[email protected] مقاطعة رؤساء الدول العربية بإستثناء دولتين ليستا من ذوات الثقل هما جيبوتي و موريتانيا لتنصيب البشير له أكثر من دلالة و تساؤل يبين بجلاء شديد أن البشير لا وزن له و لا قيمة على الساحة العربية السياسية. البشير أحوج ما يكون إلى كسر العزلة الدولية التي ضُربت حوله منذ أن صدر أمر المحكمة الدولية الخاص بتوقيفه لإتهامه بجرائم تتعلق بدارفور. و للتدليل على تحديه لأمر المحكمة و لكسر القيود عليه قام البشير بأكثر من زيارة ( عنترية دانكوشتية مخلوطة بجعلنة قحة ) شملت معظم الدول العربية دون أن يحظى و لو بالقليل من هذه الزيارات من رصفائه العرب للتدليل على وقفتهم معه يوم أن أدى القسم رئيسا للسودان بعد إنتخابات شابتها العديد من الشبهات و الإنتقادات. حتى مصر الجارة لم يتفضل رئيسها بتلبية دعوة تنصيب البشير و قد يتعذر الناس له للحالة الصحية التي لم تقعده عن إفتتاح طريق بإحدى محافظات مصر. و كنا نحسب أن مبارك سيتعجل بزيارة السودان لتهنئة البشير عقب تعافيه و لكن يبدو ان التهنئة ستكون من نصيب القاهرة على حساب الخرطوم! و الكفة الثانية في دول الثقل العربي السعودية لم تعر دعوة البشير إهتماما فكان تمثيلها على مستوى سفيرها الذي تفرض عليه البرتوكولات التلبية شاء أم أبى. حتى عمرو موسى الأمين العام لمشتتة الدول العربية اقعدته بعض هوامش اشغال عن إضفاء بعض وزن وثقل لتنصيب البشير.. و إذا كان ثمة شيئ مؤكد فهو أن الدعوة قُُدمت لجميع القادة العرب و لكن الأكثر تأكيدا هو أن التلبية كانت مخيبة لآمال جماعة البشير و حزبه. لم يستطع البشير تمثيل السودان في إجتماع فرنسا فأرسل على عثمان طه بإعتبار أن يد المحكمة الدولية لم تشير إليه (حتى الآن) بجريمة ما. و قبل يومين تواترت الأخبار بأن الرئيس الكينى لن يقدم دعوة للبشير لحضور (غمة) أعني قمة الإتحاد الإفريقي و الأسباب واضحة لكنه رجع و دعاه - ربما بعد تدخل الأجاويد. هذه هي البدايات فقط و الخاسر ليس البشير في شخصه و لكن السودان و السودانيين سيخسرون الكثير بسبب العزلة التي تطال الرئيس و ستظل أصابع الإتهام و إحتمالات ما ستؤول إليه ملاحقات المحكمة الدولية ستظل شبحا يفرض نفسه في الخارطة السودانية بشكل قاتم طالما أن البشير فُوّز و سيُفوّز في أيما إنتخابات تشهدها البلاد.