[email protected] يتفق كل الرقباء و المتابعون بأن البشير رجل تسكنه متلازمة الفوران و الهيجان و الغليان في التعبير عن أيما قضية و للأسف أن يحدث هذا كثيرا في القضايا المصيرية للدولة بصفته رئيسا للدولة. لم يتعافى من هذه المتلازمة حتى بعد أن استخلص لنفسه جيشا من المستشارين في كل الأصعدة. كل ما يتطلب البشير لنفخ شدقيه و إطلاق لسانه هو لقاء جماهيري و مكرفون و مكبرات صوت و بعض المأجورين الذين يهللون بلا إرادة. و أمثلة ما نقول أكثر من أن تحصى و لكن على سبيل المثال في قضية الفتاة المجلودة عندما نصب نفسه بين ليلة و ضحاها مفتيا و ناصر أفراد الشرطة الذين بدا عليهم التلذذ بفعلتهم الشنعاء. أما التصريحات الكبيرة فدونكم ما قاله الرجل في شأن أبيي قبل يومين رغم علمنا التام بأنه أول من (يُرغم على لحس كوعه و سحب الجيش السوداني). بالجانب الآخر هناك سلفاكير الرجل المغمور الذي لولا مقتل جون قرنق لما عرفه أحد حتى الساعة يتصف بالروية و الرزانة و ضبط النفس و لم نره يوما منفعلا و لا هائجا حتى يوم أن كانت نتيجة الإستفتاء هي الإنفصال. يعمل سلفاكير و فريقه بصمت كامل و استطاع و بإحترافية أن يسقط البشير بالضربة القاضية في أيما نزال. ظن البشير بأن سلفاكير سينخدع بمنصب النائب الأول بعيد الإتفاقية و لكن الرجل آثر جوبا على الخرطوم و عمل في صمت على الصعيدين الداخلي و الخارجي حتى نال مبتغاه و بتأييد دولي بينما يتزايد الخناق على البشير يوما وراء يوم. هناك أوكامبو و المحكمة الدولية و هناك العزلة الدولية و تصدع حزب البشير و الفساد الضارب و الغلاء و التفريط في أرض الوطن في الجنوب و حلايب و الفشقة و هناك حرب دارفور و نذر الحرب في جنوب كردفان و الإقتصاد المترنح و آخر كثير. كل هذا و البشير لم يصقله عقدين من الحكم في كيفية إدارة البلاد بحنكة ليجيئ سلفاكير من التعليم قبل السياسي و يقلب عليه الطاولة و تركه يجوعر في كل محفل بينما هو يبتسم فرحا بأن جُعل له خصم في غباء البشير.