النجم الفيس بريسلي ابن ولاية الميسيسبي.. والذي اشتهر بلقب (ملك الروك آند رول).. و(الروك) هي موسيقى السود.. وكانت سائدة في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي.. وأصبح الفيس هو (أول مغنٍّ أبيض) تنطلق من حنجرته أغاني السود.. كما اشتهر بالرقصات التي اقتبسها من السود محطماً القيود الغنائية.. وكان الفيس رمزاً للوسامة.. في مطلع السبعينات من القرن العشرين، وكنا في مرحلة الشباب، عشقنا أغنياته.. وأصابتنا الدهشة وقتها حينما رحل في عام 1977م.. وقد كان أكثر المشاهير الموتى.. إذ أنه وُجد ميتاً في دورة مياه.. وكان ذلك نتيجة إفراطه في تناول الحبوب المهدئة للهلوسة.. ومازالت الاحتفالات بذكرى مولده أو رحيله تقام.. سواء من خلال المعارض والمسابقات أو المهرجانات أو إصدار الكتب عنه.. وموقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).. أصبح النجم الساطع في فضاء عالمنا العربي.. و(الفيس بوك) كسر القيود التي سيطرت على حرية التعبير لدى الشباب.. و(الفيس بريسلي) كان معشوق الشباب في الألفية الثانية.. و(الفيس بوك) أيضاً معشوق شباب الألفية الثالثة.. وما بين (الفيس ) و(الفيس) تقترب مسافات.. وتتحطم قيود.. والسخط على ما هو تقليدي في الغناء في الخمسينات والستينات أتى بالمجدد (الفيس بريسلي).. والسخط على كبت الحريات في الأنظمة العربية جاء بثورة (الفيس بوك).. فقد كان الفيس بريسلي يروِّج للتغيير من خلال الغناء.. وكان الفيس بوك يروِّج لتغيير الحكومات المتسلطة على رقاب شعوبها.. والقذافي يتهم شعبه بأن خروجهم ضده ليس إلا لأنه من مدمني تناول حبوب الهلوسة.. ويريد القذافي أن يحوِّل ليبيا إلى دورة مياه.. ليشاهد شعبه موتى بداخلها.. والقذافي لا يدري من حيث لا يدري.. بأن شعبه تناول حبوب الفيس بوك.. حبوب الانتفاضة.. والقذافي لا يدري من حيث لا يدري.. أنه وُلد وفي فمه حبة هلوسة (خالف تُذكر).. إن الحياة أبهى وأجمل ب(الفيس بوك) و(بدون الطغاة).. ٭ مسطول في مظاهرة كتب على لافتة كان يحملها: «ما تتعب نفسك.. خليك قاعد.. نحنا جايينك!!).