بسم الله الرحمن الرحيم ألم يقل قائلٌ الحذارى ؟؟ بقلم : الحسين الشيكاني ذكرى عزيزة أحتفلت بها جماهير الأنصار الوفية ( شهداء مارس في أبا وود نوباوي والكرمك ) . استقبال هز كل زائر وهو يعبر الجاسر إلى الجزيرة أبا حيث تعالت الأصوات بالتهليل والتكبير بين زغاريد حرائر أبا وهن يهتفن ( يا جاسرنا رجالك عادوا ) . هذه الزغاريد والهتافات رفعتا حالة الاستعداد للتضحية إلى أعلى سقوفها ولكن من بين هذه الملحمة الرائعة تسلل شيءٌ من سموم حربٍ نفسية تحاول عبثاً رد الناس عن المشاركة في التغيير القادم بإذن الله والذي اكتملت كل أسباب حتميته . أولى هذه السموم لدغنا بها متحدث في الندوة المقامة ليلة الجمعة ( أول ابريل ) . قال هذا المتحدث : (( إن بعض من القوى السياسية من شيوعيين ويساريين وشعبيين ومن لف لفهم من حزب الأمة يريدون أن يحولوا بيننا والوصول إلى مراكز القرار وهم بذلك يريدونكم أن تعيشوا الفقر )) أو كما قال ( سبحان الله يا رجل بالأمس القريب كنت تحاول أن تقنع جماهير حزبك أنه حوار وليس مشاركة ستعرض نتائجه على كل القوى السياسية المعارضة واليوم انقلب الأمر ودون مقدمات ليصبح الوصول إلى مراكز القرار \"أمراكز القرار هذه ليست هي المشاركة مع حزب المؤتمر الوطني في السلطة إن كنت ممن يفهم العربية وفن الاستنباط \" ؟ إن أسوء ماجاء على لسان المتحدث مخاطباً مستمعيه \" جملة \" \" يريدونكم أن تعيشوا الفقر \" فهل مجرد وصولكم مراكز القرار سيرفع الفقر عن المخاطبين دون اصلاح هيكلي لإقتصاد البلاد وإعادة هيكلة إدارتها وقوانينها العسكرية والمدنية والخدمية وبناء قاعدة سليمة ينبثق عنها توزيعاً عادلاً لثروات البلاد ووظائفها العلياء والوسيطة على كل أهلها بمن فيهم الاتقياء الشرفاء الذين خاطبتهم\" بهذا المستوى ؟\" ألم تدري أنهم يدعون ليل نهار \" ربنا لا تجعل في قلوبنا ركوناً لشيءٍ من الدنيا \" ؟؟ فهل تريد يا رجل ان ينزلق هؤلاء الاتقياء منزلق أهل التمكين في أموال ووظائف عامة لكل السودانيين ويتقاسمونها مع المؤتمر الوطني وبنهجهم المعروف \" التمكين والمحسوبية \" ؟ ! والله إنا لنربأ بهم من ذلك . جرعة السم الزعاف الثانية التي جرعنا لها الرجل هي ان قدم رمزاً رسمياً من رموز إدارة التمكين إلى منصة المتحدثين ليقوم بواجب تقديم رئيس الحزب وإمام الأنصار إلى من ؟ إلى جماهير حزبه ومبايعيه فسبحان الله ! وسبحان الله ! فحزب الأمة ما زالت سياسته وخطابه وقناعته تقوم على مكافحة فساد هذا النظام وتحميله كل الأوزار التي حلت بنا وببلادنا منذ مجيئه من عام 1989 م . فيا عجباه لقد اعطى الرجل لهذا الرمز الرسمي مالا يستحق وكم كنت أتمنى إن يعطى هذا الشرف إلى أي من أبطال ملحمة أبا وود نوباوي الأحياء أو من أبناء أوأحفاد شهداء تلك الملحمة لتقديم الإمام المفدى . ولست أرى من أفعال وأقوال الرجل غرابةً إذ أن الأمر مدبر ويراد به إرسال رسالة واضحة وهي أن الحوار وجد قبولاً لقواعد الحزب وأنصاره للدرجة التي أوصلت هذه القواعد لمرحلة التطبيع القاعدي مع السلطات المحلية في معقل أنصار الحزب والكيان مما يوجب التقدم لمرحلة المشاركة . بالأمس القريب قال قائل \" الحذارى ثم الحذارى \" وها أنا استعير قوله قارئاً مابين السطور فأقروا معي واحذروا فما زلنا بمنعرج اللوى ولم يتبق لنا الا سويعات لضحى الغد .