حديث المدينة الشعب..(في جيبي!!) عثمان ميرغني حزب المؤتمر الوطني .. أمس .. وبحركة رشيقة سريعة أخرج الفريق أول صلاح قوش من منصبه السياسي (أمين أمانة العاملين).. ويبدو أن الجنرال قوش يخضع لقانون (زنقة.. زنقة) بعد أن أدين بجريمة (الطموح الرئاسي).. إذ فقد أولاً منصبه في جهاز الأمن .. ثم مستشارية الأمن.. وأخيراً حزبه المؤتمر الوطني..الآثار الجانبية للتعديلات الأخيرة.. لا تصب في مصلحة حزب المؤتمر الوطني.. أي حديث يرتبط بكلمة (التغيير) هذه الأيام لا يفهمه الناس بمعزل عن الأوضاع التي تلف الوطن العربي حولنا.. كلمة (التغيير) التي تجتاح الوطن العربي هذه الأيام فيها انقلاب كامل على (منهج!!) العمل السياسي التقليدي الذي ظلت تمارسه كل الأنظمة العربية .. مع اختلاف درجات السوء فيها.. وعندما يجري حزب المؤتمر الوطني هذه الجراحة (التجميلية العاجلة) .. ويكتشف الناس أن التغيير هو نفسه القديم.. ذات الوجوه والأسماء التي كانت في المؤتمر الوطني منذ كان نطفة فعلقة .. وظلت تدور في كراسيه تماماً كما يدور اللاعبون في (لعبة الكراسي).. فإن ذلك يبعث برسالة غاية في الإحباط.. تؤكد للجميع أنه لا جديد في الجديد.. وأن التغيير حتى القادم المتوقع.. لن يكون إلا بين نفس التشكيلة بنفس (الفانلة) و(الشورت) .. وربما (الكدارة).. إما أن حزب المؤتمر الوطني مطمئن تماماً.. و(راقد قفا) أن هذا الشعب.. ليس كشعبي تونس ومصر.. تلك الشعوب (البطرانة) التي ثارت على أرباب نعمتها.. وأن شعب السودان (لا) وألف (لا) يريد تغيير النظام.. وأنه راضٍ بحكومته ويحبها (موت!).. أو أن حزب المؤتمر الوطني يفترض أن الشعب ساذج لا يطمح في أكثر من (مانشيت) في الصحف بين الفينة والأخرى.. تطيح بهذا وتأتي بذاك.. ويغرق في التحليل والتحليل المضاد.. ويأتي المساء فيشرب اللبن وينام كالطفل الغرير.. الأجدر أن ينظر المؤتمر الوطني لحكاية (التغيير) بجدية أكثر.. ليس استجابة للظرف المحيط بالسودان فحسب.. بل لأنه منطق الأشياء بعد أكثر من (22) عاماً من الحكم المتواصل.. لا يمكن.. لا يمكن.. لا يمكن.. أن يستمر الوضع كما هو عليه.. أو كما يقول الخواجات (Business as usual) .. المياه نفسها عندما تركد في مكان واحد تفقد صلاحيتها.. جريانها وتغييرها بصورة مستمرة وحده هو الذي يضمن سلامتها وصلاحيتها. لكن النظر للتغيير من باب (التقية) أو (التطعيم) ضد المرض.. مرض الثورات العربية.. لن يجدي.. والبرهان أمامنا شاخص لا يحتاج إلى بطل.. في اليمن الرئيس على عبدالله صالح ومنذ لحظة الثورة الأولى على زميله الرئيس زين العابدين بن علي لم يتردد وأعلن عن حزمة إجراءات ورفع شعار( لا للتوريث. لا لإعادة الترشح للرئاسة) وقدم مجموعة تغييرات دستورية وتنفيذية..فهل أفاده ذلك شيئاً.. على النقيض أغرى ذلك الشباب بمزيد من الثورة ورفع سقف المطالب لتناله هو نفسه.. الأجدر أن يقدم حزب المؤتمر الوطني تغييراً حقيقياً .. في عقلية ومنهج الحكم قبل الأشخاص.. وسيستبين قومي النصح.. ضحى الغد..!! التيار