(مواتر ايلا) تقود (الحمير) للمعاش الإجباري بورتسودان: محمد علي أونور شهدت مدينة بورتسودان فى الفترة من مطلع التسعينيات من القرن الماضى حتى عام 2009 ازدهار سوق الحمير وازدياد الطلب عليها لاستخدامها فى جر عربات الكارو التى تعمل فى نقل المياه والبضائع باعتبارها ارخص وسائل النقل وذلك بسبب ازمة مياه الشرب التى ظلت تعانى منها المدينة واصبح عمل الكارو مهنة جاذبة لعمال الشحن والتفريغ الذين وجدوا انفسهم مهددين بالتشريد بسبب تحديث العمل بميناء بورتسودن باستخدام الآلة والروافع فى عمليات المناوله بالاضافة لتوقف الحركة التجارية بالقسم الشمالى للميناء ومعظم هؤلاء العمال كانوا لا يملكون المؤهل العملى والمهارة الفنية الكافية للحصول على فرص عمل بديلة، لذا لجأ عدد كبير منهم الى العمل فى مجال الكارو وصادف ذلك حوجة سكان المدينة واصحاب المطاعم والمحال التجارية بسوق بورتسودان الى وسيلة لنقل مياه الشرب فتكاثرت عربات الكارو بسوق المدينة ونمت بجوارها الزبالة ومخلفات الحمير وبقايا العلف وتسبب الكارو فى الاختناقات المرورية والزحام بجانب الوجه غير الحضاري. (1) وبحسب الامين العام لنقابة اصحاب الكارو بولاية البحر الاحمر كان السوق الكبير بمدينة بورتسودان يحتضن اكثر من اربعمائة وخمسين حمارا، كانت تستخدم فى جر عربات الكارو وتعمل فى نقل البضائع وخزانات المياه المصنوعه من الصفيح مما دفع السلطات المحلية بمدينة بورتسودان لاصدار قرار بمنع دخول الدواب بما فيها الكارو الى وسط المدينة وكان لا بد من ايجاد بديل لعربات الكارو التى لا غنى عنها فى نقل البضائع ومياه الشرب داخل سوق المدينة التى تعانى اصلا من ازمة فى مياه الشرب وسرعان ما تمكنت السلطات المحلية بولاية البحر الاحمر من ايجاد بديل حضارى وعملى لعربات الكارو بحسب افادات معتمد بورتسودان شيبة محمد ابوبكر الذى قال ل(السوداني) ان حكومة الولاية تمكنت من انهاء احتلال الكارو وسط المدينة باستجلاب مائتي دراجة بخاريه ذات العجلات الثلاث تؤدى ذات وظيفة الكارو فى نقل المياه والبضائع مما ساهم فى الحد من التلوث البيئى وفك الاختناقات المروريه داخل السوق بجانب اضفاء وجه حضارى لمدينة بورتسودان بما يواكب مسيرة التنمية بالولاية والتطور الذى تشهده المدينة. (2) ووجدت فكرة استخدام المواتر بديلا للكارو التقليدى قبولا وارتياحا كبيرا من قبل المتعاملين مع هذه الشريحه ويرى خالد ادم محمد صالح تاجر فى السوق الكبير بمدينة بورتسودان ان الموتر او الكارو البديل اسرع فى نقل البضائع ويحمل كمية اكبر من البضائع ويوصلها الى الزبون فى وقت وجيز بنفس تعرفة الكارو التقليدى ولا يسبب لهم ازعاجا ولا متاعب مقارنة بكارو الحمار الذى يعتدي على البضائع المعروضه خارج الدكان. كما ابدى حسين عبد الرحمن صاحب مطعم بسوق بورتسودان ارتياحه للتعامل مع الكارو البديل فى نقل مياه الشرب وقال للسودانى ان الموتر يجلب مياها نظيفة فى عبوات بلاستيكية غير معرضة للصدأ بالاضافه الى انه اسرع من الحمار ولا يترك مخلفات ولا يزعج الزبائن. (3) ومن جانبهم امتدح اصحاب الكارو البديل الذين حالفهم الحظ بالحصول على المواتر التجربة الجديده، واعتبر عثمان صالح صاحب كارو بديل يعمل فى جلب المياه فكرة الكارو البديل نقلة وتطورا فى حياتهم العملية وقال للسودانى ان هذه الفكرة ساعدتنا فى التحول من العمل الهامشى الى الاحتراف وأشار الى انه كان فى السابق لا يستطيع ان يجلب اكثر شحنتين فى اليوم نسبة لبعد احواض تخزين المياه من السوق والان صار بامكانه جلب اكثر من عشرة ادوار وقال: نحن الان اصبحنا اكثر احترافيه وتحولنا من اصحاب حمير الى اصحاب مركبات. (4) يشار الى ان مشروع الكارو البديل او ما اطلق عليه فى الاوساط الشعبية بمدينة بورتسودان ب(موتر ايلا) ساهم بشكل كبير فى انخفاض اسعار الحمير مما دفع اصحاب الحمير لتصديرها الى خارج مدينة بورتسودان، كما انه هذه ليست المره الاولى التى يقترن فيها اسم والى ولاية البحر الاحمر محمد طاهر ايلا الذى اشتهر بالمشاريع المبتكره مثل مشروع الغذاء مقابل التعليم ومشاريع اخرى يقترن اسمه بالدرجات حيث سبق ان اطلقت الاوساط الشعبية فى مطلع التسعينات على درجات هوائية كان ايلا اثناء توليه منصب مدير هيئة الموانئ البحرية ملكها لعمال الشحن والتفريغ بميناء بورتسودان (ايلا علوى) فى اشاره لسيارات اللاندكروز الشهيره التى عرفت حينها فى الاوساط الشعبية ب(ليلى علوى).