طوارئ السلاح الطبي.. تحفة..!! احمد المصطفى ابراهيم حكاية (السلاح الطبي) و (سلاح الموسيقي) لم يقبلهما عقلي.. كيف يكون الطب سلاحاً وكيف تكون الموسيقى سلاحاً؟ هل جلس لمراجعة هذه الأسماء أحد، أم هكذا توارثوها جيلاً بعد جيل..؟!! لا تستعجل وتقول لي ما لنا.. ووحدات الجيش هذه للجميع.. لذا أريد أن أكتب عنها وبكل شكر لمن قام بهذا الصرح الجميل الرائع. على الطريق العام ولكل الناس مدنيين وعسكريين، يرقد عند مدخل السلاح الطبي نسوي شنو قالوا سلاح قلنا سلاح مبنى الطوارئ قبالة قصر الشباب والأطفال (أما زال بهذا الاسم أم أنا رجل قديم أوي). ويوجد قسم طوارئ غاية في الروعة والجمال من حيث التصميم وتقديم الخدمات. وفور دخول المريض أو المصاب يوجه إلى واحدة من حالتين، حالات باردة وحالات ساخنة، ولكل واحدة متطلباتها. والحالات الباردة ينتظر أصحابها وبتذاكر عليها أرقام، وهم جلوس في صالة باردة وأمامهم شاشة تنظم دخولهم للعيادات الست. أما أصحاب الحالات السريعة فلهم قسم خاص ويتلقفهم العاملون في خفة ورشاقة. الجميل في هذا القسم أنه computerized محوسب، فيسجل المريض عند دخوله ويعطى رقماً وتسجل معلوماته، ويبدأ المختبر المعملي بواسطة سسترات يرتدين زياً موحداً ويأخذن العينات التي تحول للمعمل آلياً، ويستلمها المعمل ويسجل النتائج في الكمبيوتر، وتقرأ من أية شاشة في الشبكة الموزرعة في مبنى الطوارئ عند الطبيب وعند الصيدلاني.. يا لها من خطوة مطلوبة في كل مستشفياتنا، ولكن آه هم فاضيين من الصراعات. وهذا المبنى بني بمواصفات رائعة وخريطة جميلة، وفيه من السعة والرحابة ما يعجب.. شكراً لكل من قام عليه.. وشكراً لمن جعله لكل الناس وليس للعسكريين فقط، لينقذ حياة الناس وإنقاذ نفس واحدة كإنقاذ الناس جميعاً (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) «المائدة: 32». إن كانت مهمة الجيوش حماية البلاد وحفظ أرواح الناس، فهذا أيضاً حفظ أرواح بطريقة مدنية. وكل من يضطر لإسعاف مريض من أهل أم درمان أو ممن حولها، فلا يتردد في الذهاب إلى قسم طوارئ السلاح الطبي، وهناك سيجد فريقاً طبياً في غاية الرشاقة والتفاني تقبل الله منهم. بقي أن أحكي: من فرط إعجابي بما رأيت، أخرجت كاميرتي لأصور هذه التحفة إعجاباً بهذا الذي رأيت، فإذا برجال الأمن يحيطوني (ممنوع التصوير) قلت لهم يا ما إنتو ناس من زمن (منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب والتصوير).. يا عالم العالم الآن يصور بالأقمار الاصطناعية وما google earth ببعيد. ولكنهم تفهموا طيب مقصدي.