حملة العقيد القذافي ضد الجرذان والحشاشين والبو \" لحية \" خليل خوري [email protected] اكثر ما يضايقني في كل ما سمعته من اخبار خلال العشرة ايام الماضية وما يجعلني استشيط غضبا هو ان الفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة قد ركزت برامجها وسلطت اضواءها على المظاهرات التي شهدتها شوارع بعض المدن الليبية وحيث تجاوز المتظاهرون الخطوط الحمراء وطالبوا بتنحي الرئيس اللييى معمر القذافي رغم ان الاخير لم يمض على جلوس مؤخرته على كرسي الحكم الا سنوات قليلة لا تتجاوز 42 عاما ناهيك عن اعمال الشغب والتخريب التي مارسها المتمردون على الشرعية الثورية قد جاءت في الوقت الذي يخوض فيه العقيد معارك شرسة على جبهات التصدي والصمود ضد الامبرياية والصهيونية . ومع ان قطاعا واسعا من الجماهير العربية والاجنبية قد اعربت عن تنديدها واستنكارها لما وصفته بالاعمال الوحشية والبربرية التي اقترفها العقيد القذافي ضد المتظاهرين فقد اكتشفت بعد ان محصت جيدا في الاخبار التي بثتها وتناقلتها وسائل الاعلام المختلفة انها اخبار ملفقة ومحض هراء ولم تروج لها هذه المصادر الاعلامية المشبوهة الا لاستيائها من التقاليد الديقراطية التى ارسى العقيد قواعدها في المجتمع الليبي وتمثلت كما يعرف القاصي والداني بتنازل العقيد عن صلاحياته وسلطاته وبتفويضها بالكامل للجان الثورية والتي لم يتخلى عنها الا ليكرس وقته من اجل التبشير للنظريات الاشتراكية والديمقراطية التي تضمنها \" كتابه الاخضر \" وحيث يثبت العقيد انه ليس اقل فهما للصيرورة التاريخية والتراكمات الكمية التي تسفر عن تغيرات نوعية من فلاسفة ومفكرين امثال كارل ماركس ولينين وماوتسي تونغ وهيجل وافلاطون وارسطو وغيرهم من كبار الفلاسفة الذين عرفتهم البشرية بل انني لا اغالى ان قلت ان نظريات الكتاب الاخضر وبعد قراءة موضوعية لها انها ارقي وارفع من نظريات كل هؤلاء الفلاسفة في تفسير التاريخ وفي تشخيص الصراع الدائر بين البشر على تقاسم الثروات والموارد الطبيعية ولا احسب ان العقيد كان سيروج لنظرياته لولا ان الانظمة الاستبدادية والراسمالية قد تمادت في طغيانها واستغلالها للبشر ولا تريد ان تفهم كما جاء في الكتاب الاخضر ان الصراع على الموارد اشبه ما نراه من تزاحم وحتى تبادل للكمات والصفعات من جانب مجموعة من الافراد حين يعثرون على حبة من التفاح وحين يحاول كل واحد منهم ان يقضم منها باسنانة القطعة الاكبر بينما الحل الجذري والتوزيع العادل للتفاحة وكما يؤكد العقيد في كتابه الاخضر يكمن بان ياخذ كل واحد حصة متساوية والا ظل الراغبون بالتفاحة يتبادلون اللكمات !! ولا احسب ان احدا من الليبيين وهنا استثني منهم الاعداء التقليديين للعقيد مثل الجرذان والمهلوسين والحشاشين والبو لحية من اتباع الظواهري الذي يعيثون فسادا وخرابا فيما يسمونه بالمناطق المحررة لا احسب ان احدا سيخالف العقيد قي نظرياته للتوزيع العادل للتفاحة طالما ان الاخير يطبقها بحذافيرها فلا تمتد يده ولا يد اولاده وبناته التسعة وزوجاته الثلاث للثروة النفطية الا لتأخذ من عوائدها حصة متواضعة ولا تزيد عما يحتاجونه لرفع ارصدتهم في حساباتهم السرية في البنوك الخارجية ببضعة ملياريات من الدولارات والسبائك الذهبية والتي لا تزيد الا قليلا عن ثروة نظيره في ولعه بالديمقراطية وعزوفه عن حب المال حسني مبارك ولا ننسى المبالغ التافهة التي ينفقها العقيد من اجل طلاء شعره وشواربه وسكسوته بالصبغة السوداء ليبدو اكثر شبابا وليرفع من معنوياته وهو يخوض في هذه الساعات انبل معاركه ضد فصائل الجرذان والحشاشين والبولحية في اكثر من ساحة ليبية . يعيب امين عام الاممالمتحدة بان كي مون ومعة طائفة كبيرة من الساسة الزعماء والناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الانسان على العقيد القذافي انه قد ارتكب مجازر جماعية ضد المدنيين الليبيين الذين تظاهروا سلميا ضده وطالبوا بتنحيه وينسى هؤلاء ان العقيد حتى هذه اللحظة لم يشهر السلاح او يطلق رصاصة واحدة ضد شعبه الليبي الوفي وكل ما اقترفة لا يتعدى سوى انه اوعز للمدافعين عن شرف وعزة ووحدة الجماهيرية ان يطلقوا رصاص بنادقهم الرشاشة وقذائف دباباتهم وطائراتهم ومدافعهم باتجاه الجراذين والحشاشين والمهلوسين والبولحية ممن يتأمرون على الزعيم ويسعون لاسقاطة وهو في اوج عطائه للشعب الليبي وللامتين العربية والاسلامية . ولا احسب ان العقيد الكاره لكرسي الحكم والمولع حبا بشعبه كان سيطلق رصاصه ضد المتمردين والخارجين على طاعته لولا ان حفنة من الجراذين وربما بسبب افراطها في تعاطي حبوب الهلوسة قد تنكرت للانجازات الثورية التي حققها العقيد وكان اخرها دعوته للجميلات الايطاليات لاعتناق الاسلام قبل التحاقهن كمضيفات على متن الطائرات الليبية وحيث لم يسمح لهن بمغادرة مكتب الطيران الليبي في روما الا بعد ان وزع عليهن المصاحف وبعد ان اقسمن امامه قائلات : لا اله الا الله ولا زعيم لهذا العالم الا القذافي حبيب الله . وايضا توجيهه الدعوة لملايين للفلسطينيين الموجودين في الشتات للعودة الى ديارهم المغتصبة في فلسطين وحيث استشرف العقيد بنظراته الافقية ان الحدود العربية المتاخمة لفلسطين انها حدود مفتوحة من الجانيين منذ ستة عقود ومن السهل اختراقها بعد ان رفع الاسرائيليون على بوابات العبور يافطات تقول: \"اهلا وسهلا بالقادمين \" واسرائيل ترحب بعودتكم الى دياركم\". اعجب لكل هذا الضجيج الاعلامي ضد العقيد ولهذا اتساءل كلما تصاعدت الحملة ضده: لو تحركت الجراذين في اي بلد في العالم على النحو التخريبي الذي نراه في ليبيا فهل كنا نرى بان كيى مون او امين جامعة الدول العربية عمرو موسى يدين زعماء هذه الدول وهم يطلقون الرصاص الحي عليها ام انهم سيلتزمون الصمت باعتبار ان حركة وتململ الجراذين فيها شأن داخلي؟؟ مشكلة الذين يدينون و يشجبون ممارسات العقيد ضد المتظاهرين ثم يضخمونها الى مستوى اعتبارها جرائم حرب انهم لم يستوعبوا بعد المضامين الانسانية للكتاب الاخضر ولا المقاصد الثورية التي دفعت العقيد الى تفجير الطائرة البريطانية فوق سماء لوكيربي ولا اهداره للمليارات من عوائد النفط الليبي لانتاج القنبلة الذرية ولتكديس الاسلحة في مخازن الجيش الليبي ولخوض اشرف المعارك في ايرلندا الشمالية فهل كان بوسع العقيد ان يحقق كل هذه الانجازات الثورية وان يرتقى بليبيا الى مستوى جماهيرية عظمى لولا ان العقيد قد امُن الجبهة الداخلية وجعلها هادئة بعد تصفية خصومه المحليين من الجراذين او لم تكن بعد الجراذين قد غادرت جحورها واخذت تنشر الخراب والدمار في ربوع ليبيا ؟؟ وهل كان بوسع العقيد ان يدعو رئيس الوزراء الايطالي وشريكه في راسمال العشرات من الشركات الايطالية برلسكوني الى التخلى عن عاداتة السيئة المتمثلة بالتحرش جنسيا بالفتيات الصغيرات وهو في الثمانين من عمره وبان يضمن طهره وعفافه بالزواج كما تزوج العقيد بثلاث نساء . من جهتى لا املك في ظل الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها ليبيا وفي ظل المؤامرات الامبريالية والصهيونية وايضا الجرذانية التي تحاك ضد العقيد لا املك الا ان اتعاطف معه خاصة وان الجراذين والبو لحية قد اختاروا وقتا غير مناسب للتمرد على العقيد فهل يمكن له بعد ان اعلن الجهاد على سويسرا الكافرة ان يلقنها درسا لن تنساه ردا على الاقل على الاهانة التي تعرض لها ابنه هانيبعل من جانب الشرطة السوسيرية وهل يستطيع القذافي ان يحقق نصرا مؤزرا على سويسرا وان يثأر لكرامة ابنه الذي لم يرتكيب اي مخالفة تستدعي جره الى مخافر الشرطة سوى انه ضرب خادمه وهو في حالة من السكر الشديد ؟؟ ثم هل يمكن للعقيد ان ينجز هذه المهة الثورية قبل ان يطهر جبهته الداخلية من الجراذين والحشاشين والبولحية . انحاز للعقيد الليبي واقف الى جانبه لانه هبة للشعب الليبي مثلما ان نهر النيل هو هبة لمصر واكثر ما اخشاه ان ترتكب الجردان الليبية حماقة بالاجهاز عليه في وقت احوج ما يكون فيه الشعب الليبي الى مشاهدة هذا الاراجوز و حتى يموتوا من شدة الضحك وهو يخطب او يؤدي حركاته البهلوانية . على مدى الاثنين والاربعين سنة الماضية تعهد العقيد كأمين عام للقومية العربية بتحقيق الوحدة العربية من المحيط الهادر الى الخليج الثائر وحين تصدى لمشروعه الثوري اصحاب الجلالة والفخامة من الرؤساء العرب اطال الله في اعمارهم تخلى الزعيم عن مشروعه العروبي ثم اعتمر القلنسوة كما ارتدى الثوب الافريقي واعلن نفسه امينا عاما للوحدة الافريقية وحين استقال من كل هذه المناصب الثورية لفشله في تحقيقها لم يجد ما يفعله حفاظا على كاريزمته القيادية سوى ان يصبغ شعره ويرتدي اثوابا لا يرتديها الا البلياتشو حين يؤدي دوره على مسرح السيرك : فهل ثمة فرق بين العقيد القذافي الذي ادى كل هذه الادوار وبين الاراجوز ؟؟