حديث المدينة اقالة .. قوش..!! عثمان ميرغني كتبت قبل أربعة أيام- بالتحديد يوم الأحد الماضي- مقالاً طويلاً بعنوان \"بروسترويكا المؤتمر الوطني\".. حاولت فيه تحليل الأزمة داخل أسوار المؤتمر الوطني.. وفي آخر فقرة كتبت بالنص : (الطريق أمام صلاح قوش إلى الشارع السياسي المفضي– ربما- إلى شارع النيل.. أن يبتدر ثورة إصلاحية داخل أسوار المؤتمر الوطني.. لا تستهدف اللاعبين بل الكرة التي في أرجلهم.. ولحسن حظه أن مثل هذا الدور لا يحتاج حتى لمجرد منصب.. إذ أن المرجح الآن أنه سيفقد منصبه في مستشارية الأمن ..أيضاً.) وفعلاً صدر أمس القرار الجمهوري باقالة مستشار الرئيس للشؤون الأمنية.. واتصل بي عدد كبير من القراء يستذكرون اشارتي المسبقة لهذه الاقالة.. وقرأت أمس في موقع \"الراكوبة\" في الانترنت عمود الأستاذ محجوب عروة (لم يظهر المقال في الزميلة السوداني ويكون الأخ ضياء الدين بذلك حصل على إجابة لسؤال سبق أن طرحه عني في مقال قال فيه مخاطبا الأخ عبد الباقي الظافر. لماذا لم تكتب لنا عن \"بروسترويكا\" طالب بها عثمان ميرغني في لقاء صحفي لمستشارية الأمن) في مقال عروة استبعد أن يكون صلاح قوش مؤهلاً لمثل هذه \"البروسترويكا\".. ونسب لمدير الأمن السابق أنه اقترف من السيئات السياسية والأمنية ما لا يمنحه شرف قيادة مثل هذه البروسترويكا .. ورغم تقديري لمنطق الأستاذ عروة إلا أن (هذه السيئات) التي أشار اليها هي بالتحديد ما تؤهله للاصلاح السياسي إن أراد ذلك.. فالمطلوب منه قيادة ثورة لتصحيح كل ماعرفه من هذه الفوادح.. فالتصحيح دائماً يبدأ من نقطة الاعتراف وتحديد ومعرفة الخطأ. ولو رجعت بكم للجزء الذي اقتطعه من مقالي ووضعته في صدر هذا العمود فقلت فيه (ولحسن حظه أن مثل هذا الدور لا يحتاج حتى لمجرد منصب.. إذ أن المرجح الآن أنه سيفقد منصبه في مستشارية الأمن ..أيضاً) ابتدار \"بروسترويكا\" شاملة في حزب المؤتمر الوطني لا تحتاج الى منصب مستشار أمن ولا يحزنون.. بل على النقيض تماماً ربما غياب المنصب هو أقوى منصة انطلاق . خاصة لمن يخرج عن المنصب بالصورة الدراماتيكية التي خرج بها مستشار الأمن.. فالمطلوب نثر شعارات اصلاحية قوية وصادمة للشعور المتكلس خلال العشرين عاماً الماضية.. وحتماً ستجد هذه الثورة التصحيحية جيشاً عرمرماً من الشباب .. فهم الأكثر استجابة لمثل هذه الشعارات والأقدر على فرضها بحسم. التغيير المطلوب على سُنة الثورات الشبابية الفيسبكية.. ليس على شاكلة التغيير الذي أعلن عنه قيادات حزب المؤتمر الوطني .. فهذا تغيير (مثل فيروس التطعيم) منزوع الفاعلية ليحقق (التطعيم) ضد الثورات العربية.. لكن التغيير الحقيقي المطلوب هو تبديل جذري شامل للمفاهيم التي ظل الحزب يعمل بها طوال عمره السياسي .. على كل حال. صلاح قوش الآن –وبدون منصب- في وضع انطلاق أفضل لقيادة وابتدار ثورة تغيير شاملة في حزب المؤتمر الوطني ثم كامل الملعب السياسي. إلا إذا.. إلا إذا رضى من الغنيمة بالإياب..!