درجت في الأعوام السابقة عند حلول مناسبة يوم الاحتفال بيوم المرأة العالمي أتكلم عن المرأة وحقوقها وما تواجهه من المجتمع من معوقات تعرض سيرها و.. ولكن قصدت هذه المرة مفارقة العرف وتوجيه رسالة للرجال لا تعتبر تملقاً بقدر ما هو عرفان عزيزي الرجل أنت تعني لي الكثير فأنت أبي وعمي وخالي.. أنت من رباني وترك في بصماته .. من وفر لي لقمة العيش الهنية الحلال حتى لا أمد يدي لأحد أو أبيع شرفي لجلب الأموال أنت من علمني وغطاني في ليلة برد قارصة ووقف يتأملني رافعاً كفه للسماء أن يحفظني ويرعاني .. أشكرك لأنك أعطيتني الثقة حتى أشق لي طريقاً في غابة مملئه بالوحوش الكاسرة وأعطيتني سلاحاً لإبعادهم وترويضهم في أحيان كثيرة. أنت زوجي وحبيبي وروحي الذي أشكره على إعطائي مشاعر وأحاسيس جعلتني أرى نفسي جميلة حتى وإن لم تكتحل عيناي لم تلعب بعواطفي أو تعبث بها لأنك تعلم أن العبث يقتل من المرأة أشياء جميلة فتبدو كأنها تعيش بلا روح ولا أمل ورضيت أن أكون سفيرة للمرأة في كل مكان واجمع بين الحياء وجرأة الأقدام لأبدو لك متزنة في صفة تحبها وجدتني ضلعاً أعوج فقومتني وعالجت أخطائي دون إهانة أو تذمر أعطيتني حقوقي كاملة وطالبت بواجبك نحوي بكل نبل أنت شقيقي وابن عمي وعمتي وابن خالي وخالتي يامن جعلت السراب في حياتي حقيقة علمتني أن لا مستحيل تحت الشمس ولا محذوفاً من قائمة مهام اليوم علمتني أن التسامح يحس الظن والثقة بين الطرفين أنت ابني وابن أخي وأختي وان لم يروقك أمر ما مني استنكرته بكل دبلوماسية وحب .. الصفاء.. الأمانة.. الاستشارة كلمات طبقتها في حياتك معي .. الجحود .. الجزع.. البخل.. كلمات أبعدتها من قاموسك من حياتك معي.. عزيزي الرجل أنت رسمتني لوحة زاهية الألوان كتبتني قصيدة بأعزب الحروف صنعتني لحنا بالكلمات والعود أثنيت علىَّ في صفحات كتبك وصحفك بمداد من ذهب.. مجدتني .. زدت من عزمي .. شددت من همتي أزلت الأمي دون كتابة وصفة طيبة جعلت العالم يلتفت إلى وينادى هذه هي المرأة أعددت العدة للاحتفال بي وبأيامي .. دفعتني لمواصلة المسيرة .. كنت تسير جواري وتنزع الأشواك من أقدامي وتعالج جروحي بكل حنان وأحياناً تخلع حذائك وتلبسني إياه وتسير جواري حافياً متحملاً الآلام، لم توصد الأبواب في وجهي ، عندما صرت طبيبة أتيتني طائعاً وتمددت في أريكة المرض بأمان .. تركتني أشخص لك الألم وأصف لك الدواء دون أن تقول أبعدي فأنت امرأة.. عندما وقفت معلمة ألقنك الدرس وأملي عليك الواجبات أعطيتني إذنيك مستمعاً جيداً وصاغياً . وعندما صرت قاضية وحكمت عليك لم تتذمر وترمي أوراق الحكم على وجهي بل استأنفت الحكم لدى امرأة أخرى.. أعلى مني منصباً (قاضي استئناف) عندما دافعت عنك في المحاكم وترافعت عنك جلست هادئاً واثقاً من دفاعي لك.. عندما كنت حارسة (خفيرة) لمكان عملك أو دراستك أو عاملة نظافة لم تزدري وظيفتي بل كنت أحياناً تقاسمني اللقمة وتعطيني بعض المصاريف من جيبك شفقة ورحمة بي كل منصب تنبؤاته كنت تساندني وتقف خلفي أو جواري وأريد أن أهمس لك سراً في إذنيك أن قالت لك امرأة ما أنها يمكن أن تعيش من دونك حتى أن وصلت لأعلى المناصب فلا تصدقها كما لا يغرنك اعترافي هذا .. أحييك واهنيك في عيدي ويومي هذا (يوم المرأة العالمي) قبل أن تحييني وتهنئني ولك مني خالص التحية والمودة والمحبة .. الإمضاء / امرأة غير جاحدا نقطة نظام كان يمكن أن يكتب هذا المقال بصيغة جمع المتحدثات (نحن) نا) المتكلمات ولكن تحسباً أن يكون لبعض النساء حديث أخر مخالفاً أثرت التحدث بلفظه الفردية وأنني أتحمل تبعات كل كلمة سطرتها .