حديث المدينة يا.. راااااجل..!! عثمان ميرغني استاذنا الذي نوقره بل نحبه كثيراً.. البروفيسور الطيب زين العابدين.. نشرت له أمس صحيفة \"التيار\".. رداً (مغلظاً!).. على ما جاء في حديث المدينة حول منح جامعة الخرطوم درجة الدكتوراة الفخرية للرئيس معمر القذافي ثم سحبها منه.. والبروف.. أثبت بالمقال حبه وإخلاصه لجامعة الخرطوم التي كلنا.. نحبها لأنها ليست مجرد جامعة بل حاصنة لسجل تاريخي (وطني) أبرزه ما قامت به في ثورة أكتوبر.. ولكن.. من حيث لا يدري البروف الطيب زين العابدين دمغ جامعة الخرطوم بعطب عظيم.. قال إن شروط منح الدكتوراة الفخرية هي (وتمنح الدكتوراة الفخرية للشخص الذي قدم إسهاماً مقدراً في مجال تخصصه أو لمن قدم خدمة متميزة للمجتمع).. إذن حسب منطق البروف.. الزعيم القذافي انطبقت عليه هذه المعايير. من بين كل الرؤساء العرب والأفارقة واستحقها لأنه كما ورد في مقاله ( إسهام– القذافي- في المجال التأصيلي للوحدة العربية والإفريقية ودعمه لها، وخدماته في مجال التعليم وتعظيم اللغة العربية ونشرها، ومبادراته في مجال التنمية الاقتصادية، وقيادته لمعركة جلاء وإزالة القواعد الأجنبية التي أكملت استقلال ليبيا، وجهوده لمساندة الشعب السوداني وتحقيق السلام والوفاق وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين). تصوروا.. البروف الطيب زين العابدين.. يريد أن يقنع القراء الكرام بأن الرئيس القذافي استحق الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم ل(جهوده لمساندة الشعب السوداني وتحقيق السلام والوفاق وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين) وعلى رأي أخينا المذيع الشهير محمد سليمان (يا.. راجل).. القذافي.. يا بروف نال دكتوراة جامعة الخرطوم لأنه (حقق السلام والوفاق وعزز أواصر التعاون بين البلدين).. والله العظيم أكاد أشك أن من كتب ذلك هو البروف الطيب زين العابدين الذين نعرفه.. يا أستاذنا الموقر.. نمنح ليبيا (جنينة الحيوانات) لتبني عليها (برج الفاتح) مفهوم.. ومصالح مشتركة.. نمنحها مشروع سندس الزراعي.. مفهوم وتعاون مشترك.. نسمي شارع العيلفون باسم الزعيم القذافي.. مفهوم لأنه هو الذي تبرع بتمويله.. لكن أن نمنحه (شرفَََ) جامعة الخرطوم.. لأنه (عزز السلام والوفاق وعزز العلاقات المشتركة). هذه أوسع من أن يهضمها المنطق.. من الذي بنى التمرد في الجنوب بندقية بندقية.. من الذي قصف الإذاعة السودانية بالطائرات.. من الذي موَّل وجهَّز و دفع بقوات حركة العدل والمساواة إلى أم درمان.. هل كان كل ذلك في لائحة (تعزيز السلام والوفاق في السودان والعلاقات المشتركة). أم لأن ثمن الدكتوراة قاعة باسم القذافي وعربة بث إذاعي تعطلت بعد شهور قليلة من استلامها.. أستاذي.. جامعة الخرطوم في السودان مثل ساعة (بق بن) في لندن.. لا تصلح للبيع أو الشراء أو المساومة أو صفقة في أي تبادل سياسي أو غيره.. فلا تذبحوها ذبحاً بإدخالها في مثل هذه المآذق.. قولوا (استغفر الله العظيم) وراجعوا (مرجيعة!) جامعة الخرطوم.. فهي في نظر الشعب ليست مجرد جامعة لتعليم الطلاب.. بل لتعليم الشعب كله.. التيار