في التنك الكشف عن ظاهرة الصحّاف د.بشرى الفاضل [email protected] في الانتفاضات الراهنة برزت ظاهرة الصحّاف وزير الإعلام في حكومة صدام حسين أيام احتلال العراق.كانت القوات الأمريكية وراء الزاوية في الفندق الذي يدير منه بنفسه الحملة الإعلامية حين كان ينكر أن تكون القوات الأمريكية قد حققت أي انتصارات أو تقدمت.كان يكذب ويكذب والناس يشاهدونه والبعض كاد أن يصدّقه. وفجأة تحولت عنه الكاميرا لنشهد الدبابات الأمريكية وجنود المارينز. أصيب المشاهدون بالدهشة. في السابق أيام هزيمة يونيو عام 1967م كان راديو صوت العرب يبث أكاذيب مماثلة بصوت المذيع أحمد سعيد عن أن الجيوش العربية قد احتلت تل أبيب ثم فجأة انكشف المستور. حالياً هنالك كذبتان طازجتان من ثورتين في التشكل الأولى من إعلام الطاغية الأممي معمر محمد عبدالسلام القذافي ( وهذا هو اسمه بالكامل) ، وإعلامه لا يكذب إلا بإشارة منه، فقد أظهر التلفزيون الليبي لقطات يظهر فيها عبدالفتاح يونس العبيدي وزير الداخلية الليبي السابق وهو يصافح العقيد وكما نعلم فهو كان قد انشق من النظام وانضم للثوار منذ الأيام الأولى .ظهر في الصورة وهو يصافح القذافي ومع الصورة خبر يقول بأنه عاد مرة أخرى للحكومة الليبية وقد تم الصفح عنه وتعيينه مجدداً وزيراً للداخلية. الخبر كان جزءاً من حملة إعلامية المقصود بها إرباك ثوار 17 فبراير لفترة محدودة ، فقد جاء أثناء ضرب بنغازي بالأسلحة الثقيلة في معركة سقط فيها أربعة وتسعون شهيداً كما جاء والاتصالات عن بنغازي قد تم قطعها مع التشويش على القنوات الفضائية غير الليبية.لم يستطع عبدالفتاح يونس خلال ساعة أو ساعتين الاتصال بإعلام ينفي عن طريقه الخبر فقد كان في غرفة العمليات يدير معارك الثوار ضد النظام نفسه الذي يعلن عن إعادته للخدمة وزيراً. عندما أطل عبدالفتاح يونس عبر القنوات الخارجية ومن بينها الجزيرة والعربية لنفي الخبر كانت إطلالته وحدها تكفي.كان يبتسم وهو يقول إن هذه من ألاعيب النظام المعروفة وأنه طبعاً لم يرجع .ضحك الكثير من المشاهدين وتذكروا الصحاف. الحالة الثانية كانت حين أورد الكثير من مسئولي الحكومة اليمنية وبينهم الرئيس علي عبدالله صالح أن سكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير في جامعة صنعاء قد ضاقوا ذرعاً بتمدد خيام الشباب والطلاب بما وصل إلى حرم بيوتهم ولذا اشتبكوا مع الطلاب المعتصمين وكان هذا هو سبب العنف وحالات القتل التي جرت . أمس ظهر أحد سكان (حي الكويت) المجاور (لساحة التغيير) في إحدى القنوات الفضائية وقال إن سكان المناطق المجاورة للساحة بمن فيهم حيهم نفسه لم يتضايقوا إطلاقاً من المعتصمين وخيامهم بل هم يتضامنون معهم. و أضاف ذلك المواطن اليمني يقول أنه ظهرت في أحيائهم وجوهاً غريبة عليهم هي المسئولة عن العنف. هكذا أصبح الإعلام الجديد يكشف الأكاذيب خلال ساعات يكشفها للشعوب في كل مكان ليتم ضربها في التنك فمثل هذه الأكاذيب التي تستخف بالعقول لا مكان لها في البيئة والوعي الراهنين. صحيفة الخرطوم