بسم الله الرحمن الرحيم شريعة الإنقاذ ما بين القرضاوي و صلاح عووضة بقلم/ أحمد عيسى محمود [email protected] ((الله أكبر كم في الأمر من عجبٍ)).. تحدى الصحفي صلاح الدين عووضة علماء الدين الإنقاذيين في مقالة له بعنوان (أمانة ما وقعوا رجال).. وتناول مقولة للشيخ القرضاوي الذي قال: ((إن الحرية مقدمة على الشريعة)).. فقال الصحفي أنه تحدث بذلك منذ زمن بعيد.. فجاءت التهديدات الفقهية الإنقاذية من كل حدبٍ وصوبٍ تجاهه بأنه علماني ولا يريد تطبيق شرع الله في السودان.. فنحن وامتثالاً لقول الحق عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) [سورة المائدة: 18]. لا نريد أن نقول أن الصحفي قد أصاب كبد الحقيقة لأننا نتفق معه في معارضة الإنقاذ.. ولكن من باب ((الدين النصيحة)) نقول أن الأخ صلاح الدين قد أخطأ بقوله ذلك.. لأن الحرية جزء أصيل من تطبيق الشريعة.. فشرع الله عندما يُطّبق ينعم الجميع بالحرية.. المسلم والكافر والحيوان.. بل تستقيم جميع مناحي الحياة.. لأن الشريعة الإسلامية لها من الصفات ما تميزها عن بقية التشريعات السماوية والوضعية.. ويكفي أنها حكم الله ((اللطيف الخبير)).. وليس هنا مكاناً للمقارنة.. وودت أن ألفت نظر القارئ الكريم لشريعة السلوليين الإنقاذيين.. الذين سلطهم الله علينا في ليلة حالكة السواد عندما تناطحت عنزا الديمقراطية في إيجاز ميزانية الدولة للعام الجديد.. والبلاهة السياسية في إدارة الدولة بفقه الجدل البيزنطي في أيهما أول البيضة أم الدجاجة.. فما كان من إبرهه الأشرم إلا وأن يسطو على مقدرات الشعب فحكّم فينا لأكثر من عقدين من الزمان شريعة مدغمسة لا نعرف منها إلا الفتن ما ظهر منها وما بطن.. والظلم الذي فاق ((ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)).. فإن لهذا الجنرال قلباً ((كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)).. وله سجل أسود حافل بالجرائم التي يشيّب لها الولدان.. فاعترافه أن عدد الموتى في دارفور بلغ عشرة ألف فقط!!!!!. وللمقارنة أن الآلة العسكرية الإسرائيلية طيلة سنين انتفاضة الأقصى حتى الآن لم تصل إلى هذا الرقم... ولكن جنرالنا أبت نفسه الزكية إلا الاعتراف بهذا الرقم البسيط!!!!. وبهذا الاعتراف يريد أن يقول أنه قد كذّب التقارير الغربية التي أوصلت العدد إلى حوالي الثلاثمائة ألف. وباسم الدين أيضاً قد أدخل في كل بيت سوداني صيوان العزاء جراء الهوس الديني الإنقاذي في أيام حرب البسوس في الجنوب.. ولكن شيطان الإنقاذ عندما واجه واقع الحال تنكّر لهذه الحرب الدينية وباع الجنوب (الجمل بما حمل) ثمناً لأيام قليلة يظل هذا التعيس على جماجم الناس حاكماً بأمر الله.. أما معرفة هؤلاء القوم بدين الله.. فصفرٌ كبيرٌ يسار الأمر الواقع.. فعلى سبيل المثال أيام الجنرال يوسف عبد الفتاح عندما كان وزيراً للرياضة كان هناك سباقاً للخيل تحت شعار: ((سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)).. وهذا الجنرال بعد أن هدّم أركاناً كثيرة من دين الله العلي العظيم في السودان أبت نفس البشير إلا أن يشهره سيفاً مسلطاً على ركنٍ آخر من أركان الدين حيث جعله على رأس لجنة توحيد أهل القبلة!!!.. وكذلك من نوادر الفهم السقيم لدين الله الحنيف مقالة الدكتور الطيب سيخة عند اتهام الغرب للإنقاذ بالإرهاب حيث قال إن الله قد سمانا إرهابيين.. ألم يقل في محكم تنزيله: ((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ)) [الأنفال: 60].. ((وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم)).. وحبيبنا صلاح الدين عووضة قد رفع راية التحدي أمام ما يسمى هيئة علماء السودان.. أولاً أخي الفاضل هذه هيئة علماء البشير.. لو قلت علماء الإسلام نكون قد ظلمنا الإسلام وحملنا معاول الهدم مع هؤلاء القوم الذين يؤمنون ((بِبَعْضِ الْكِتَابِ)) ويكفرون ((بِبَعْضٍ)).. ولو قلنا هؤلاء هم علماء السودان نكون قد شاركنا في جريمة لا تغتفر لأن الدين في السودان كان حتى مجيء القوم عامل إصلاح في المجتمع لم يكن يوماً من الأيام مفرقاً للجماعات.. أما إذا قلنا هؤلاء علماء البشير وإنقاذه المشئوم نكون قد وضعنا النقاط على الحروف.. فمن هؤلاء القوم الشيخ أحمد علي الإمام الذي أفتى بجواز القرض الصيني ((الربا)) فهذا القرض تم به بناء سد مروي.. فالربا وما أدراك ما الربا.. فهو من الجرائم التي توعد الله فيها بالحرب... وأيضاً من الهيئة السالفة الذكر عبد الحي يوسف والذي وصف في كتابه ((الاستبداد السياسي)) حكومة الكويت وحكومة مصر ((أيام حسني مبارك)) بأن هاتين الحكومتين بعيدتان كل البُعد عن الإسلام.. وقد رد عليه الشيخ عبد العزيز آل ريس بقوله: ((ما رأيك في حكومة البشير؟؟؟.. لأنه في نظري أن هاتين الحكومتين المفترى عليهم أفضل حالاً من حكومة البشير)) فسكت التكفيري ولم ينطق بكلمة لأن الكلام في البشير معناه الكلام في منهجه الذي يتخذ فيه تقية التشيّع.. وهذا الكذّاب الأشر لم يتحدث عن سرقة مال الشعب السودان من قِبل زبانية البشير.. ولم يتكلم في بيوت الأشباح المنصوبة في غياهب الجب لمعارضي النظام... بربكم كيف يتحدث هذا الرجل وهو على ظهر الفارهات المقتطعة من أروينك (15) الذي لم يترك شاردة ولا ورادة في جيب المواطن البسيط... وللذين لا يعرفون أن هيئة علماء البشير من أعضائها الدكتور كمال شداد الذي يعرف أسماء لاعبي المنتخب السوداني الذي فاز بكأس أمم أفريقيا في سبعينات القرن الماضي أكثر من العشرة المبشرين بالجنة.. ولا يفوتني أن أذكر العالم الجليل والنحرير العظيم الشيخ حمد الريح.. صاحب الساقية والقمري فوق نخل الفريق ومرية وغيرها من الأغاني والألحان.. بربكم هل يجتمع الهوى والدين في جوف امرئ؟. هذه الهيئة المذكورة لها من المقدرة ما تفوق به إبليس في قلب الحقائق.. فيا هؤلاء نقول لكم: ((إن للدين ربُّ يحيمه)). الخرطوم في 7/3/2011م.