بروسترويكا قوش! محجوب عروة [email protected] قرأت لصديقى عثمان ميرغنى مقالا بعنوان (بروسترويكا المؤتمر الوطنى) والذى انتهى الى أن الطريق أمام صلاح قوش أن يبتدر ثورة اصلاحية داخل أسوار المؤتمر الوطنى وهو عين ماقاله له عندما التقاه قبل أسابيع فى مستشارية الأمن القومى.. انى أحترم بل أوافق على كثير مما يكتبه المهندس عثمان ميرغنى ولكنى هذه المرة أرى أنه طاش سهمه وهو يظن أن شخصية مثل صلاح قوش يمكن أن يكون ذلك السياسى الذى يمكنه من قيادة بروسترويكا لشعب كالشعب السودانى العنيد الذى يستعصى على نسيان الظلم والكبت والفساد،فهو يعلم جيدا من هو صلاح قوش، هذا الذى لم يسلم منه أحرار السودان تنفيذ فنون الأعتقال الظالم والتعذيب والظلم والأهانة دون رحمة باشارة من رؤسائه.. معقول ياعثمان؟ هل تريدنا أن نصدق أن صلاح يمكن أن يقود بروسترويكا ويقبله الشعب؟ هل الشعب السودانى شعب أبله وغبى وساذج ومتخلف بهذا المستوى؟ من الذى كان يشرف على بيوت الأشباح؟ من الذى بنى امبراطورية أمن تتضخم لتصل لمستوى أعلى من رؤسائه فى التحرك السياسى ؟ من الذى يريد أن يجعل من جهاز الأمن والأستخبارات قوة سياسية وعسكرية موازية للجهاز السياسى والجيش تؤدى لأبتلاعهما فتحقق الطموحات الزائدة كما فعل الطاغية الأمنى المخلوع زين العابدين بن على فى تونس عندما الى تنحية رئيسه بورقيبة من السلطة و بنى امبراطورية أمنية أقوى من الحكومة و الجيش النظامى وقوة مالية من نافس بها حتى القطاع الخاص وأشاعت الفساد المالى والأخلاقى والسياسى؟ بروسترويكا قوش قال!!!!!! من الذى أغلق الصحف وفرض عليك الرقابة القبلية؟ أليس هومرشحك للبروسترويكا؟ كم هو أمر يثير الضحك والحزن معا. ان مهمة مستشارية الأمن القومى هى مجرد ادارة استشارية لتقوم بالدراسات للقضايا التى تؤثر على الأمن القومى وابداء الرأى(الأستشارى وليس الملزم) ليستفيد منها صانع القرار التنفيذى ومجلس الأمن القومى وليست أداة تنفيذية تتجاوز الحزب السياسى المناط به قيادة العمل السياسى والتخطيط للحاضر والمستقبل السياسى. ولذلك لست أفهم كيف يجمع مستشار الأمن القومى بين وظيفته الأستشارية و عضوية البرلمان مهمته التشريع ويفترض فيه سلطة موازية للجهاز التنفيذى يختص بالرقابة عليه ومحاسبته فكيف ولماذا هذا التضارب. يضاف لذلك أن جهاز الأمن والأستخبارات هو المنوط به العمل الأمنى والأستخبارى اليومى والتنفيذى وليست المستشارية وهو عين ما كان يقوم به صلاح قوش عندما كان مديرا له ولم يسمح لمستشار الأمن القومى بأى دور تنفيذى أو سياسى سيادى يتخطى جهازه فلماذا هذا التناقض الآن؟ ان مستشارية الأمن لا تحتاج لمكاتب كثيرة ولا لعمارة ضخمة ولا ميزانية ضخمة لتقوم بمهامها فهى تعتمد على الخبرات المتراكمة لرئيسها ومنسوبيها وتنسيق الدراسات التى تكلف بها الخبراء فى مواقعهم ولا بأس من الأستفادة من أكاديمية أمنية هى موجودة أصلا فلماذا ننفق المزيد من الأموال ولماذا تضارب الأختصاصات؟ البروسترويكا يا صديقى عثمان لا تقوم بها وتنفذها مستشارية الأمن القومى ولكن يمكنها فقط عمل دراسات مفيدة وتقديم استشارة استباقية تقدمها لجهات الأختصاص مستصحبة لما هو حاصل فى البلاد و الوطن العربى والعالم من متغيرات وثورات ستؤثر حتما على السودان فلا يقع فيما وقع فيه غيره فنحقق الأستقرار والأمن القومى الصحيح والحكم الرشيد.