البشير يستنجد من شعبه بمصر، فهل تنجده؟ تاج السر حسين [email protected] الزياره التى قام بها (البشير) لمصر أخيرا، وتسربت منها بعض المعلومات، وبعد أن التزم الصمت ولم ينطق بكلمة واحده، طيلة فترة وجود ثوار مصر بميدان التحرير وهم يقتلون ويضربون، خوفا من غضبة النظام السابق، اذا لا سمح الله أجهضت الثوره المصريه قبل أن تكتمل، جاء ألآن دون حياء مستنجدا بمصر فى مواجهة شعب السودان الغاضب، والمنتفض مثل رفاقه من الشعوب العربيه. وكعادة (رئيس المؤتمر الوطنى) ومثلما كان يفعل مع النظام السابق قدم العديد من المغريات والحوافز، التى لا أظن أن مصر فى حاجة لها، وماذا يقدم رئيس لمصر عجز من ترحيل مواطنيه الهاربين من جحيم ليبيا وأستنجد (ببريطانيا) لكى تساعده؟ وهى ذاتها بريطانيا التى يصف المعارضين بأنهم عملاء اذا اقاموا فيها ندوه أو مؤتمرا، لا يمكن أن يعقد داخل السودان. مصر من حقها أن تتعامل مع من ترى من رؤساء وأنظمه، لكنى لا أعتقد أن نظام البشير سوف يجد من (مصر الثوره) دعما مثل الذى كان يجده من النظام السابق الذى كان يرى الأطاحه بنظام البشير خطا أحمرا لا تقبله مصر، وفق مبررات غير انسانيه أو منطقيه ، يشكلها و(يفصلها) باحثين أو أعلاميين باعوا شرف مهنتهم بثمن بخس، ائتمنتهم قيادتهم السياسيه وأوكلت اليهم ملف السودان، فكانوا يضللون تلك القياده ويدعون بأن الأطاحه بنظام البشير سوف تجعل السودان مثل (الصومال) وهم لا يعلمون بأن السودان كان من اوائل الدول التى شهدت انتفاضات وثورات، ولم يحدث أن انفرط عقده أو تشتت أو أنفصل جزء منه الا فى زمن (البشير) وبسبب سياساته الحمقاء الخاطئه! ونحن نرجو من ثوار مصر ومن قادتها، ان يبعدوا هؤلاء (الأرزقيه) عن ملف السودان، حتى نشهد علاقات متطوره تصب فى مصلحة الشعبين الشقيقين. أن (وحدة وادى النيل) التى طرحها (البشير) كما تسرب من معلومات خلال هذه الزياره، تعنى استغاثة (غريق) يسعى للبقاء على كرسى الحكم لثلاثين سنه، بعد أن امضى حتى الآن 21 سنه كلها فشل وضياع وخسائر، آخرها انفصال الجنوب العزيز، وقتل ودمار فى دارفور، وديون وصلت 49 مليار بعد أن كانت قبل انقلاب البشير على النظام الديمقراطى 9 مليارات. ان مهددات انقسامات جديده فى السودان، كما سعى (البشير) لتخويف النظام الحاكم فى مصر الآن، لا يمكن ان تحدث الا اذا اصر (البشير) ومؤتمره الوطنى للبقاء فى الحكم، ولا توجد اى جهة اجنبيه تهدد وحدة السودان أو تستهدف أستقراره. وللأسف الأعلام السودانى (محتكر) والشرفاء صوتهم مقموع ولا يسمع حتى تتعرف الدول الصديقه والشقيقه على ما يدور حقيقة فى السودان، من فساد وقمع وأستبداد. المنطق يقول أن العلاقات سواء ان كانت (وحدة) أو كونفدراليه أو تشاركيه، يجب أن تكون بين انظمه متماثله، ومتشابهه، فمصر كما نلاحظ تتجه بشده نحو الدوله المدنيه والديمقراطيه، فكيف يتثنى لها عقد مثل تلك الأتفاقات مع نظام ديكتاتورى قمعى باطش، يستحل جلد النساء واذلالهن بل وأغتصابهن؟! وأخيرا .. من حق مصر أن تسقبل على اراضيها من تشاء وأن ترحب بمن تشاء من رؤساء دول، ما كنا نتمنى أن يزور (مصر الثوره) رئيس قاتل لشعبه، ومفتت لوحدة بلاده ومذل ومهين للنساء فى بلاده ويقوم جهاز أمنه باغتصابهن!