مفاهيم البمبان سلاح نسوان ؟!! نادية عثمان مختار ( البمبان) ذلك الغاز المسيل للدموع الذي يلقي به من يُطلق عليهم قوات مكافحة ( الشغب ) باتجاه جموع الشعب التي تخرج للتظاهر السلمي فتحرق وجوههم بمادة ك ( الشطة) وتجعلهم يهرولون بعيداً طلباً للأوكسجين النقي والتنفس بلا إختناق !! قنابل الغاز المسيل للدموع هذه هي أحدى أدوات الشرطة في صد المتظاهرين والمتجمهرين بالأضافة للهراوت وخراطيم المياه والرصاص أيضا ً !! ولكن وحده ( البمبان) في السودان الذي هتف الشعب السوداني بإسمه مستفزاً بذلك الشرطة ومتحدياً لها بقوله ( البمبان سلاح نسوان) و( البمبان بخور تيمان) !! وللمفارقة إن النساء هم الذين يتلقون أكبر قدر من عبوات هذا الغاز الخانق هذه الأيام في السودان كلما خرجوا في تظاهرات سلمية تحت اسم مبادرة ( لا لقهر النساء ) أو غيرها من المسميات التي يخرج تحت لوائها وعناوينها النساء والرجال في السودان بما في ذلك المطالبة بإسقاط حكومة الإنقاذ !! ومن وأقع مشاهداتي ومشاركتي للمصريين في يوم جمعة ( الغضب) وما بعدها وجدت أنهم خلال أيام المظاهرات قد أخذوا (مناعة) ضد هذا الغاز ، بل ولاحظت أن إلقاء كل عبوة منه باتجاههم أنما تزيدهم إصرار على مواصلة المسير والتقدم ومن بعد ذلك ( مضاربة) الشرطة والإعتداء عليهم إن سنحت الفرصة لذلك ، بإعتبارهم خصوماً وأعداء يقفون ضد إرادة الشعوب !! تجاربنا سابقاً وتجارب من حولنا حالياً أثبتت بما لايدع مجالاً للشك أنه لا الغاز الخانق يستطيع منع التظاهر ولا الركض خلف المتظاهرين يجدي فتيلاً ولا الإعتقالات من شأنها فعل شيء غير أن ( تزيد الطين بلة) !! الحكومة تقول أن التظاهر حق مشروع ولكنها أول من تمنع شعبها من ممارسة هذه المشروعية !! وتقول لابد من أخذ الإذن أولاً وسواء تم أخذ الإذن أو لم يتم يحدث أمر الهرولة خلف المتظاهرين بالعصي والقاء البمبان في وجوههم وإعتقالات بالجملة لكل من تطاله إيديهم !! لا أدري متى ستستوعب الحكومة الدروس الشعبية الواضحة وضوح الشمس في معظم الدول العربية من حولها ؟! ولماذا تصر على أن مصيرها لن يكون مثل مصير مثيلاتها من حكومات الدول العربية في تونس ومصر وليبيا وهل فعلت هي تغييراً كبيراً في كافة أوجه الحياة سياسياً وإقتصادياً وإجتماعيا وحياتياً علها بذلك تلقم الشعب حجراً ف ( يختشي) من كرمها الفياض ويكف عن التظاهرات ويعيش في ( تبات ونبات) ؟!! على الحكومة أن تكف عن أحلام اليغظة وتدرك أن ( إذا ما شعب يوماً أراد الحياة لابد أن يستجيب القدر) وهذه حقيقة مثبتة وليس مجرد قول شعراء يتبعهم الغاوون ويقولون ما لا يفعلون !! ميدان أبو جنزير ملك للشعب السوداني ومن حقه التظاهر فيه والتعبير عن غضبه ومطالبه بشكل سلمي ومن حق الشعب على الحكومة أن تسمعه حتى إن كان مطلبه إقتلاعها من الجذور ، فالشعوب لم تعد تخشى شئياً وقد تحررت من شبح الخوف في كل العالم العربي ! لم يعد ( البمبان) الإ محفزاً للمزيد من الإصرار على مواصلة المظاهرات ولم تعد النساء تخاف ، وأصبحن النساء في بلادي يتقدمن الصفوف وسلاحهن قوة الإرادة وشعارهن ( عشان الحاجات تبقى كويسة) !! لذا فليس من اللائق أن يكون هنالك هتاف يقول ( البمبان سلاح نسوان) وإنما هو سلاح شرطي لا نقول ( جبان) ولكنه ( عبد المامور) الذي أعطيت له الأوامر ( من فووووق) بأن يكافح شغباً يمارسه الشعب !! و حليل زمن الحكومات ( الرشيدة ) !! (( نقلا عن صحيفة أجراس الحرية)