السودانيون وحبوب الهلوسة د.لؤى المستشار / طبيب امراض الدم وزرع النخاع [email protected] مفهوم التسلط عندى _وصححونى لو كنت مخطئا_ لا يقبل منطق التبعيض..فتسلط القيادات الحزبية على احزابهم لا يقل سوءا عن تسلط رئيس الدوله..ولا ادرى ما الفرق بين بقاء رؤساء احزابنا (نقد- الترابى - المهدى - الميرغنى) على سلطة الحزب 40 عاما وبين بقاء البشير 20 عاما!!؟ ومن يريد ان يقنعنى بان بقاء هؤلاء القاده كقاده للاحزاب نظرا لميزاتهم الخارقة هو اما يفترض فينا الغباء الموغل فى الهبل واما انه يفترض اننا نتناول حبوب هلوسة القذافى التى يبدو انها شديده الفاعلية!!ا وعندما استمع الى بعض احاديث المحبطين عن فشل محاولات الثوره المتكرره للثوار السودانيين فاننى اندهش بشده وسبب الاندهاش انهم يتوقعون النجاح وهم يسلكون الطريق الخاطئ!!ا وهذا ينطبق تماما على من يسير فى طريق مدنى وهو يريد ان يصل الى عطبره ثم يندهش عندما يجد لافتة مكتوبا عليها مرحبا بكم فى ودمدنى !!ا ويستغرب بشده رغم انه يمتطى عربة موديل 2011 ومكيف العربية (زى الفل) !!ا الموضوع ببساطة وبدون اى فلسفة او تشدق او استخدام امكانيتنا فى حذلقة الكلام وادوات البلاغة والطباق والجناس والسجع ..الموضوع هو ان البدايات الخاطئة تؤدى الى نهايات خاطئة!ا ودعونى اقولها وبوضوح اكثر ان الذين يتحدثون عن الديموقراطية عليهم ان يكونوا ديموقراطين اولا ....والا فان حديث اللص عن لصوصية الاخرين هو لصوصية فى حد ذاته.... والذى يحدثنا عن حرمة زواج المتعة صباحا وهو يمارسه ليلا وياتينا فى صباح اليوم الذاتى وهو على جنابة دون ان يغتسل من اثار نفاقه السياسى يستحق ان يرمى بحذاء اقذر قليلا من حذاء منتصر الزيدى !ا ان التغيير الذى ننشده ايها الشباب...ليس لهدف التغيير لاجل التغيير ولكنه وفق افكار ومعطيات وترتيب ويجب ان يحتوى على اجابات واضحة لاسألة مهمة وهى هل يجب ان نثور؟ ولماذا نثور؟ وما هى الاهداف التى نريد ان نحققها؟ وهل مقومات الثوره موجوده؟ ومتى وكيف وما هى الوسائل المناسبة؟ وهل يجب ان نخرج من الغد ام نضع جدولا زمنيا وفق اهداف معينة و الية متابعه دقيقة؟ هل الشعب جاهز للثوره وهل فعلنا مايكفى لتجهيز الشعب؟ هل الفيس بوك فى شعب لم يسمع بالفيس بوك الا قبل عام يكفى؟ وهذا ذكرنى بقصة حدثت معى قبل فترة وجيزه حين كنت اهم بالعوده الى السودان من دوله اجنبية فقال لى طبيب جاء ليودعنى وقال لى يا د لؤى لو سمحت ممكن تترك لى الايمل بتاعك ولا تاخذه معك لاننى محتاج استعملوا وما جبت معاى ايميل من السودان لانه غير متوفر هناك !!ا حينها ادركت اننا بعيدون ليس عن التطور فحسب بل وعن كل شئ!ا سيدى الرئيس.... العاقل من اتعظ بغيره لايزال الشعب يريد (اصلاح النظام)...وهذا حقه...ولكنه عما قريب سيتغير الى الشعب يريد (اسقاط النظام ) ولك فى من سبقك من اصدقائك الرؤساء القدامى عبره اتوقع منك تغيير مستشاريك واولهم (نافع) المتخصص فى فقع مراره الشعب السودانى وعبد الرحيم محمد حسين وزير داخليتك الذى افسد فكافئته بعد (استراحة المحارب)ليصبح وزيرا للدفاع وان تحارب الفساد وان تبدأ بمسائله اخوانك ان تلبس عباءه القومية وتضع جدولا زمنيا لانتخابات حره ونزيهه بعد ان تؤسس لمناخ صحافة حره لا رقيب فيها وان تعرف وبكل بساطة ان برلمانا يسيطر عليه حزب واحد هو برلمان مزور ، وان كان رئيسه ابابكر الصديق لان هذا يخالف فطره الله التى فطر الناس عليها وهى التنوع والاختلاف وحينها سيذكر لك التاريخ انك فعلت مالم يفعله مبارك وبن على وعلى عبدالله صالح اقول هذا لان هذا هو الطريق الثالث الذى سيحقن دماء السودانين ، ويختصر الطريق واضعا اسسا افضل لسودان افضل. اقول هذا وانا على ثقة ان مستشاريك لن يدعوك تفعل ولكن اقولها من باب (لم تعظون قوما الله مهلكهم قالوا معذره الى ربنا ولعلهم يرجعون) صدق الله العظيم ولكن دعونا نعود الى اصل الموضوع وهو ان هذا الشعب يستحق حكما رشيدا ويستحق ديموقراطية تقوده نحو الحياه التى يرجوها, ولكن نخبته الحاكمة ادمنت حبوب هلوسة الفشل وهى ترفض عن عمد ومع سبق الاصرار والترصد محاربة الفساد و اعطاء الشعب حقه فى الحرية وان يختار من يريد وفى ذات الوقت فان نخبته المعارضة ايضا ادمنت الفشل بتسلطها على قاعدتها باجبارها على تحمل الابتسامة البلهاء لرؤساء احزاب طال بهم المكوث وقد اصبحوا جميعا عراه الفكر وتجاوز الزمن افكارهم الصدئة ووالله لو طفقوا يخصفون من ورق جنان الارض كلها ليغطوا بها عوراتهم لما استطاعوا فقد اتسع الرتق على الراتق!ا ارحلوا يرحمكم الله ودعو الشعب يرى معارضة جديده ورئيسا جديدا فعلى اسوء تقدير سنتذوق نكهة اخرى لمعاناه ذات طعم مختلف!ا ومادامت السياسة هى فن الممكن فاليبدأ شباب الاحزاب بتغيير هؤلاء وعندما يتغير هؤلاء فسيتغير هؤلاء..اما بقائنا لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء فهو ماجعل المتسلطون من هؤلاء يتسلطون على المتسلطين من هؤلاء..وبالتالى وثوره هؤلاء لن تنجح فى ازاحة هؤلاء مع اعتذارى الشديد (لهؤلاء) !ا وكل (هؤلاء) وانتم بخير