زوجة ثانية بإذن الأولى..! بقلم: رفيدة ياسين [email protected] متى يفكر الرجل في زوجة ثانية؟ سؤال يدور بذهن كل امرأة، تتطلع دوما للوصول لإجابة شافية تؤكد لها دوما أنها ستظل الأولى في حياة زوجها ...؟ وهل يسأل الرجل نفسه ويصارحها بالأسباب الحقيقية في رغبته بالزواج من ثانية حتى وإن كانت مجرد (طفاسة)، وليس للأسباب التي أباح الشرع فيها تعدد الزوجات لمثنى وثلاث ورباع ..، وأيا كان ما يتم إعلانه إلا أن هناك (سر) دوما بين اثنين لا يعرفه ثالث، فلا يمكن أن يعلن رجل أنه يريد الزواج مرة أخرى لأن زوجته باردة مثلا ... مشكلات عديدة يخلفها الزواج الثاني للرجل قبل المرأة منها الضغط العصبي والمادي، رغم أن المرأة هي الضحية في كلتا الحالتين، لأنها في أغلب الأحوال تدفع فاتورة ما لا تعرفه أو تختاره، فمن النادر جدا أن تكون الزوجة الأولى على علم بزواج زوجها من أخرى قبل إتمام الزيجة التي تكون على الأرجح سرا، المرأة ضحية سواء كانت الأولى أو الثانية، فإن كانت الأولى تشعر بالانكسار وفقدان الثقة بالنفس وبزوجها خاصة إن كانت تحبه وتبذل قصارى جهدها لراحته وسعادته وإرضائه، أما إذا كانت الثانية فهي دوما تعاني من فراغ عاطفي ونفسي إذ ارتضت لنفسها أن تكون جزءا من حياة رجل قبلت أن يكون هو كل حياتها رغم علمها المسبق بمسئولياته والتزاماته المادية والعاطفية لغيرها.. ويجمع بين الزوجتين الأولى والثانية (صمت مشترك) في حالات كثيرة تسكت الاولى وتحتمل ذلك الوضع حفاظا على بيتها من الانهيار وأبنائها من الضياع (وأهو ضل راجل ولا ضل حيطة)، أما الثانية فكلما تمتعض تذكر أنها لم تتفاجأ بما تتذمر منه الآن... علينا أن نقر بأن هناك أسبابا موضوعية عديدة تدفع الرجل للتفكير بالزواج من ثانية، لكن مادام الشرع منح الرجل رخصة لممارسة هذا الحق وتنفيذه، فعلى الرجل أيضاً أن يتحلى بالشجاعة الكافية لمصارحة زوجته قبل الشروع في هذه الخطوة، بدلا من فعلها في الظلام وكأنها خطيئة يتوارى منها بالاستتار وراء سر مصيره أن ينكشف وإن طال الأمد... قالت لي قنصل المغرب بالخرطوم د.سعدية شاذلي إن تعدد الزوجات في المغرب أصبح نادرا جدا نسبة لإصلاحات جديدة لمدونة الأسرة التي قيدت الرغبة في الزواج بامرأة أخرى بشروط صارمة، أولها ثبوت مبرر موضوعي استثنائي للتعدد وبتوفير العدل مع الزوجة الأولى وأبنائها، كما يمنح القانون المرأة الحق في أن تشترط على الزوج في عقد الزواج عدم الزواج بامرأة أخرى وإذا لم يكن هناك شرط وجب استدعاء المرأة الأولى لأخذ موافقتها وضرورة إخبارها بأن الزوج سيتزوج بغيرها، نأمل تطبيق مثل هذه القوانين في بلادنا، لتصبح الأسر أكثر استقرارا..ولإشعار النساء بأمان مفقود لا يوفره لها لا القانون ولا المجتمع الذي جعل منها دوما كبش فداء لرغبات وغرائز الرجال..!