..! منى أبو زيد [email protected] يقولون لك إن هذا العالم على امتداده قد أصبح اليوم قرية واحدة، فتفرح مستحسناً هذا الزعم المتحذلق، الذي يختزل المسافات بينك والبيت الأبيض، والكرملين، وسور الصين العظيم، وعزلة الدلاي لاما، ونجوم ريال مدريد، وأساطير هوليوود .. لكنك تعلم أن الاتصال شيء وأن الوصول شيء آخر ..!، جولة قصيرة لتفقد أوجه الشبه ومواطن الاختلاف - بين سكان ذات القرية الواحدة – قد تغني عن الكلام، مدير وكالة الهجرة الرئيسية في روسيا – الذي لفحه هواء العنصرية في أثناء مقابلة إذاعية- قال \"إن بقاء الجنس الأبيض أصبح في خطر\"، وأنه لا يفهم لماذا تشجع أوروبا ظاهرة الهجرة من إفريقيا والشرق الأوسط، فأقيل بعد ساعات، بتهمة التصريحات العنصرية التي تسببت في إثارة القلق الرئاسي ..! ليس القلق الرئاسي وحده بل فقدان الثقة الرئاسية كما حدث مع عمدة موسكو الذي لم تشفع له ثمانية عشر عام من البقاء في ذات المنصب .. هكذا يحافظ رؤساء الحكومات على الكراسي، بوضع ثقتهم هدفاً نصب أعين المسئولين، حتى لا يخطئوا في حق الشعب فتفقد الحكومة برئيسها ثقة الشعب ..! ولله في خلقه من المسئولين شئون – قاتل الله المقارنات! - في استراليا استقال مسئول الهجرة بسبب سياسة الحكومة غير المبالية تجاه مشكلة مهاجرين غير قانونيين أضربوا أسبوعاً عن الطعام، بسبب تأخيرها قرارها بشأن طلبات اللجوء التي تقدموا بها ..! أما في السودان - يا ساكن ذات القرية الواحدة – فبعد أزمة مياه حادة، خرج بعض المواطنين احتجاجاً وتظاهروا وأغلقوا الشارع مطالبين بإقالة مدير المياه .. فماذا فعل السيد المسئول ..؟! (اتهم السيد مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم، جهات سياسية منظمة تقف وراء شح المياه، بإقفال ال (بلوفة) في الشبكة، وقال إن هنالك أيادٍ عابثة صاحبة غرض، تفتعل الأزمة لاستغلالها سياسياً، وأن معظم المتظاهرين بسبب أزمة المياه في بري لا علاقة لهم بالمنطقة بري) ..! بالله دا كلام؟! .. إن كان سيادة المسئول يستهين بثقة حكومته المبهولة بلا حساب، أو كان يستخف بعقول المواطنين الصابرين على مثل هذا الابتلاء ؟! .. أفلا يحترم قداسة الخبر الصحفي الذي سوف تسير ركبانه بمثل هذا الحديث المخجل ..؟! في مصر أصبحت عائلة الرئيس السابق مشجباً يعلق عليه كل الخارجين على القانون والمارقين على الأخلاق خيباتهم، فهذه لفقت لها سوزان مبارك قضية الدعارة، وهذا لفق له جمال مبارك قضية الرشوة، وذاك تسبب الرئيس السابق بإبعاده عن الأضواء .. أما في السودان فالمعارضة السياسية هي المشجب الذي تعلق عليه أي نملة مصابة بداء المفاصل عجزها عن الحركة..! لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا ..! منى أبو زيد [email protected]