يفعل بما ملكت ايمانهم؟ ومن عجب أن (المعلمين) الكبار، اصحاب الفكر نفسه فى مصر اقتنعوا بمشروع (الدوله المدنيه) الذى طرحه ثوار مصر على أرض ميدان التحرير، وأعلنوا عن عدم نيتهم لترشيح رئيس منهم، بل قرروا أن يدخلوا الأنتخابات القادمه فى 30 % من الدوائر، لأنهم يعلمون ان وصلوا للحكم فأنها الفتنه ويعلمون بأن العصر ليس عصرهم، ودورهم أن كانوا جادين يجب أن ينحصر فى الدعوى والأرشاد لا الحكم. وللأسف هؤلاء الذين يحملون فكرا غريبا علينا ودخيلا على ثقافتنا هم الذين يحكمون السودان الآن، وكعادتهم يزيفون ويزائدون ويكذبون. فرئيسهم يدعى بأن 90% من أهل السودان يؤيدونه، وهو بهذا الكلام غير المسوؤل يسئ لشعب السودانت ويتهمه بالخنوع والخضوع والأستسلام لقاتليه. ولا أدرى هل اهل واقارب الشهيدين (مجدى) و(جرجس) من ضمن اؤلئك ال 90% ؟ وهل اقارب وأهل وزوجات وأبناء شهداء رمضان ال 28 من ضمن اؤلئك ال 90% ؟ واذا استثيناء اهل وأقارب ال 2 مليون و 500 الف جنوبى بعد أن (تحرروا) واعلنوا عن دولتهم الجديده، فهل أهل واقارب وزوجات وأبناء وبنات ال 400 الف دارفورى من ضمن اؤلئك ال 90%؟ وهل من أهل واقارب عشرات الآلاف المغتصبات والمجلودات من نساء دارفور والهامش من ضمن اؤلئك ال 90%؟ وهل الشرفاء فى القوات المسلحه والخدمه المدنيه والقضاة والأطباء والمهندسين الذين شردوا بسيف الصالح العام من ضمن ال 90% المؤيدين لجلالة المشير (عمر البشير)؟ وهل الكم الكبير من مثقفى السودان الذين يعلمون أن مال السودان وخيراته وموارده قد قضى عليها الفساد، ويعلمون أن الدين الخارجى تجاوز ال 35 مليار دولار، وأن مشروع الجزيره قد توفاه الله، وأن (السد) الذى كلف 3 مليار دولار مجرد أكذوبه كبرى ومحاوله لأطفاء اتهامات المحكمه الجنائيه، ويشبه تماما الحديث الدائر الآن عن الأكتشافات البتروليه الجديده التى تجعل انفصال الجنوب بلا أثر .. هل اؤلئك المثقفقين من ضمن ال 90% الذين عدهم (رئيس المؤتمر الوطنى)؟ ما أقبح أن يكذب حاكم. ومن عجب أن (رئيس المؤتمر الوطنى) الذى عجز لسانه أن ينطق بأى كلمه عن ثورة شباب مصر مؤيدا أم معارضا ، لأنه يخشى النتائج على اى شكل انتهت اليه تلك الثوره، بل تجاهلها اعلامه وأنشغل بالأغانى والمدائح، (رئيس المؤتمر الوطنى) لم يعجبه من تلك الثوره غير تصرف (البلطجيه) والرجرجه والدهماء الذين اعتدوا على الشرفاء فى ميدان التحرير، وهم يمتطون ظهور الخيول والجمال ويحملون على اياديهم السيوف والسكاكين و(الشوم) فقال : انه مؤيد ب 90% من شعب السودان، ولولا أنه حاكم مسوؤل لأطلقهم على ال 10% الباقيه ولأشتكوا كما شكى النمل من جيش سليمان! هذا هو الجانب الذى اعجب حضرة المشير (المسوؤل)، عن ثوره سوف تغير وجه التاريخ وسوف تزحزح (الطغاة) من عروشهم. وكنا نظنه سوف يراجع نفسه وحزبه (الكرتونى) المؤسس من مجموعة ارزقيه ومنتفعين ومعهم قليل من المنافقين، مدعومين ببطش امنى وعسكرى! للاسف هكذا كانوا ولا زالوا مزورين للحقائق ومزيفين للتاريخ حتى تاريخ الأمس القريب جدا. فهاهم الآن يتنصلون من مسوؤليتهم فى انفصال الجنوب بالأصرار على الدوله (الأسلامويه) الطالبانيه فى اتفاقية نيفاشا مقابل أدراج حق تقرير المصير الذى ما كان الجنوبيون سوف يطالبون به، اذا ضمنوا العيش الكريم فى دوله تساوى بين الناس جميعا دون تمييز بسبب الدين أو القبيله. قابلنى احد ثوار مصر وهو خارج من ميدان التحرير لقضاء حاجه، فسألنى الأخ سودانى ؟ قلت له نعم. قال لى : ياخساره سمعت أن الجنوب انفصل بنسبة تزيد عن ال 90% ؟ وشعرت من حديثه بأنه (أسلاموى) .. فقلت له : المتسبب فى ذلك هم اخوانكم فى السودان ولا أحد غيرهم، فنحن فى السودان لا نميز بعضنا بالدين، ولولا الفكر الصوفى لما وجد الأسلام مكانا على ارضنا وكاذب من يدعى أن (الصوفى) الحقيقى يوافق على الدوله الدينيه، هى فى الحقيقه ضد قناعاته ومبادءه، مثلما هى ضد قناعات المسلم المستنير والمسلم العلمانى والمسلم غير المتطرف، والمسلم غير المعقد أو المصاب بأمراض نفسيه يريد أن يغطيها (بالدين) والمظهريه والتنطع! وقلت له: للأسف بعض المثقفين والأعلام عندكم وهو مؤثر وقوى، ساهم فى انفصال الجنوب بمساندتهم لنظام ضعيف ورئيس قتل شعبه واباده بالملايين، ولنظرتكم الضيقه للجنوبيين باعتبارهم افارقه (زنوج) مسيحيين، يقاتلون (عربا مسلمين) فى شمال السودان!! هكذا اراد نظام (البشير) أن يصور القضيه ويختزلها، وهكذا اراد الجهلاء والأرزقيه فى الأعلام العربى والمصرى، اما الشرفاء فهم يدركون جيدا ما يدور، لكن صوتهم غير مسموح له بالخروج!