حروف حرة \"قرنق\" الفطيس\" نسى قديمو \"اللستك\" و\"الطشت\"!! لنا مهدي عبدالله [email protected] نقاشان مختلفان حول الراحل دكتور \"جون قرنق\" رحمه الله والحركة الشعبية ومآلاتها بعد انفصال الجنوب جمعاني مع عدد من المثقفين بعضهم معدود (ساكت) ضمن زمرة المثقفين؛ النوع الذي إذا ما فتح فاه تمنيت لو يخرس! النقاشان كانا يسيران بمستوى راقٍ وكل ما يقال معقول وجميل، حتى حدث ما صعقني ألا وهو نعت البعض للراحل \"قرنق\" مرة بال\"فطيس\" ومرة أخرى بال\"هالك\" برغم أن الناعتين لا ينتمون لحزب المؤتمر اللاوطني حتى يكون من الطبيعي إلقاء هاتيك النعوت المحطة دون أن يرمش للناعتين رمش! كما استنكر البعض أنني كلما جاءت سيرة الراحل \"قرنق\" قلت (رحمة الله عليه) باعتباره كان مسيحياً لا يستحق رحمة الله؛ فهو ليس من الأمة المسلمة التي تضمن حظوتها برحمة رب العالمين!! كما صعقتني بشدة حتى انتفضت غضباً جمل على شاكلة: (هو جون قرنق دة لو ما المغشوشين فيهو العملوهو زعيم كان مصيرو شنو غير لستك وطشت غسيل؟؟ وفي ناس قالو هو زمان زاتو بدا حياتو بي لستك وطشت، صحي النسى قديمو تاه)!! الحقيقة أنني أيقنت ساعتها أن تقرير المصير الذي انتهى بتصويت أحبائنا الجنوبيين للانفصال لم تتم إجازته الرسمية في نيفاشا بل نبتت بذوره في وعي ولا وعي الكثيرين منا منذ أمد سحيق! الانفصال لن يتم عملياً في العام الجاري بل تم فعلياً يوم اعتبر جهلاؤنا بني وطنهم من جنوب البلاد مواطنين من الدرجة العاشرة، لا يحق لهم أن يعملوا سوى غسالين للملابس ولا أدري لم استنكار البعض للعمل بهذه المهنة الشريفة؟! الانفصال تم يوم اعتبر كثيرون أن المواطنين من جنوب الوطن لا يجب لهم أن يتمتعوا بكامل حقوق المواطنة مثلهم مثل (مواهيم) بقية أجزاء السودان، برغم أن الأحباب من جنوب السودان قد أثبتوا جدارتهم في كل المحافل حتى العالمية منها! إن العنصرية البغيضة التي ما انفك سفير الكراهية الطيب مصطفى يدعو لها والتي تبلورت في الفكرة الشيطانية مثلث حمدي فصلت الجنوب في عقول وأفئدة البعض قبل أن تفصله الانقاذ بغبائها المعهود وبغباء قياداتها التي لم تجعل خيار الوحدة جاذباً! أحبابنا الجنوبيون محظوظون فعلى الأقل لن يحكمهم هؤلاء الموتورين المتلاعبين بالدين المفرطين في مكتسبات الشعب السوداني الباطشين الكارهين لكل قيم الخير و الحق والجمال! لقد (نفد) أحبابنا بالجنوب بجلودهم وبإذن الله سأعمل جاهدة على أن أكون مواطنة بجمهورية جنوب السودان أو أياً كان اسم الدولة الوليدة، فيشرفني أحبابي هناك، يشرفني أن أكون مزدوجة الجنسية إلى أن تمتد أيادينا مرة أخرى ليلتئم الجرح ونجتمع في وطن موحد ديمقراطي حر يعرف أن ينظر قادته إلى قلوب المواطنين لا إلى ألوان جلودهم وسحناتهم!! مع محبتي؛