حديث المدينة لعبة (الغمتي)..!! عثمان ميرغني بصراحة أنا شخصياً لم أفهم.. فهل من يساعدنا بالمعلومات.. فالأمر جد محير ومربك.. في المؤتمر الصحافي الذي عقده الأستاذ علي محمود وزير المالية أمس.. سألته عن موقف تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بالتخلص من الشركات الحكومية. رد الوزير بأن العمل جارٍ (لم يقل على قدم وساق) وأن لجنة يرأسها وزير الدولة بالمالية تعكف على تنفيذ القرار.. ولكن كانت المفاجأة..!! قال الوزير إن شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) عادت لتوها من رحلة (الخصخصة) وحطت في مطار الحكومة لتصبح شركة حكومية مائة في المائة.. الشريك الكويتي (مجموعة عارف).. والتي كانت اشترت شركة (سودانير) ضجرت من همومها وقررت إرجاعها للحكومة (بعد أن فقدنا خط لندن).. هنا سأله أحد الزملاء وما مصير شركة (الفيحاء) وهي الشريك الثالث في (سودانير).. فضحك الوزير وانسحب بهدوء من الإجابة.. وتركها معلقة في حبال الشكوك. في تقديري أن علة السياسات الاقتصادية عندنا هي في ما أسماه عبد الرحيم حمدي وزير المالية الأسبق سياسات (الغمتي).. ضرب حمدي بعض الأمثلة لكثير من (التمريرات الحكومية) التي تتم في ظلام معتم.. والتي في غالبها تنتهي إلى كوارث أعتم. ومن بين الأمثلة التي ضربها حمدي بالطبع لا أقول خصخصة سودانير بل(لعبة!) سودانير..إذ كثر الحديث عن خصخصة (سودانير) لعدة سنوات.. وفي كل مرة تتسرب أخبار عن شريك أجنبي.. مرة الخطوط البريطانية ومرة ال(KLM) (قبل أن تشارك الكينية).. وكل شيء في غرف مغلقة مظلمة.. وفجأة أعلن عن شريك كويتي.. لكن ظهر في الأفق اسم شريك آخر أطلق عليه (مجموعة الفيحاء) قال عنها مسؤول رفيع (الفيحاء هي عارف.. وعارف هي الفيحاء).. لكن المشكلة أن كل الأسماء التي وردت في سجل (الفيحاء) أسماء سودانية. بعد الخصخصة.. ظلت (سودانير) هي (سودانير)..!! تطير متى تطير.. الآن (سوادنير) عادت.. ركلة مرتدة في انتظار هداف يطيح بها تارة أخرى في شباك أخرى.. ولا أحد يعلم.. مثلما لا يعلم ركاب سودانير متى تطير.. إلى أين المصير.. هذه المرة. وهنا تكمن عقدة الفشل الاقتصادي في سياستنا.. سياسة (الغمتي) التي تفترض أن الشعب يجب أن يظل كالزوج.. آخر من يعلم.. حتى عندما عادت (سودانير) لا يستطيع أحد أن يقول كيف عادت؟؟ حتى الوزير نفسه..!! رغم أن الخطوط السودانية هي ملك الشعب.. صاحب شهادة البحث.. لكن مع ذلك يظل الأمر في طي الظلام المعتم.. كيف خصخصت سودانير.. وكيف عادت.. وما هو مصيرها.. هل يساعدنا أحد؟!! التيار