خارجية كرتي (كرته) دبلوماسية!! تيسير حسن إدريس [email protected] حسبنا الله ونعم الوكيل، مع بزوغ كل فجر جديد يصر ُّجهابذة نظام الإنقاذ المتحكم قصرا وجبرا على رقاب أهل السودان، أن يتحف الشعب المغلوب على أمره ويقطع (مصارينه) ويهيج العصبي منها بوجبة (مدنكله) من (كرتة) سياسته العبقرية العصية على الوصف. و (الكرتة) لمن لا يعرفها هي بقايا طعام الآكلين، تجمع من على الموائد في المطاعم بغرض التخلص منها، وأحيانا تصرف لتغذية السائمة، بيد أن في هذا الزمان التعيس -زمن الكباري والمشروع الحضاري- غدت وجبة كاملة الدسم يتقاتل عليها جيشٌ جرار من بني البشر من أهل بلادي الكرام . وبالأمس أبى مطبخ وزارة الخارجية السودانية إلا أن يصرف لنا وجبة طازجة من تلك الكرتة الدبلوماسية قليلة الدسم، والسامة في نفس الوقت، عبر تصريح عجيب تؤكد فيه ثبوت ضلوع حركات دارفور المسلحة في عملية قتل وترويع الشعب الليبي، دفاعا عن نظام العقيد القدافي!! -بالله يا أخوانا ده كلام-؟!! فبينما تتسابق الدوائر الدبلوماسية للدول التي اتهم مواطنيها بالمشاركة في الأحداث في نفي الأمر بشدة، وتسابق الزمن للإجلاء رعاياها من عين العاصفة وفوهة البركان الليبي، تطلق خارجيتنا العنان لتصريحاتها (الهبنقية) مسترخية في هدوء، مهدرة بكل بساطة دم كل سوداني مقيم في الديار الليبية، من غير أن يطرف لها جفن، ودون التفكير في النتائج المترتبة على مثل هذا التصريح الخطير-لعنة الله على كتاب (الأمير) وصاحبه (مكيافيللي)، فلقد أعطى الأعمى عكاز-. ولا أدري كيف لم يجل بذهن وخاطر رئيس الدبلوماسية السودانية السيد كرتي، قبل أن يسمح لوزارته بإطلاق مثل هذا التصريح (الهبنقي)، ما سوف يترتب عليه من نتائج، قد تكون كارثية، ومدى الأذى الجسيم الذي يمكن أن يلحقه بالجالية السودانية الكبيرة المقيمة في ليبيا، فتصريح الخارجية السودانية بالنص الذي صدر به، هو بكل المقاييس إعلان رسمي بإهدار دم السودانيين المقيمين، دون ذنب ارتكبوه، سوى أن سوء حظهم جعلهم من مواطني هذا النظام الناكر، والمتاجر حتى بدم بنيه. فالغاية تبرر الوسيلة، والمقصود بالتصريح الغريب هي الحركات الدار فورية المعارضة، لذا يقع على عاتق الشعب الليبي المنتفض، وطلائعه الثورية الهائجة التي شمت دم قائدها الأممي، واجب تمييز وتصنيف السودانيين!! فتقتل وتبيد أعضاء الحركات الدار فورية المسلحة ليرتاح نظام الإنقاذ من شرهم، ويطوي ملف قضية دار فور بالإبادة المبرمة على حركاتها بيد (عمرو الليبي)، كما طوى من قبل قضية الجنوب وأراح أذنيه من إزعاجها بتقسيم الوطن بيد (عمرو الأمريكي)، كما ويجب على ثوار ليبيا وهم في غمرة حماسهم واندفاعهم الثوري، التفريق بين أصحاب السحن والبشرة السمراء، فيتركوا المغتربين من غير منسوبي الحركات الدار فورية، ليقيموا ويعيشوا في سلام آمنين !!. لقد ترك تصريحُ الخارجية السودانية من فرط شذوذه وغرابته، شعبَ السودان منشدّة فاغرًا فاه، من شدة الحيرة والعجب، ومتسائلا في جزع – كيف يتأتى لعربان ليبيا التمييز بين زرقة السودانيين وتصنيفهم، وما هو مصير الأسر السودانية التي رحلت مجبرة عن ديارها طلبا للرزق والأمان؟؟ مفضلين رمضاء الغربة على نار مشروع السيد كرتي الحضاري، في زمن قطع الأعناق و الأرزاق الإنقاذي بقانون (قرقوش)، الذي أسموه زورا بالصالح العام، يعني لا منكم لا من كفاية شركم؟!!- ربي إني لا أسالك رد القضاء ولكن أسالك اللطف فيه- فالطُفْ بعبادك الملاحقين داخل الأوطان وفي المهجر بنير الظالمين، واحقن دماءهم وهيئ لهم من أمرهم رشدًا إنك نعم المولى ونعم النصير. تيسير حسن إدريس27/02/2011م