الرئيس يبحث عن ابنه !! عبد الباقي الظافر في فبراير من العام1998 ومقبرة الشهيد الزبير لم تجف بعد.. دخل الشيخ الترابي على أخيه الأصغر عمر البشير.. الشيخ والجنرال كلاهما كان يخفي مشاعره الحقيقية تجاه الآخر.. عنوان الاجتماع اختيار خليفة للمشير الزبير في مقعد النائب الأول.. الشيخ كان قد جمع التنظيم في بيته من وراء ظهر البشير.. قائمة الخيارات كانت تحمل ثلاثة أسماء.. الشيخ نفسه، وتلميذه الوفي علي الحاج، وثالثهم علي عثمان محمد طه.. البشير عدّ ذك زحفاً مدنياً تجاه كابينة القيادة.. تلفت يمنة ويسرى وانتقى علي عثمان أصغرهم عمراً وابن دفعته في الخرطوم الثانوية. أمس الأول وفي حديث لصحيفة الشرق القطرية أكّد رئيس الجمهورية مغادرته لمنصب الرئيس بنهاية الدورة الرئاسية الحالية.. لم يكن ذلك أمراً جديداً.. فقد سبق الرئيس أن صرّح أكثر من مرة بذات الرغبة.. إلا أنّ الجديد عزم الرئيس الدفع بوجه شاب إلى قصر الرئاسة.. هذا ضمنياً يستبعد اثنين من أقوى المرشّحين لخلافة البشير.. الأستاذ علي عثمان نائبه في رئاسة الجمهورية والدكتور نافع علي نافع نائبه على أمانة الحزب الحاكم. قبل أيّام جمع مصدر مُقرّب من الرئيس وعلى عتبات البرلمان الصحفيين.. همس في أذنهم أنّ التغيير سيبدأ من يوليو القادم.. الأستاذة سامية ستقفز للأمام في منصب رئيس المجلس الوطني.. وأنّ هذه ستكون الدورة الأخيرة للرئيس البشير.. الرجل المُهم ختم حديثه راجياً من الصحفيين ألا يشار لاسمه علناً. يبدو أنّ الرئيس جاد في مسعاه في ولاية الشباب.. فقد دفع من قبل بالشاب مصطفى عثمان وزيراً للخارجية وسط همهمة الشيوخ.. والآن يكرر ذات الأمر بالدفع بالشاب صلاح ونسي وزيراً للدولة بذات الوزارة.. ومجلس الوزراء الحالي يضج برموز شبابية من حاج ماجد سوار إلى سناء حمد العوض. إلا أنّ ثمّة سؤال ما الذي يجعل الرئيس يقدم على هذه المجازفة التي ستجد معارضة من أصحاب المصالح.. الرئيس يكرر فعلاً صنعه الشيخ الترابي.. الترابي بعد نجاحه في إصابة السلطة قام بحل التنظيم، وكرّم أترابه بمصاحف قبل أن يحيلهم للتقاعد الإجباري.. هذا يعني أنّ الرئيس يمضي على ذات نهج الشيخ. أمرٌ ثانٍ، يبدو أنّ الرئيس يريد أن يحافظ على تأثيره على الأحداث وهو خارج جدران الحكم.. ولاية أحد الأتراب تجعل المهمة عسيرة.. هؤلاء لا يرون في الرئيس إلا أخاً كريماً تمّ استدعاؤه من أطراف المدينة لاستلام مقاليد الحكم في الخرطوم.. بينما الشاب الذي سيقدّمه الرئيس لسنام القيادة سيكون ولاؤه مباشرة للمشير البشير أياً كان موقعه في الدولة. ربما فطن الرئيس مؤخرا إلى أنّ المهدد الرئيس للإنقاذ هم الشباب.. أولئك الذين جعلوا من مبارك رئيسا مخلوعاً.. وتركوا طائرة زين العابدين تائهة في الأجواء.. وعكننوا من مزاج صالح اليمن. وأحالوا استقرار الأسد في سوريا إلى شيء من الماضي.. فأراد أن يخطب ودّهم بتنصيب ممثل لهم في القصر. التغيير المحمي بنفوذ الرئيس البشير سيجد الطريق سالكاً وإن وقف الشيوخ أمامه. التيار