السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انضمام طيارين بطائراتهم من قوات القذافي للثوار.. وتوجيه ضربات جوية للكتائب الأمنية..تضارب الأنباء عن الهجوم الانتحاري على باب العزيزية.. دور إسرائيلي في تجنيد المرتزقة الأفارقة
نشر في الراكوبة يوم 17 - 03 - 2011

على الرغم من نفي الخارجية الإسرائيلية لأي علاقة إسرائيلية بتجنيد المرتزقة الأفارقة للقتال لصالح القذافي، فإن الطوابير ما زالت تقف أمام السفارة الإسرائيلية لدى السنغال بهدف الفوز بعقد عمل في القتال الدائر في أرجاء ليبيا.
وبحسب ما نشر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، فإن الأنباء التي نشرت عبر وسائل إعلام مختلفة، عن اجتماع جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير جيشه باراك، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات وكذلك الموساد، والذي جرى من خلاله بحث التطورات في ليبيا، اتخذ فيه قرار بمساعدة نظام القذافي بتجنيد المرتزقة الأفارقة للقتال لصالح القذافي ومنع سقوط نظامه.
ومع نفي الخارجية الإسرائيلية لهذا الخبر، فإن الكثير من الأفارقة في الكثير من الدول ما زالوا يتعاملون مع دور إسرائيل في تجنيد المرتزقة، وهذا ما يدفع أعدادا كبيرة من السنغاليين للتوجه إلى السفارة الإسرائيلية طلبا للقتال مع القذافي مقابل مبالغ كبيرة من الدولارات.
وأضاف الموقع وفقا للكثير من المصادر، خاصة رئيس طواقم العمل لشؤون المرتزقة التابع للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فإنه توجد معلومات مهمة تفيد بوجود مرتزقة يقاتلون مع نظام القذافي، ولا يوجد حتى الآن تأكيدات مطلقة بوجود المرتزقة وذلك لصعوبة تشخيصهم لوجود البشرة السوداء أصلا بين الشعب الليبي.
وأضاف الموقع استنادا إلى تقديرات مختلفة بوجود أعداد من المرتزقة في ليبيا، خاصة من الدول التي كان لها علاقات جيدة مع معمر القذافي، والدعم الذي كان يقدمه لبعض الأطراف الأفريقية أثناء الحروب الأهلية، حيث تشير بعض التقديرات لوجود 6000 مقاتل من المرتزقة في ليبيا، من بينهم 3000 فقط داخل العاصمة الليبية طرابلس.
وأشار الموقع إلى أن معظم المرتزقة من تشاد ومالي والنيجر، حيث ضخ القذافي ملايين الدولارات من أجل تجنيد مزيد من المرتزقة، وقد أشارت بعض الأنباء التي نشرت لنشاط إسرائيلي في هذه الدول لتجنيد المرتزقة والتي نفتها الخارجية الإسرائيلية. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أول من أمس عن المصادر نفسها قولها، إن ليبيا حسنت علاقاتها مع الاحتلال في الآونة الأخيرة وإن وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان أقام شبكة علاقات مميزة مع النظام ومدح القذافي عدة مرات في عدة جلسات لحكومته، معتبرا إياه زعيما ذا مصداقية. وتحدثت المصادر، بحسب إذاعة الاحتلال، عن علاقات سرية بين تل أبيب وطرابلس تطورت بعد انتهاء قضية المفاعل النووي الليبي، والموقف العدائي الذي يتخذه القذافي من الحركات الإسلامية، حيث بذلت جهود أوروبية ليبية أمنية اطلعت عليها وأسهمت بها إسرائيل من أجل صد المد الإسلامي في المنطقة العربية، على حد تعبير الأوساط في تل أبيب. وأضافت المصادر عينها قائلة إن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تعيد قراءة الواقع الجديد في ظل التحولات الاستراتيجية على الحدود الجنوبية والتي بدأت بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك، ولا يعرف نهايتها حتى الآن. وبحسب المصادر الرسمية فإن الجيش المصري هو أحد أكبر الجيوش، وأكثرها تسلحا في المنطقة، حيث يمتلك أكثر من 400 طائرة حربية، و100 مروحية حربية، و3600 دبابة من طرز مختلفة، تشتمل على دبابة «أبرامز» الأميركية المتقدمة التي يتم إنتاجها في مصر، ولديه ما يقرب من 1600 أنبوب من أنابيب المدافع، وصواريخ أرض - أرض. لكن ما يطمئن العسكريين الإسرائيليين، بحسب الصحيفة، أنه لو حدث في مصر تحول يفضي إلى نقض اتفاقات السلام، وإعادة السفراء، فإن الإدارة الأميركية ستقطع عنه التزود بالمعدات. وأردفت الصحيفة، نقلا عن المصادر عينها، أن الخبراء العسكريين في الغرب المتابعين للجيش المصري في السنين الأخيرة يتحدثون بيقين عن أن إسرائيل تمثل التهديد الواقع الذي يقوم في أساس بناء القوة العسكرية في مصر، بعد شكاوى قدمها عاموس جلعاد على مسامع المصريين بأنهم يجرون تدريبات تعرف فيها إسرائيل بأنها عدو، خاصة أن الليبيين والسودانيين ليسوا تهديدا حقيقيا للمصريين.
انضمام طيارين بطائراتهم من قوات القذافي للثوار.. وتوجيه ضربات جوية للكتائب الأمنية
تضاربت الأنباء، أمس، حول حقيقة الهجوم الانتحاري على باب العزيزية، واستهداف مطار القرضابية في سرت من جانب الثوار، بينما قالت قيادات في ثورة 17 فبراير (شباط) المناوئة لحكم العقيد الليبي معمر القذافي، إن طيارين بطائراتهم من قوات النظام الليبي انضموا للثوار ووجهوا ضربات جوية للكتائب الأمنية التي كانت تقترب من بنغازي. وبينما شدد اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس المجلس العسكري للثوار، ل«الشرق الأوسط»، على أن بنغازي لن تسقط، مؤكدا ثقته في قدرة الثوار على تطوير خططهم العسكرية لتوجيه ضربات موجعة لقوات القذافي، قال خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، ل«الشرق الأوسط» إنه لم تحدث أي محاولة للهجوم على مقر إقامة القذافي، وإن القوات المسلحة والكتائب الأمنية الموالية للعقيد القذافي تستعد لاستعادة السيطرة على معقل الثوار في بنغازي.
وكشفت مصادر ليبية مطلعة ل«الشرق الأوسط» عن أن طائرة حربية من التي يملكها الثوار شنت هجوما مكثفا، أمس، على مطار القرضابية في مدينة سرت، كما قصفت طائرة أخرى مطار المعيتيقة في طرابلس العاصمة، مؤكدة أن هجوم الطائرة التي قصفت باب العزيزية، معقل القذافي في طرابلس مساء أول من أمس، كان هجوما انتحاريا، قام به الطيار العقيد مختار محمد عثمان، وكان مكلفا المشاركة في الهجوم على مدينة زوارة على الحدود التونسية ضمن قوات القذافي، لكنه قطع المهمة وقام بتفجير طائرته في الباب الرئيسي لمعسكر العزيزية، الذي يتحصن فيه القذافي، ولم يعرف إن كان استشهد في العملية أم لا.
ولفتت المصادر إلى أن هذا الهجوم هو السبب في ظهور القذافي بشكل مفاجئ بعده مباشرة، وإلقائه خطابا في جمع قال التلفزيون الليبي إنه لمؤيدي النظام الليبي، وقال مراقبون إن القذافي قام بذلك ليؤكد أنه لا يزال حيا. ولفتوا إلى أن القذافي أمر بعد العملية الانتحارية بقطع الاتصالات عن طرابلس.
بيد أن خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، قال ل«الشرق الأوسط» إنه لم تحدث أي محاولة للهجوم على مقر إقامة القذافي، مضيفا عبر الهاتف من طرابلس إن «هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة»، و«لم تسمع أصوات طائرات على الإطلاق في طرابلس العاصمة طوال اليومين الماضيين»، وشدد على أن القوات المسلحة والكتائب الأمنية الموالية للعقيد القذافي تستعد لاستعادة السيطرة على المنطقة الشرقية، وتحديدا معقل الثوار في مدينة بنغازي.
ومضى كعيم قائلا: «الآن الفرصة ما زالت متاحة أمام الناس في بنغازي وأهل المدينة للقيام بعمل اجتماعي من داخل المدينة لكي لا تكون هناك عمليات عسكرية. العفو العام مستمر والقوات المسلحة سوف لن تقوم بدخول بنغازي حتى يستنفد الأهالي جهودهم الاجتماعية. هذا قرار رسمي. من يرجع سلاحه إلى عائلته أو إلى قبيلته أو المجالس الثورية (سيتم العفو عنه)».
ولفت كعيم إلى أن العاصمة طرابلس شهدت، أمس، اجتماعا لبعض شيوخ القبائل في بنغازي في محاولة لما وصفه بتهدئة الأوضاع. وقال: «هؤلاء سيعودون إلى المدينة (بنغازي) لإقناع الناس أن العفو قائم وأنه لن تحدث عمليات انتقام ضدهم»، مضيفا أن «أي شخص في هذه المرحة سيستسلم أو يسلم سلاحه لن يكون مطلوبا ولن يحاكم، وسيكون بإمكانه أن يمضي إلى حال سبيله»، مشيرا إلى أن السلطات الليبية قررت، أمس، «تجديد الدعوة وتمديد المهلة لاستمرار العفو العام لمن يلقي السلاح سواء من العسكريين أو المدنيين».
وقال كعيم إن حكومة بلاده تسعى إلى عودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بعض المدن الليبية منذ السابع عشر من الشهر الماضي، موضحا أن عشرات الأجانب بدأوا، اعتبارا من أمس، في التوافد مجددا على العاصمة طرابلس من كل الجنسيات. كما أعلن عن نية السلطات الليبية لتنظيم مؤتمر موسع لرجال الأعمال العاملين في ليبيا لمتابعة العمل الذي توقف بسبب هذه الأحداث.
لكن تطمينات كعيم، ومن قبلها تطمينات سيف الإسلام نجل القذافي، لم تبعد التكهنات عن حالة الارتباك البادية على المسؤولين الليبيين، وبخاصة بعد أن ظهر القذافي نفسه بشكل مفاجئ الليلة قبل الماضية أمام عدد من الشباب في خيمة، قال التلفزيون الليبي الرسمي إنها في باب العزيزية. ويرى مراقبون أن ظهور القذافي يندرج ضمن الحرب النفسية لمنع فقدان المزيد من أنصاره في بعض المدن التي لا تزال تحت سيطرة كتائبه الأمنية، وبعد توارد الأخبار عن إصابة أفراد من عائلته في عملية فدائية قام بها طيار فجر طائرته في معسكر باب العزيزية، المعقل الحصين والوحيد للقذافي وسط العاصمة طرابلس، وانضمام طيارين بطائراتهم الحربية للثوار بعد هبوطهم بها في مطار بنغازي، وانضمام أعداد كبيرة من ضباط وجنود الكتيبة التي تقدمت نحو أجدابيا وتسليم دبابات ومدرعات وسيارات نقل جنود للثوار في بنغازي وطبرق.
وشن القذافي هجوما على فرنسا والدول الغربية أمام الحشد الصغير في خيمته الليلة قبل الماضية، وحمل بشدة على بريطانيا لدعوتها إلى فرض منطقة لحظر الطيران في ليبيا. وقال إن الليبيين (أنصاره) سيقاتلون حتى الموت دفاعا عن بلدهم، مضيفا: «الاستعمار سيُهزم.. أميركا ستُهزم.. فرنسا ستُهزم.. بريطانيا ستُهزم.. العملاء سيُهزمون.. سينتصر الشعب الليبي.. ستنتصر الوحدة الوطنية». كما شن هجوما على الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي لمساندتهما فرض منطقة حظر الطيران.
وبدا خلال اليومين الماضيين، وحتى مساء أمس، أن المعارضة تزيد من رص صفوفها، والدخول في المعركة بطائرات وزوارق حربية، لأول مرة. ونفذ الثوار، أمس، هجوما للمرة الثانية باستخدام الطائرات حين قالت المصادر إن طائرة من طراز «ميغ 36» تابعة للثوار تمكنت من قصف مطار القرضابية في مدينة سرت.
وأضافت المصادر أن وصول طائرات الثوار إلى سرت شجع ضباطا من قوات القذافي في سرت على التمرد، وأن سكانا في المدينة خصوصا من أبناء قبائل الفرجان وأولاد سليمان، خرجوا إثر ذلك في مظاهرات مؤيدة للثوار في سرت ورفعوا علم دولة الاستقلال فوق مبنى المثابة الثورية وسط المدينة.
يأتي هذا في وقت انضم فيه مزيد من الطيارين الليبيين بطائراتهم العسكرية للثوار، وقالت مصادر الثوار في بنغازي إن 6 طائرات حربية وطوافات (مروحيات) على الأقل انضمت، حتى مساء أمس، إلى قواعد الثوار في مطار بنينة، جنوب بنغازي، الذي تعرض لغارات من طائرات «سوخوي 24» تابعة للقذافي.
وقال اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس المجلس العسكري للثوار، ل«الشرق الأوسط»، إن بنغازي لن تسقط، مشيرا إلى أن نظام القذافي يعتمد أسلوب الكذب والخداع عبر ادعاءات لا سند لها على أرض المدينة. وقال يونس في اتصال هاتفي من بنغازي: «نحن هنا.. ليس بإمكان القذافي أو قواته الاقتراب من المدينة. إننا ننتظره لنرى ماذا سيفعل»، مؤكدا ثقته في قدرة الثوار على تطوير خططهم العسكرية خلال وقت قريب لتوجيه المزيد من الضربات الموجعة لقوات القذافي.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن العقيد خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي سابقا في تشاد، الذي انخرط منذ أسبوع في صفوف الثوار المناهضين للعقيد القذافي، يستعد لعملية عسكرية كبيرة رفض المقربون منه كشف أي تفاصيل عنها، لكن المصادر أشارت إلى أن حفتر قاد قوة خاصة اقتربت مساء أول من أمس من مدينة سرت، التي تعتبر العاصمة السياسية لنظام العقيد القذافي قبل أن يرجع حفتر مجددا إلى مدينة أجدابيا.
وعلى أهم جبهات القتال الدائرة حول مدينة أجدابيا، قالت المصادر إن الثوار استخدموا - بشكل واسع - الزوارق الحربية في قصف كتائب القذافي التي كانت تسعى إلى السيطرة على المدينة، وإن الجيش الوطني التابع للمعارضة تمكن من إرباك كتائب القذافي، وتشتيت عدد منها وتدمير آليات والاستيلاء على آليات أخرى. وسقط في معارك أجدابيا أكثر من 25 من الثوار ووقوع عدد غير معروف من القتلى في صفوف قوات القذافي وأسر نحو 100 جندي منها.
وقالت المصادر إن مجموعة أمنية من كتائب العقيد القذافي غيرت ولاءها إلى الثوار بعد أن كانت تنفذ مهاما إلى الشرق من أجدابيا. وأضافت مصادر ليبية مطلعة إن هذه المجموعة الأمنية تمكنت من الوصول إلى طبرق، وسلمت نفسها لقيادة الثوار في المدينة المسؤول عنها اللواء سليمان محمود، والواقعة في أقصى الشرق الليبي.
وكشفت المصادر في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط» أن القصد من هجوم كتائب القذافي على أجدابيا هو تسريب وصول هذه المجموعة إلى طبرق، لفتح طريق لكتائب القذافي إلى مدينة بنغازي، وأشارت المصادر إلى أن هذه المجموعة التي سلمت نفسها، دخلت من أجدابيا - بعد أن قررت الانشقاق عن القذافي - من الخلف، من الطريق الصحراوي المعروف بطريق روميل، الذي يبعد نحو 320 كلم عن بنغازي.
وبحسب المراقبين، تحاول قوات القذافي أن تحقق نصرا في المدن الغربية، بعد أن تعثرت، منذ عصر أمس، محاولات السيطرة على مدينة أجدابيا أو التقدم نحو مدينة بنغازي. وقالت المصادر إن قوات القذافي شنت هجوما بالدبابات والمدفعية التابعة لكتيبة خميس القذافي على مصراتة الواقعة على ساحل البحر المتوسط على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق، في محاولة لاستعادتها من الثوار. وتعد مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية، ويقطنها نحو 300 ألف نسمة. وبعد مواجهات كبيرة مع ثوار المدينة سقط حتى مساء أمس 11 قتيلا و20 جريحا، من الثوار، بالإضافة إلى عدد آخر من القتلى في صفوف قوات القذافي. وقال الثوار إنهم أسروا عددا آخر من القوات الموالية للقذافي.
وقال محمد عبد المجيد، من ثوار 17 فبراير في مصراتة، إن الثوار قاوموا تقدم الكتيبة الأولى التابعة للقذافي واستولوا على عدد من الدبابات، وأرغموا الباقي على التراجع باتجاه زليطن. وقال طبيب في مستشفى مصراتة لوكالة «رويترز» إن جثث 5 قتلى وصلوا إلى المستشفى، (لكنه علم أن عددا أكبر من القتلى قد سقط). وأضاف أن المصابين يصلون إلى المستشفى في سيارات خاصة لأن سائقي سيارات الإسعاف يخشون القصف. وقال الطبيب، الذي عرف نفسه باسم مفتاح: «لدينا ما يكفي من الدواء، لكن لدينا عجز في المسعفين والأطباء».
وتجدد القتال بشكل متقطع في مدينة الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كلم غرب طرابلس، وهي المدينة التي شهدت دمارا كبيرا على أيدي قوات القذافي الأسبوع الماضي، وقال عنها تقرير رسمي لمبعوث الأمم المتحدة، رشيد خليكوف، إنه شاهد 24 مبنى مدمرا في وسط المدينة، و«لم يكن هناك أي نشاط تجاري ملحوظ. ولا يوجد نساء أو أطفال في الشوارع»، و«ثمة وجود عسكري كثيف».
وفي مدينة الزنتان أفاد مراسل محلي أن الثوار اشتبكوا مع قوات تابعة للقذافي، وتمكنوا من الاستيلاء على آليات عسكرية من منطقة القاعة الواقعة جنوب المدينة.
وتشهد مدينة بنغازي مظاهرة حاشدة اليوم، الخميس، يشارك فيها أكاديميون ومثقفون وفنانون، ستنطلق من شارع الاستقلال، وتتجه إلى التجمع في ساحة المحكمة مكان الاعتصام بالمدينة، وقالت المصادر إن المظاهرة سوف تصدر بيانا، يترجم إلى عدد من اللغات، تعلن فيه معاضدتها للمجلس الوطني المؤقت، وتطالب المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي، كما تناشد منظمات الإغاثة الدولية تقديم معونات طبية عاجلة إلى الشعب الليبي، وكذلك المنظمات الدولية باتخاذ مواقف حازمة ضد القذافي كمجرم حرب.
ولفتت المصادر أيضا إلى رحيل مجموعة الأطباء الفرنسيين عن مستشفى بنغازي الطبي، بعد استدعائهم بشكل مفاجئ من قبل إدارتهم في فرنسا، على حد قول الأطباء أنفسهم، مشيرين إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد أن ساءت العلاقات بين نظام القذافي وباريس، حيث اعترفت فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي، برئاسة مصطفى عبد الجليل، كممثل وحيد للشعب الليبي، وأعلنت عزمها فتح سفارة لها في مدينة بنغازي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.