[email protected] المتابع لاخبارنا الاجتماعية من الصحف او المجالس او (وكالات تحت تحت) سوف يلحظ بوضوح ان نسبة الطلاق في المجتمعات السودانية الحديثة اصبحت كبيرة جدا لابل يمكننا ان نقول انها مخيفة لان الاصل في الزواج الديمومة والاستثناء هو الطلاق لانه يعني انهاء تماسك اسرة ولكن ذات الطلاق قد يكون في بعض الاحوال رحمة تماشيا مع القاعدة الاصولية (اذا اجتمع ضرران يجب الاخذ بالاخف) فاحيانا يكون استمرار الحياة الزوجية ضرره اكبر. اما اسباب الطلاق فهي ذاتية في المقام الاول اي نتيجة مشاكل او سؤ فهم بين الزوجين , احداهما او كلاهما ولكن هذا لاينفي ان تكون هناك اسباب موضوعية فاحوال البلاد الاقتصادية والاجتماعية ومايعتريها من متغيرات ثقافية وفكرية لها هي الاخرى دور في الطلاق بعبارة جامعة يمكن ان نقول ان اسباب الطلاق تتداخل بين الذاتي والموضوعي و لكن ليس هذا موضوعنا اليوم قبل ان نقول ما نحن بصدده لابد من تسويره او كما يقول الفقهاء تحرير القضية اي تحديدها فالذي نحن بصدده المجتمع السوداني الحديث اي ذلك الذي اصاب قسطا من المدنية فالمجتمعات السودانية التقليدية ليست فيها مشكلة طلاق اما المجتمعات الحديثة حيث(بت المدن الواعية الدارسة الكتاب) فهي التي يكثرفيها الطلاق بدليل ما صرح به احد قضاة المحكمة العليا المحترمين من انها وصلت ثلاثين في المائة اي ان دار القضاء السودانية اخرجت ثلاثين قسيمة طلاق من كل مائة قسيمة زواج قامت باخراجها من قبل كان هذا في عام 2010 الذي انصرم قبل اسابيع ومن المؤكد ان هناك حالات طلاق لم تستخرج قسايمها اي لم تصل الي المحاكم عليه يمكننا القول وباطمئنان شديد ان هناك حالة طلاق واحدة من بين ثلاثة زيجات (كتيرة جدا ) الامر الثاني عندما نقول ان هناك ارتفاع في معدلات الطلاق ليس مقارنة مع دول اخرى انما بما كان عليه الامر في ذات المجتمعات السودانية فالمعيار هناك تاريخي لمعرفة اسباب تفاقم هذة الظاهرة بغرض الحد منها سلك الشيخ عوض الجاك ابراهيم طريقا غير تقليدي فقال انه لحظ مع كثرة الطلاق في مناطق كثيرة في العاصمة الا انها قليلة جدا في منطقة شرق النيل الازرق وهي التي تلك المنطقة الممتدة من حلة كوكو الي العليفون وقرى العسيلات وهي منطقة مكتظة بالسكان فاجرى عليها دراسة لمعرفة اسباب عدم الطلاق او قلته فاكتشف ان هذة المنطقة تتميز بان الاباء والاهل يبنون لبناتهم في ذات الحوش او ذات العمارة بعبارة اخرى لايزف العريس عروسته من اول يوم و يمكث مع نسابته لفترة طويلة بعضهم بعد ان ينجب (كذا بطنة) بضم الباء وبعضهم يمكث بصفة نهائية مع نسابته فعلى حسب دراسة الشيخ ان السكن مع النسابة يوفر الاستقرار النفسي لان (البنت) ساكنة مع اهلها والرجل يتمتع باحترام نسابته (النسيب عين شمس) وبالتالي تنعدم المشاكل بينما التي تسكن مع نسابتها يكون الاصل في العلاقة التوتر فكاد يصبح من الثوابت ان تكون ام الزوج غير ودودة مع زوجته (هل هذة فطرة انثوية ؟) . طيب, ماذا في حالة السكن بعيدا عن اهله واهلها؟ في تقديري ان هذا هو الاصل ولكن هنا سوف تظهر ضرورة الندية في العلاقة فالمراة الحديثة خاصة العاملة اصبحت مالكة لقرارها ولن تقبل باي ضيم ولم يعد الطلاق فزاعة يلوح بها الزوج بينما ذات المراة يمكن ان تتسامح وتاتي على نفسها اذا كانت مقيمة مع اهلها فالرجل هنا ليس زوج فقط انما ضيف عليها كذلك. والله اعلم كثير من مناطق السودان تفعل مايفعله اهل منطقة شرق النيل الازرق التي درسها مولانا عوض الجاك ولكن مناطق اخرى اكثر تصر على ان يخلع الرجل من نسابته باعجل ما تيسر فالمفارقة هنا ان الناس يرضون ان تعيش بنتهم مع اهل زوجها بينما لايرضون ذلك لابنائهم الذكور وفي تقديري ان هذا تمييز غير ايجابي فالبنت هي الاولى بالسكن مع اسرتها والرجل لديه القدرة على التكيف مع غير اسرته لذلك اننا ندعو هنا لاعادة النظر في هذة الممارسة فاقتطاع جزء من الحوش (في حالة القرية ) ا و تخصيص شقة علوية (للبنت الحنينة) اولى . ودعوا الاولاد يجهون فهم اصلا شفوت .وكل جمعة والجميع بخير.