العربجية او اصحاب الكوارو من الشرائح الاجتماعية التي بات عليها دفع ثمن التقدم المادي الذي ينتظم المجتمع ، وتتضمن خارطة اسواق العاصمة القديمة طرقاً ومسارات خاصة للعربجية تمكنهم من نقل البضائع لمراكز الاسواق. ولم تنس السلطات تحديد مواقف خاصة لعربات الكارو في المدن وفي اعقاب دخول ما يسمى بعربات نصف النقل من بكاسي ودفارات وجد العربجية ان عليهم الخروج في صمت بعد ان باتت مهنتهم على شفا الاندثار كغيرها من المهن العتيقة والقديمة فى ظل عزوف المواطنين عن استخدامها . محمدين يس وجدته فى حالة يرثى لها ،جسمه النحيل وملامحه الشاحبة تدل على حالة الفقر المدقع التى يعيشها ،برغم ان عمره لم يتجاوز الخامسة عشرة الا ان ظروفه رمت به امام مسؤولية اسره بأكملها ،في اعقاب وفاه والده يقول محمدين انه يقوم برعاية اخوته الستة ،وان العائد من الكارو لم يعد يكفى لسد الرمق ،مضيفا ان المهنة صعبة وتواجهها الكثير من المشاكل ، فالمواطنون لم يعودوا مقبلين على الكوارو باستثناء سكان المناطق الطرفية والنائية ،ومن جانبه آدم - وهو صاحب كارو يعمل بمنطقة سوق ام درمان ان لديه ثلاثة ابناء ،وانه بدأ العمل على الكارو منذ ما يقارب العشرة أعوام واوضح آدم ان معاناته برزت لعدم وجود مستخدمين للكارو بعد توجه المواطنين لأستخدام الركشات ،ووسائل النقل المريحة الاخرى من بكاسي ودفارات وتاكسي، واضاف آدم انه وبالرغم من محدودية دخل اصحاب الكارو الا انهم اصبحوا فى حالة مطاردة دائمة ومخيفة من متحصلى المحليات الذين يطالبونهم بالترخيص رغم ان عمل هذه الشريحة قد تراجع وانحصر داخل الاحياء السكنية ،وقال آدم انه وزملاؤه فى المهنة يعيشون حالة يرثى لها وما يحصلون عليه ينفق فى نفس اليوم على متطلبات المنزل ،وابدى آدم خوفه على مستقبل ابنائه لانه لم يستطيع توفير اساسيات الحياه لهم وعلى سبيل المثال ارتفعت مصروفات التعليم بصورة كبيرة وغيرها.وغير بعيد عن افادة آدم تحدث المهاجر ابكر عن الظروف المعيشية التى أجبرته على امتهان المهنة ،وكشف المهاجر انه يعمل بهذه المهنة دون رغبة ،ولو ان لديه مؤهل علمى لما امتهن هذه المهنة ،ماضيا للقول ان شريحتهم تقضي معظم اليوم من غير عمل ،و ان ما يدر عليهم من عائد غير كاف للايفاء بالمستلزمات اليومية التى باتت تؤرق مضاجعهم وتشكل هاجسا بالنسبة اليهم فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة . رمضان الخير يعمل بالمهنة منذ ما يقارب الاثنى عشر عاما ويعول اسرة تتكون من ستة افراد قال ان العائد فى السابق كان افضل من الحالي قبل ان تظهر الركشات عندما كان للكارو رواده ومستخدميه ولكن فى الوقت الراهن اصبح عمل العربجية مختصرا على نقل البضائع من المقالق والدكاكين ونادرا ما يحدث نقل اشخاص عبر هذه الوسيلة ،واضاف ان شح المياه الذي تشهده بعض انحاء العاصمه قد دفعه الى التفكير في نقل المياه عبر البرميل بدلا من البضائع خاصة في ظل الانقطاع الدائم فى المناطق الطرفية وفى ظل عزوف المواطنين عن استخدام الكارو ،حسرة شديدة لمستها في حديث رمضان عندما اشار الى انه يود ان يكون من اصحاب المهن الاخرى ،وياسف لانه سائق كارو وابدى ندمه على عدم تعلمه الذى جعله عرضة للفقر والحاجة . وانطلقت خطواتى من موقع اصحاب الكوارو بسوق ام درمان تركتهم وهم يندبون حظهم العاثر الذى اوقعهم فى الفقر واتجهت صوب المواطنين وهم يتجهون للركشات، وهنالك سؤال يجول بمخيلتى حيال اختفاء الكارو ... قالت المواطنة سحر ابراهيم وهى تقطن بمنطقة ام بدة السبيل ان الكارو وسيلة غير حضرية ،فى ظل ظهور وسائل نقل متطورة وترى سحر ان مخلفات الحمير اهم اسباب تلوث البيئة،كما ان الكارو غير آمن لذلك تصاب بالخوف بمجرد التفكير في ركوبه واضافت سحر ان المجتمع اصبح في ظل العولمة ينظر الى الكارو وركابها نظرة سخرية ويرى ابناء الجيل الجديد ان الكارو (دقة قديمة) اما الركشات فقد اصبحت سيدة الموقف وتقول اماني محمد احمد ان الكارو لاباس به لو كان يحمي من الشمس فلو صمم على شكل الحنطور لما توقف الناس عن ركوبه فالتجديد مهم فيما اشارت فاطمة حسن الى انها تستخدم الكارو في هذه الايام نسبة لاقتراب العيد فهي وسيلة جيدة في النقل وبسعر أقل. الصحافة